سرادق كبير به عشرات الآلاف من المواطنين، يحضرون ليشهدوا مراسم الصلح وإنهاء الخصومات الثأرية في محافظة الأقصر، وفي محافظات الصعيد.. ذلك هو المشهد الذي يعد ضمن عادات وتقاليد الصعيد، وشرطا أساسيا لإنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين، وهو ما تعطله هذه الأيام أزمة كورونا بإجراءاتها الاحترازية من حيث منع التجمعات.
كل
بين الحين والحين، كانت محافظة الأقصر تشهد مراسم صلح بين العلائات لوقف نزيف الدماء، وذلك بعد مجهودات كبيرة يبذلها رجال لجنة المصالحات، واستطاعت أزمة فيروس كورونا أن تقف حائلا أمام "قودة" الصلح التي تنهي النزاع الثأري، بسبب إجراءات الدولة لمواجهة فيروس كورونا للحد من التجمعات.
مراسم صلح الخصومات الثأرية في الأقصر قبل أزمة فيروس كورونا
يقول حسن أبو الحسن، أحد رجال لجنة المصالحات في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن أزمة فيروس كورونا نجحت في تعليق مراسم الصلح للخصومة الثأرية، التي تشهد كثافات عالية من المواطنين، وذلك لمنع التجمعات، موضحًا أنه منذ زمن قديم لم يقف أي شيء عائقًا أمام "القودة" التي تنهي برك الدم بين ولاد العم والقبائل.
مراسم إنهاء الخصومات الثأرية في الصعيد قبل أزمة فيروس كورونا
وأكد رجل المصالحات في الأقصر، أنه لن ولم يتم التفنن في ابتكار وسيلة أخرى لإقامة مراسم الصلح في ظل أزمة كورونا، حيث العادات والتقاليد تلزم حضور المواطنين من كل حدب وصوب من الأقصر والمحافظات المجاورة لها، بجانب حضور القيادات التنفيذية والأمنية، مشددا على أنه لا يجب التخلي عن الأعراف والموروثات، وموضحا أن هناك نزاعين تم التفاوض لحلهما والصلح فيهما، ولكنهما معلقان بسبب أزمة فيروس كورونا، ومن المقرر عقدهما عقب القضاء على الفيروس.
كورونا يقضي على مراسم صلح الخصومات الثأرية في الأقصر
وأوضح "ابوالحسن" أن لجنة المصالحات تنجح كل يوم في إنهاء الخلافات الصغيرة بين العائلات في الأقصر، حيث لا تتطلب حضور أعداد كبيرة من المواطنين، فيتم الصلح بين طرفي الخصام ولا يتراوح عدد الحضور 10 أفراد.
ولفت إلى أن الخصومات الصغيرة تكون غالبا بسبب نزاع على أراض زراعية، وخلافات الميراث، ومشاكل أطفال قبل أن تصل إلى مشكلات دماء بين الكبار، ومشكلة خناقة بالشوم، وهكذا.