"قادرين نصنع البهجة".. أحد مصابي كورونا يروي تجربته مع الفيروس من داخل العزل الصحي بأسيوط

حسين الأنصاري ابن قنا ينشر تجربته مع فيروس كورونا
حسين الأنصاري ابن قنا ينشر تجربته مع فيروس كورونا

نشر حسين أحمد الأنصاري، أحد مصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والمقيم بمحافظة قنا، رسالة عبر حسابه الشخصي، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يوضح فيها تجربته مع الفيروس منذ إصابته حتى اليوم، من داخل غرفة العزل الصحي بمستشفى أبوتيج في محافظة أسيوط.

وكان أحمد الأنصاري، شعر بأعراض فيروس كورونا، وتم حجزه في مستشفى الصدر بقنا، وثبت إيجابية تحاليل كورونا له في 27 أبريل الماضي، وتم نقله اليوم التالي مباشرة إلى الحجر الصحي بمستشفى أبو تيج بأسيوط.

وبدأ رسالته بعبارة "مواقف لا تُنسى .. لمريض من عنّبَر العزل "

وقال أحمد: "فور دخولي مستشفي الحُميات لأخذ مسحة اختبار, فإذا بشابة تبكي في التليفون بشدة لمجرد انه هناك شك، بأنها مصابة وسوف تُجري مسحة اختبار الضعف الإنساني

وبعد أخذ مسحة مني وانتظار نتيجة التحاليل كان الجميع، يؤكد لي انها سوف تكون سلبية بعون الله ، لكن كان عندي شعور أنها ستكون إيجابية من شدة ألم صدري الغريب عليِ وفعلا ظهرت إيجابية".

وأوضح معاناته ومعاناة الآخرين في عدم توفير مستشفى حجر داخل قنا قائلًا: "كنت اتمني استمرار حجزي بمستشفي حميات قنا ، لكن

للاسف علمت من مقربين لي انني سوف اذهب لعزل أبو تيج! واستغربت الأمر في البداية وكنت مخنوق من الوضع الصحي لمحافظة كبيرة زي قنا لا توجد بها مستشفي للحجر الصحي رغم أن تعداد سكانها يتجاوز ٣ مليون".

وذكر في رسالته موقف مبهج أعطاه أمل من أبناء قنا: "أثناء وصول الإسعاف لنقلي لمستشفي أبو تيج وانا داخل، سيارة الإسعاف استعدادا للسفر فإذا بباب سيارة الإسعاف الجانبي يتم فتحه ليُهدوني موظفين بقنا بعض الورد البلدي، زي بوكيه ورد صغير فل وريحان وورد أحمر".

وتابع "أثناء رحلة السفر من قنا لابوتيج ولأن معدتي حساسة، وبعاني من التهاب معدة من سنين ، كنت حاسس روحي بتطلع مني ، من كثرة هزة ورجرجة سيارة الإسعاف الضخمة، وقتها للأمانة لعنت كل نائب مُقصر في المطالبة بحقوق ناسه، لاننا محافظة ليست بالقليلة".

واستطرد:"مستشفي للأمانة في تجهيزاتها وجودتها فوق الممتازة، كانت جاهزة لافتتاحها كمستشفي نموذجي بأبوتيج، ولكن بعد ماحدث من جائحة وباء كورونا تم تحويلها لتكون حجر صحي لمرضي كورونا باسيوط و الصعيد".

وقال "رجل كبير السن يُتعِب و يرهق الجميع هنا لرفضه دخول الحجر الصحي بالمستشفي وهو يردد و يقول انا سليم وعايز اروح ومفيش فيّا حاجة "نعم ليس الجميع يتحمل الصدمة".

فإذا بي أراها تجلس في طرقة إستقبال الدور الذي انا به وحولها الممرضات يحاولون تهدئتها والاستفسار عن اسمها، وللاسف هي تبدو في حالة فقدان للذاكرة ولا تعلم شيئ عن أي شيئ و بعد الرجوع لاوراقها اتصلوا بأهلها للاستفسار عن بعض المعلومات عنها "هنا تُدرك نعمة الإدراك ووجود الأهل".

وتابع "هناك موظف محجوز معي يتجاوز ال ٤٥ عام، ذكر لي في حزن أنه فور علم شركة المقاولات الكبيرة التي يمتلكها رجل أعمال ملياردير في مصر قال لي للاسف إدارة الشركة فور علمها بأنه مصاب بفيروس كورونا قاموا بفصله من العمل !! رغم أن معه اولاد وأسرة، قلت له الرزاق هو الله وبكفيك سلامة اولادك و بيتك وايضا نصحته يرفع عليهم دعوي قضائية

ومؤكد ربنا سينّصُره "هنا بعض القطاع الخاص لا رحمة فيه".

واستطرد: "مهما ذكرت لكم عن ما يقدموه أطقم الأطباء و التمريض وكل العمال والإداريين هنا من جهد جبار و عمل متواصل وخدمات طبية وعلاجية وخدمية فائقة الجودة فلن أُوفيهم حقهم و ربنا يجازيهم عنا خير الجزاء ويجعله الله في ميزان حسناتهم جميعا" هنا ملائكة رحمة فعلا وأطباء اوفياء حقا".

واستشهد بموقف الطفلة الصغيرة المريضة هي ووالدتها وأخواتها وما فعله طقم الأطباء والتمريض من الاحتفال بعيد ميلادها وإدخال البهجة عليهم وعلينا "قادرين نصنع البهجة".

وأوضح: "أخيرا رغم كل شئ ورغم وجود بعض السلبيات أو الاخطاءالبسيطة، لكنني للأمانة لا أملك إلا بتوجيه كامل الشكر والثناء و جزيل الاحترام ، لما تقوم به الدولة و الحكومة المصرية ووزارة الصحة من توفير كل الإمكانيات المتاحة من تحاليل لأشعة لعلاج لمستوي أكل وتغذية جيدة يكاد يكونوا في المستوي شبه الفُندقي، و كل ذلك الأداء المُشرف ادي لارتفاع نسبة الشفاء بقدر كبير "شكرا بلدي الغالية مصر".

وأضاف: "تلك كانت بعض المواقف التي عايشتها بنفسي فعلا، وحبيت اذكر لكم عن جزء من تلك التجربة الإنسانية التي مررت بها ولا أتمناها لاي إنسان، رغم ما بها من تجارب حياتية وإنسانية مفيدة، ويكفي أن كل من مر بتلك التجربة، قد نال بفضل وكرم من ربنا الكثير من ثواب الصبر علي قضاء الله والكثير من دعوات المحبين من كل الفئات سواء اهل أو جيران أو اصدقاء أو ناس دعت لكل مريض بظهر الغيب، ففي قلب المحنة دائما تولد الرحمة وتأتي النفحات الربانية.

وختم: "تقبلوا كل أموركم بنفس راضية بكل قضاء الله ففي ذلك الأمر أكثر من نصف بل كل اسباب الشفاء، سامحوني عذرا إن كنت أطلت عليكم لكني حبيت ابعث لكم ببعض الرسائل، عن تلك المواقف الرائعة رغم قسوة بعضها، وبعون الله وأن كان في العمر بقية في أيام قادمة لو كتب لنا الله تمام الشفاء أقبلوا مني، سوف اكتب لكم عن بعض النصائح الهامة من واقع تجربة حقيقية".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً