ضربت الأردن مثالاً حياً في التغلب على فيروس كورونا، حيث أثبتت للعالم العربي والغربي إمكانية هزيمة المرض حتى وإن لم يوجد له علاج بعد، حيث وصلت إلى "صفر"، بإجراءات حكومية صارمة وأخرى صحية كبيرة، ولكن ما هي تلك الإجراءات التي اتبعتها وزارة الصحة الأردنية للقضاء على الفيروس في بلادها؟، وتتبعت "أهل مصر" التجربة الاردنية منذ بدايتها وحتى وصولها لصفر إصابات، ولكن هل ستستمر التجربة الأردنية في النجاح عقب فك الحظر الكامل الذي أمرت به السلطات بداية من الاربع المقبل، أم أن النجاح سينهار رأساً على عقب، هذا ما سنعرفه في التقرير القادم في نهاية هذا الأسبوع بعد تتبع خطوات الأردن ووزارة صحتها في الإجراءات التي تقي المواطنين من انتشار الفيروس مرة أخرى.
إجراءات وزارة الصحة الأردنية
منذ بداية تفشي فيروس كورونا في العالم، وظهور أول حالات في الأردن، نصح الدكتور سعد الجابر وزير الصحة ومستشار أوّل جراحة القلب و الشرايين، ومدير عام الخدمات الطبية الملكية سابقاً، ورئيس لجنة ممتحني البورد العربي في جراحة القلب، السلطة الأردنية بغلق الدولة بشكل كامل وتوقف العمل نهائية وإجراء حظر كامل لمدة أسبوعين، وبالفعل استجابت الدولة للأمر، وبدأت المستشفيات في استقبال حالات ظهرت كانت قد قدمت من الخارج، تم تجهيز المستشفيات والعيادات الخاصة وجميع دور الرعاية الصحية بالتعقيم الكامل والاستعداد لاستقبال عدد كبير من الحالات إلا أن مع إجراءات الدولة لم يتفشى المرض بشكل كبير.
خطة وزارة الصحة الأردنية
1- ناشد وزير الصحة الأردني المواطنين بعزل أنفسهم لمدة من 14 إلى 24 يوم في منازلهم للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، وساعدته في ذلك إجراءات وزارة الداخلية في التشديد الأمني.
2-وضعت وزارة الصحة خطتين الأولى في بداية تفشي الفيروس وهي الحظر الكامل لمدة أسبوعين تم تجديدهم حتى وصلوا لشهر كامل لا يتحرك شخصاً من منزله، أما عن شراء الطعام وخلافه من الضروريات، اقترحت وزارة الصحة توفير ذلك من خلال الديلفري في المناطق الرئيسية لتستطيع وزارة الداخلية القيام بعملها في متابعة إجراءات الحظر وإجراءات التعقيم الكامل لتلك المطاعم.
3- والأمر الثاني كما تم توزيع نشرات أمام المنازل على مستوى الجمهورية من خلال متطوعين من وزارة الصحة لنشر تعليمات الحجر المنزلي والشروط الواجب توافرهاتوفرها في المنزل، و كيفية تطبيق استراتيجية العزل، والشروط الواجب توفرها في المنزل ومرافقه.
نشرات تم توزيعها على المنازل في الأردن
4- تضمنت الشروط أهمية تعقيم الحمام الذي يتم استخدامه من قبل المصاب او المشتبه به بعد كل استخدام، وعدم مشاركته الحمام من قبل بقية الافراد في المنزل، وضمان تدفئة المنزل لتفادي الهبوط الحاد في درجة الحرارة، وكذلك ضمان وجود شباك لتهوية مكان المحجور عليه، مع تجنب السعال خارج الغرفة.
5-كما أكدت اهمية إبلاغ ساكني العمارة او السكن المشترك، في حال وجود مصاب بالفيروس او مشتبه به لأخذ الحيطة والحذر، وتنظيف السلالم وازرار المصاعد ومقابض الابواب بشكل مستمر.
6- شددت النشرة ايضا على اهمية تغذية المصاب من خلال نظام غذائي أمثل لضمان قوة مناعته من خلال استشارة إخصائي تغذية، مع التركيز على تناول الماء والفيتامينات والكربوهيدرات والبروتينات والدهون غير المشبعة،وحذرت النشرات من خطورة تعامل النساء الحوامل مع المصاب داخل الحجر المنزلي، طول فترة الحضانة للمرض او اثناء المرض.
اقرأ أيضاً: إجراءات الدول للسيطرة على كورونا.. حظر تجول وغلق مطاعم وبناء مدافن جماعية
7- كما اوضحت التدابير الوقائية في حالة الشخص المحجوز عليه ولجميع أفراد المنزل، من خلال ارتداء الكمامة الصحية في جميع الأوقات بما فيها فترة عدم وجود أعراض من قبل الشخص المحجوز عليه ومن يشترك معه في المسكن، حيث تساعد الكمامة على الحد من لمس العينين والأنف والفم.
8- نصحت بالتواصل هاتفيا مع المريض، وشبكات التواصل الاجتماعي لرفع حالته النفسية والمعنوية، وتعقيم هاتفه بانتظام يوميا.
9- بينت ان المستشفيات المعتمدة لفحص الحالات المشتبه بإصابتها وعزلها، وأرقام هواتفها،هي مستشفيات البشير/ 064791000، ومستشفى الامير حمزة/ 065053826 ، والزرقاء الحكومي الجديد/ 053758200 والكرك الحكومي/ 032386191، ومستشفى الجامعة الأردنية/ 065353444 ومستشفى الملك عبدالله المؤسس/ 027200600 ،ومستشفى الأمير هاشم العسكري/ 32092030 .
10- كما نشرت الوزارة ارقام الشكوى على المعدات الطبية وهي 117114، والدفاع المدني 911، فيما دعت المواطنين للإتصال بخدمة الخط الساخن «ا سأل عن الكورونا على الرقم المجاني111، للاستشارات الطبية عن فيروس كورونا المستجد، والاتصال ايضا على الأرقام 065004545/0778410186 لاي استفسار.
11- خصصت المستوصفات والمستشفيات الصغيرة الموجودة بكل حي كأقرب مكان لاستقبال مريض فيروس كورونا بكل التجهيزات، حتى لا يضطر المريض الذهاب إلى مستشفي كبيرة بعيدة عنه ويصيب أخريين في طريقه، حيث تم مناشدة المواطنين التوجه لأقرب مستشفى أو مستوصف أو عيادة بجانبه ويتم عل المريض بها لا يتم تحويله لمستشفى العزل، ومن هنا تحولت جميع الأماكن الطبية إلى وحدات عزل في الأردن.
12- الروبوت الذكي في بداية تفشي الفيروس في العالم اخترع رجل تونسي يعيش في الأردن "روبوت" آلى لرعاية مرضى الفيروس، وبدأت الدولة في انتاج العديد منه للتعامل مع المرضى ومساعدة الممرضين وسد حاجة المستشفيات من خلال العزل المنزلي ومساعدته للمواطنين في منازلهم بدلاً من تكدسهم بالمستشفيات.
يسير الروبوت الطويل على عجلات، وهو قادر على قياس نبضات القلب وفحص الحرارة ومستوى الأكسجين في الدم، وتسمح شاشة مثبتة أعلى الروبوت بالتواصل عبر الفيديو مع المرضى الذين باستطاعتهم تمييز ملامح من يتحدث معهم، وهو أمر غير ممكن عند التواصل المباشر بسبب وضع أدوات الحماية.
أمور توعوية عبر السوشيال ميديا
ولم يتوقف دور وزارة الصحة عند ذلك بل قامت بحملة توعية ضخمة عبر موقع التواصل الاجتماعي، وكان منها ابتعدوا عن الازدحام والتزموا فالمرض لم ينتهي،في حال دخلت حالة واحدة إلى منطقة مكتظة ستتسبب بكارثة..احموا نفسكم بالتباعد وارتداء الكمامة وغسل اليدين باستمرار
ابتعدوا عن الازدحام والتزموا فالمرض لم ينتهي.
في حال دخلت حالة واحدة إلى منطقة مكتظة ستتسبب بكارثة!
احموا نفسكم بالتباعد وارتداء الكمامة وغسل اليدين باستمرار#صحتك_بتهمنا #فيروس_كورونا #الأردن #خليك_بالبيت #كورونا_الأردن #كوفيد19_الأردن pic.twitter.com/QF1fbltE3u
— وزارة الصحة الأردنية (@mohgovjo) May 1, 2020 وفيديو اخر يحس المواطنين على عدم التهاون بعد الوصول إلى صفر إصابات، حتى ما نضيع جهد جبار كلنا تعبنا فيه، استخدموا سياراتكم للضرورة وتقيدوا بتعليمات الوقاية وتدابير السلامة في كل الأوقات عشان ما نرجع لنقطة الصفروفقاً للمعطيات ، فالحياة ستعود لطبيعتها على يونيو، كما أن بعض المصانع والشركات بدأت تعود للعمل الطبيعي، كما رسم العاهل الأردني صورة للحياة بعد انتهاء الأزمة قائلاً أن: "الحياة ستعود إلى طبيعتها قريبا، وستعود الصلوات في المساجد والكناس وسيعود الطلاب إلى مدارسهم والعمال إلى مصانعهم".
وقررت الحكومة الأردنية تقرر رفع القيود عن جميع القطاعات الاقتصادية اعتبار من يوم الأربعاء المقبل، وسوف نرصد منذ هذا اليوم التغيرات التي ستطرأ في الأردن، فهل ستنجح التجربة أم لا بعد فك الحظر؟