أبناؤنا في الخارج.. أهلا بكم

عبد المنعم عاشور
عبد المنعم عاشور

ما إن بدأت أزمة فيروس كورونا تجتاح العالم كله، إلا وكانت الدولة المصرية على ترقب وحذر من وصول الفيروس وانتشاره في البلاد، إذ يعتبر الأمر معضلة كبيرة ليس فقط على المواطنين الذين يعيشون على أرض هذا الوطن ولكن حتى الذين يعيشون في بلاد أخرى ولكنهم يتمتعون بالجنسية المصرية مما يحتم على الدولة حمايتهم والتواصل معهم والرد على استفساراتهم.

الغربة صعبة كما يقولون، والمغترب دائما يحمل همومه وهموم غيره فما بالكم بمغترب في هذه الظروف الاستثنائية التى يعاني منها العالم أجمع، معظم الدول لم تعد تقوى على تحمل تداعيات الفيروس الذى أتى للقضاء على الأخضر واليابس، وبالتالى أصبحت أزمة العالقين المصريين متصدرة جميع الأزمات حتى ولو كان الاقتصاد المصري لا يحتمل كل هذه التداعيات، ولكن مصر أبدا لا تنسى أبناءها مهما كلفها الأمر، ولكن الظروف التى يعيشها الجميع تحتاج إلى التأني والتدبر وليس العواطف والتسرع.

تتذكرون يوم الثلاثين من مارس الماضي، عندما عاد بعض العالقين من الكويت وكان عددهم 350 شخصا تقريبا، ووصلوا إلى الأراضي المصرية بعد مناشدات، ولكنهم رفضوا الخضوع إلى الحجر الصحي لمدة 14 يوما كما هو متبع في مثل هذه الظروف، وقتها وجدت الدولة نفسها في مأزق بين عدم عودة العالقين وبين الخوف من تكرار هذا المشهد المأوساوى الذي ارتكبه البعض بحجة مبالغ مالية كانت ستدفع فى الحجر الصحي، لكن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحمل صندوق تحيا مصر تكلفة الحجر الصحي للعائدين كانت بمثابة نقطة بداية انطلقت منها الحكومة لإعادة العالقين من جديد.

مشهد العائدين من الكويت فى مارس الماضي كان مشهدا محزنا بامتياز إذ أنه لا يتخيل أبدا أن يكون مثل هذا الاستهتار في صحة الناس، ويبدو أن الكويت هي التى تتصدر أزمة ملف العالقين المصريين، إذ شاهدنا خلال الساعات الماضية عددا من المصريين هناك تجمهروا في أماكن الإيواء يريدون الرجوع إلى وطنهم مصر وهذا حقهم قطعا، مما دفع الدولة للتحرك على الفور والإعلان عن خطة لإجلاء العالقين من كل الدول وليس الكويت فقط.

ملف العالقين أزمة كبيرة تواجهها الدولة المصرية أشفق عليها في هذا الأمر، فالحابل اختلط بالنابل ولم يعد هناك تعريف صحيح للعالق، فالذي هرب من وطنه ودخل دولة بطريقة غير مشروعة يريد الآن الرجوع وفي الحقيقة أنه ليس بعالق ولكنه هاجر بطريقة غير شرعية، العالق هو من انتهت مدة إقامته أو تأشيرته، ولكن دعونا نتكاتف في هذه الأزمة، فالكل سواسية، لا فرق بين مواطن وآخر كما أكدت وزيرة الهجرة الدؤوبة الدكتورة نبيلة مكرم، ورغم ما تتعرض له من بذاءات من قبل شرذمة فى الكويت يريدون ضرب الشعوب في بعضها ولكن هيهات، الكل مرحب به فى وطنه مصر، أزمة وتعبر حتما بتكاتف الجميع، التوجيهات صدرت بتحمل نفقات الحجر في المدن الجامعية والمستشفيات للعالقين العائدين، ومن أراد فندقا للحجر فعليه بثمنه، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، الأمر ليس هينا كما يتصور البعض، عودة العالقين أتت هما فوق الهموم المتراكمة التى يعاني منها الوطن، تلزمها ترتيبات وإجراءت وصبر.

الحكومة لم تقصر في هذا الملف على الإطلاق، وجهت رسائلها التى طمأنت بها مواطنيها في الخارج، الأولوية للحالات الإنسانية والأطفال وكبار السن، لا تتركوا مجالا للشائعات، لا فرق بين عالم وعامل كما قالت وزيرة الهجرة، كلنا أبناء وطن واحد، تعامل الحكومة في هذا الملف كان منطقيا ورائعا، لم تخف شيئا عن الرأي العام، بيانات صحفية أولا بأول واجتماعات حكومية لمتابعة المستجدات وخطوات على الأرض لتسيير رحلات لعودة ابنائنا في الخارج.. أهلا بكم من جديد في بلدكم مصر.. أزمة وهتعدي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً