وزير الأوقاف والحلقة المفقودة

عبد المنعم عاشور
عبد المنعم عاشور

دعونا في البداية نتفق على تأييد ما اتخذته المؤسسات الدينية في مصر من تعليق للجمع والجماعات من الناحية الشرعية، دعونا أيضا أن نقطع طرقا شتى على المزايدين والذين يظنون أنهم أكثر إسلاما من المصريين في هذه المسألة تحديدا وينتقدون القرار باعتباره غير مبنى على أسس شرعية سليمة، وأعتقد أن السجال في هذه المسألة أخذ حقه كثيرا، في النهاية أن أثق ثقة تامة في مؤسسات الدولة الدينية وما يصدر عنها من آراء وهذا شيء أقوله على الملأ ولا أخشى من ذلك أبدا.

تعامل المؤسسات الدينية مع جائحة كورونا كان على قدر الحدث، لكن هناك حلقة مفقودة لا يستطيع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الوقوف عليها، وحتى لا يتوهم أحد خطأ أنني أهاجم الوزير، فدعوني أيضا أقطع الطريق على الذين يصطادون في الماء العكر، أنا هنا أريد أن أهمس في أذنه بنقد بناء هدفه المصلحة العامة، فجميعنا أيد قرار إغلاق المساجد باعتباره واجبا شرعيا، إذ أن حفظ النفس مقدم على العبادات وهذا ما تعلمناه من مقاصد الشريعة الإسلامية، إلا أن وزير الأوقاف بدا يتحدث عن هذا الأمر ويوضح هذا الرأي للشعب وكأنه يتعامل مع موظفي وزارته فلم يستطع التفرقة بين شعب يشتاق إلى المساجد وبين موظفي الوزارة الذي يتعامل معهم بكل حزم وقوة.

في الأسبوع الأخير، وخاصة مع دخول رمضان أصدر الوزير ما يقرب من 10 بيانات تحذيرية من فتح المساجد، بل واتهم الذين يطالبون بفتح المساجد بأنهم جهلة لا يفهمون فقه المقاصد، وهذا شيء مستغرب جدا، حتى وإن كانوا جهلة فلغة الخطاب يجب أن تكون أخف من ذلك، المصريون البسطاء الذين يطالبون بفتح المساجد يحتاج لهم من يقدم المعلومة الصحيحة لهم ويوضح لهم تداعيات الأمور فهذا شعب نعرف عنه أنه متدين بطبعه، فما بالك بشهر رمضان يدخل على المصريين والمساجد مغلقة.

معالي وزير الأوقاف، حنانيك في لغة خطابك، لا تستكثر على المصريين مطالبتهم بفتح المساجد، هناك كثير من البسطاء لا يعرفون كيفية صلاة التراويح في المنزل، كانوا ينتظرون رمضان للتشبث بحبل الله المتين، لا تفتش في نوايا البعض، البعض عز عليه غلق المساجد وأعلم أنه يعز عليك أيضا، معالي الوزير فليكن صدرك أكثر رحابة للنقد وأنت أستاذ النقد وناقشت عشرات الرسائل العلمية وانتقدت باحثين كثر بهدف تقويمهم.

في النهاية ستزول الغمة وستفتح المساجد، وحتى قبل أن تفتح فقرآن المغرب والفجر يصدح من مآذن المساجد ولا صحة أبدا لما أشاعه البعض من منع لإذاعة القرآن، وهذا شيئ يحسب للوزارة وربما تكون فاتحة خير في كيفية تسويق وزارة الأوقاف قراراتها للشعب بطريقة مبسطة لتجنب هؤلاء الذين لا يريدون خيرا لوطننا.. وقريبا ستفتح المساجد من جديد بإذن الله.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً