شهدت الساعات الماضي وفاة القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي، عن عمر (86 عاما)، ليرحل عن عالمنا نقيب القراء الذي سخر حياته حياته للقرآن الكريم فحفظه وعمره 9 سنوات، ليسير بعد ذلك في درب علم القراءات والتجويد، وكان يصفه كبار المشايخ بأنه صاحب أطول نفس في قراءة وترتيل القرآن، وأصبحت جنازة الطبلاوي حدث اليوم من أمام منزله في العجوزة، بالقرب من نادى الترسانة الرياضي بالجيزة، وذلك قبل تشييع الجنازة ونقل جثمان الراحل الطبلاوي إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في البساتين، وبعد وفاة الطبلاوي تفتح "أهل مصر" دفتر ذكرياته وترصد محطات حياته.
معلومات عن حياة الشيخ محمد الطبلاوي
الشيخ محمد محمود الطبلاوي من مواليد 14 نوفمبر 1934 بحي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، وترجع أصوله إلى محافظتى الشرقية والمنوفية، حفظ القرآن عن ظهر قلب في التاسعة من عمره، قرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة.
محطات في حياة الطبلاوي
تزوج الشيخ الطبلاوي 3 مرات وأنجب 8 أولاد 5 بنات، حيث بدأ حياته الزوجية في سن مبكر، فكان عمره 16 سنة، في الزيجة الأولي، وتزوج الثانية عندما كان عمره 19 عامًا من بلدته بالمنوفية، وأنجب منها أولى أولاده "برنسه" وأن الزوجة الثالثة كانت لأسباب خاصة لكبر سن الزوجة الثانية التي أنجبت له 12 طفلًا.
رحلة الطبلاوي مع القرآن الكريم
فبعد أن حفظ القرآن وعمره 9 سنوات، بسبب حرص والده على تعليمه أصول الدين الإسلامي الحنيف فألحقه بكُتاب القرية وهو في الرابعة من عمره ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل ورجال الدين.
وكان شيخ الكُتاب شديد الاهتمام بالطفل الموهوب محمد الطبلاوي لمه رأى فيه من سمات خاصة عن باقي أقرانه، وبدأ يشجعه على قراءة القرآن بين زملائه وفي مناسبات القرية المختلفة حتى أن الناس كانوا يقفون كثيرًا عند تلاوته ويثنون عليه ويشجعونه وشيئا فشيئا بدأ الناس يستحسنون صوته وأخذت شهرته تزداد في القرى المجاورة لقريته حتى ذاع صيته.
وفي السادسة عشرة من عمره أصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرًا لقوة أدائه وقدراته العالية ونفسه الطويل الذي أهله للقراءة المتواصلة ولمدة تزيد على الساعتين دون كلل أو إرهاق.
وكان يحرص الطبلاوي على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ "رفعت" والشيخ "علي محمود" والشيخ و"مصطفى إسماعيل"، و"محمد سلامة" والشيخ "الصيفي".
هكذا التحق الشيخ الطبلاوي بالإذاعة بعد الرفض 9 مرات
تقدم الشيخ الطبلاوي للإذاعة 9 مرات وكانت يتم رفضه سبب الرفض من وجهة نظر اللجنة أنه لم ينتقل من نغمة إلى أخرى وكذلك لابد من وجود طبقات موسيقية في صوته.
وفي المرة العاشرة أشادت فيها اللجنة بقدراته وموسيقاه النغمية في القراءة وكذلك قدرته على الانتقال من مقام موسيقي إلى آخر بفضل إمكاناته العالية، وبعد فترة قصيرة سطع نجم الشيخ الطبلاوي وعرف بين الناس بأنه القارئ الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة انطلق فيها صوته عبر الإذاعة.
وفي عام 1970 اعتمد الشيخ الطبلاوي قارئا مشهورًا بالإذاعة وقام بتسجيل أكثر من تلاوة قصيرة قوبلت بالإعجاب والاستحسان من قبل ملايين المستمعين وأصبح ظاهرة استحقت حديث الناس جميعًا على اختلاف أشكالهم وثقافاتهم حتى أطلق عليه الناس لقب، ظاهرة العصر.
رحلة الطبلاوي خارج مصر سافر أكثر 80 دولة عربية وأوربية
سافر الشيخ الطبلاوي لدول عديدة وكان يتم استقباله استقبالاً حافلا، فسافر أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية بدعوات خاصة ومبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ممثلًا مصر في العديد من المؤتمرات ومحكمًا للكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن الكريم من كل دول العالم.
رحيل الطبلاوي
وفاة الشيخ الطبلاوي
توفي الشيخ الطبلاوى في 5 مايو 2020 الموافق 12 رمضان 1441 عن عمر يناهز 86 عامًا، وسادت حالة من الحزن وتحولت مواقع السوشيال ميديا إلي سرادق عزاء للشيخ الطبلاوي على مواقع التواصل الاجتماعي.
تشييع جثمان الشيخ الطبلاوي
جنازة الطبلاوي اليوم
أدى المئات صلاة الجنازة على جثمان الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي، وذلك أمام منزله في العجوزة، بالقرب من نادى الترسانة الرياضي بالجيزة.
جنازة الطبلاوي
وحضر الصلاة عدد كبير من مشايخ نقابة قراء القرآن الكريم، وأقارب الشيخ وجيرانه، وشهد اليوم وفاة سيدة بنفس العقار الذي كان يسكنه الشيخ الطبلاوي لتكون الصلاة عليهما أمام المنزل، وبعدها دفن بمساجد العائلة بالساتين وسط ارتداء الحاضرين الكمامات لتداعيات فيروس كورونا المستجد في البلاد.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
