حفلات "أحضر كورونا معك" و"إطلاق نار بسبب ارتداء الكمامة".. كيف يدير "ترامب" أزمة تفشي كورونا؟

كيف يدير ترامب أمريكا في ظل تفشي كورونا
كيف يدير ترامب أمريكا في ظل تفشي كورونا
كتب : سها صلاح

منذ بداية تفشي فيروس كورونا في أمريكا وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تثير الجدل، مرة متهماً الصين بإخفاء معلومات بشأن الوباء، ومرة أخرى ينصح العلماء بحقن المواطنين بالمطهرات، ومرة ثالثة يختبر دواء "الكلورويكين" دون اختباره جيداً على الحيوانات مما تسبب في قتل الكثير من الأمريكان،لكن هل يقوم الرئيس الأمريكي وحكومته بالدور الحقيقي المنوطين به في حماية الشعب الأمريكي من المحتالين بأسم الوباء والممارسات التي من شأنها تفشي الفيروس بشكل أكبر من خلال عدم الالتزام بإجراءات الوقاية السليمة، أم أنه رئيس تغريدات "تويتر" فقط، سنعلم من خلال بعض القصص التالية في هذا التقرير والذي تكشف أنه لا وجود لسيطرة الحكومة على شئ في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن وعي الشعب "زيرو".

اقرأ أيضاً: من "كلوروكين" إلى "ريميسيديفير".. فشل الأدوية في تغلب على كورونا.. كيف يعالج المرضى الآن؟

طلب منها ارتداء الكمامة فقتله والدها

وفي قصة غريبة أخرى تقول الصحيفة الأمريكية أن الشعب الأمريكي لا يعتاد ارتداء الكمامة، لكن أن يقوم مواطن أمريكي بإطلاق النار على موظف أمن أمام إحدى المحلات في بداية تفشي الفيروس بسبب إعطاء ابنة الرجل "كمامة" لارتدائها قبل الدخول،فهذا يوضح ان الشعب الأمريكي أقل وعياً من دول العالم الثالث الذين أثبت الكثيرون منهم أنهم أكثر وعياً وإدراكاً بخطورة الموقف.

الجريمة وقعت في إحدى مقاطعات ولاية ميشيجان، حين طلب حارس أمن يدعى كالفين مونرلين من ابنة مواطن تدعى ارتداء الكمامة قبل الدخول لأحد المحلات، تطبيقاً للقرار الذي أصدره حاكم المقاطعة، وحدثت مشادة بعد رفض الأم وابنتها ارتداء الكمامة وانصرفتا، وبعد فترة قصيرة وصل إلى المكان الزوج لاري تيج وأطلق الرصاص على حارس الأمن

وبحسب بيان المدعي العام في الولاية، تم توجيه اتهامات بالقتل العمد ضد الزوج، وفي اليوم نفسه قام حاكم الولاية بإلغاء القرار الذي يُلزم مواطني ميشيجان بارتداء الكمامة، بعد أن تلقت إدارات الشرطة تهديدات من مواطنين غاضبين يرفضون القرار.

اقرأ أيضاً: ينام إلى وقت متأخر ويأكل بشراهة.. كيف أثر فيروس كورونا على "ترامب"؟

حفلات أمريكية راقصة باسم "أحضر كورونا معك"في هذا السياق كشفت صحيفة النيويورك تايمز عن الوجه الآخر لوعي الشعب الأمريكي وتباطؤ الحكومة في تشديد العقوبات على من يخالف إجراءات الوقاية مما أدى إلى زيادة عدد المصابين في أمريكا بشكل كبير، حيث تقام في العاصمة الأمريكية واشنطن منذ مارس الماضي حفلات "أحضر كورونا معك" في المنازل المشبوهة، وهي تجمعات خصيصاً بهدف التعرض للعدوى بفيروس كورونا، يتم فيها اختلاط الضيوف الأصحاء غير المصابين مع أشخاص مصابين بعدوى الوباء، على أمل تسريع عملية الإصابة بالعدوى وتكوين أجسام مضادة في أجسامهم من خلال التعافي من الفيروس.

اقرأ أيضاً: حرب اللقاحات.. كيف سيتم توزيع "مصل" فيروس كورونا على العالم؟

وصرح مسؤول قطاع الصحة في مقاطعة والا والا في العاصمة واشنطن،أنهم لم يعلموا بهذا الأمر سوى من بضعة أيام بسبب أن الحفلات تقام في منازل مغلقة، وأضاف في البيان "يختلط أشخاص غير مصابين بالعدوى مع شخص مصاب، في محاولة لأن تصيبهم العدوى".

اقرأ أيضاً: شهادة أحد علماء من مختبر ووهان تكشف حقائق "مرعبة" حول كورونا.. كيف تفشي الوباء في العالم؟

والقصة هنا تسبب قلقاً حقيقياً لدى مسؤولي الصحة الأمريكيين، لأن المفهوم نفسه ليس جديداً، حيث استخدمها الشعب الأمريكي في وقت سابق مع الفيروس المسبب للجدري قبل أن يتم التوصل للقاح له، حيث كان البعض يقيمون "حفلات الجدري" طلباً للعدوى السريعة، ومن ثم تكوين أجسام مضادة واكتساب المناعة، وفقاً للصحيفة الأمريكية.

وتؤكد الصحيفة أن الشعب ليس المسؤول الوحيد عن تلك الأزمة، فمع بداية تفشي فيروس "الجدري" في أمريكا سابقاً نصحت المراكز الأمريكية بمناعة القطيع، لكن الشعب فهم الأمر بشكل خاطئ لأن المرض خطير ويسبب الوفاة.

قام بتنظيف أنفه في أحد قميص أحد العاملين بمتجر

وتستمر الصحيفة الأمريكية في سرد القصص، حيث كشفت عن قيام أحد المواطنين بتنظيف أنفه في قميص أحد العاملين في متجر، بعد أن طلب منه الموظف ارتداء الكمامة داخل المتجر، وفي مدينة ستيلووتر بولاية أوكلاهوما، وبعد يوم واحد أيضاً من إصداره، اضطرت المقاطعة للإلغاء إعلان إلزام المواطنين بارتداء الكمامات بعد تهديدات المواطنين باستخدام العنف ضد من يطلب منهم التنفيذ.

اقرأ أيضاً: لقاح كورونا خلال عامين.. كيف تتعايش الدول خلال هذا الوقت؟ وهل ستفتح المقاهي وتعود المباريات؟

التمرد يسبب الفوضى في أمريكا

يقول ستيفين تايلور، مؤلف كتاب "سيكولوجية الأوبئة" للصحيفة أن الشعب الأمريكي أعتاد على عدم إملاء أحد الشروط عليه لذلك فإن بعض الولايات الأمريكية تزيد بها معدل الجريمة بشكل كبير، ومع وصول الرئيس الأمريكي للحكم بدأ الحاجز الأمني في التراخي أكثر فأكثر خاصة مع انشغاله بالشأن الخارجي والاقتصادي بشكل أكبر، مما أدى إلى مثال "إذا لم يكن هناك رادع لطفل صغير فليفعل ما شاء"، ويقول إن الناس تتمرد بشكل طبيعي عندما يملي عليهم أحد كيف يجب أن يتصرفوا، ويختلف رد الفعل من شخص لآخر، فالبعض يشعر بالضيق، والبعض يتبرم ويعترض بينما يكون رد بعض الناس عنيفاً، وعقد تايلور مقارنة بين ارتداء الكمامة ومنع التدخين في المطاعم أو المدارس: "هناك قوانين بشأن منع التدخين في المطاعم والمقاهي، لأنه يمكن أن يكون ضاراً بصحة الآخرين، والآن نواجه موقفاً خطيراً، حيث إن الشخص الذي قد يكون حاملاً لعدوى الوباء والرزاز الذي يخرج من فمه يمكنه أن يكون قاتلاً للآخرين".

اقرأ أيضاً: ماهي مناعة القطيع وكيف أستخدمتها الحكومات للحد من فيروس كورونا؟

والأمريكيون يعتبرون أن حرياتهم أمر مقدس، والبعض منهم يعتبر أي تدخل في كيفية تعامله مع سلامته الشخصية أمراً مرفوضاً، كما أن عدم ارتداء الرئيس أو نائبه -رئيس خلية أزمة التعامل مع الوباء- يرسل رسالةً ملتبسة بشأن مدى ضرورة ارتدائها للوقاية من الوباء، بحسب أرونوف.

اقرأ أيضاً: تلف المخ وانسداد شريان الرئة.. أعراض جديدة كشفت كيف تفشى وباء كورونا في العالم

وفي وقت سابق ذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ارتفع إلى 1219066 حالة، بزيادة 25253 عن الإحصاء السابق، بينما زاد عدد الوفيات بواقع 2495 إلى 73297، ورغم ذلك تتزايد الدعوات لرفع دعوات الإغلاق استجابة لما يريده ترامب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً