قال محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن شهر رمضان هو شهر القرآن، يقول الحق سبحانه وتعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، موضحًا أن القرآن الكريم كتاب الجمال والكمال.
وخلال لقائه الأسبوعي في برنامج "حديث الساعة"، أكد جمعة أن من جوانب الجمال والكمال في القرآن الكريم الجمال والكمال البلاغي والأسلوبي، حيث يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني (رحمه الله) عن القرآن الكريم: "وهو الكتاب الذي يهجم الحسن عليك منه دفعة واحدة ، فلا تدري أجاءك الحسن والجمال من جهة لفظه أم من جهة معناه، فلا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب".
واستشهد جمعة ببعض النماذج البلاغية في القرآن الكريم، والتي منها: كلمة "إِصْلَاحٌ " في قوله تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ "، فلو نقبنا في اللغة العربية على طولها واتساعها، فلن نجد كلمة واحدة تقوم مقام كلمة الإصلاح وتسدّ مسدّها، فبعض الناس يتحدثون عن كفالة اليتيم، والعناية به فنقول: " اليتيم قد يكون فقيرًا فيحتاج إلى الإطعام أوالكسوة أوالمسكن أونحو ذلك، فيكون الإصلاح لليتيم الفقير أن يوفر له طعامه، أو كسوته، أوالمسكن اللازم له أونحو ذلك، وقد يكون اليتيم غنيًّا ولكن لا عائل له من أهله وخاصته، فيحتاج إلى من يقوم على صناعته وتجارته وزراعته، فيكون الإصلاح القيام بذلك والعناية بأمواله والحفاظ عليها واستثمارها، ويقضي له ما يحتاج إلى قضائه.
وأشار جمعة، إلى أن كون أبواب الجنة ثمانية وأبواب جهنم سبعة ما يدل على أن رحمة الله (عز وجل) أوسع من غضبه، يقول الحق سبحانه وتعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " .. فإذا كان هذا خطاب الله تعالى لعباده المسرفين فما بالنا بخطابه لعباده المخلصين؟