في ظل توقعات استمرار أزمة فيروس كورونا بتأثيرها السلبي على الاقتصاديات الكبري حول العالم، جاءت مطالب العديد من رجال الأعمال والصناعة المصرية لتكون عنوان عودة للعمل بشكل طبيعي مجددًا في إطار مع التعايش مع الأزمة بشكل يحافظ على الاقتصاد العالمي والمحلي، وهو ما قابلته القيادة السياسية المصرية بالدعم والترحيب برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأكد عليه رئيس مجلس الوزراء في قراراته الأخيرة، بالعودة للعمل بشكل طبيعي عقب عيد الفطر المبارك.
ووضعا مجموعة من المستثمرين ورجال الصناعة المصرية خطة إنقاذ ما يمكن إنقاذ للاقتصاد المصري، أو ما تسمي بخطة «التعايش» مع أزمة فيروس كورونا.
وقال سمير عارف، رئيس جمعية مستثمري العاشر، وعضو مجلس إدارة بالاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، إن التعايش مع أزمة انتشار فيروس كورونا في مصر أصبح أمر واقعي يجب أخذه في الاعتبار، نتيجة لتداعيات الأثار السلبية الناجمة على الأوضاع الاقتصادية للدولة، مشيرًا إلى أن الخروج من تلك الأزمة مرهون على مدى وعي وإلتزام المواطنين بتفنيذ التعليمات الوقائية للحد من انتشار هذا الوباء.
وأضاف «عارف» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن الحكومة تستهدف عودة الحياة بشكل تدريجي في مختلف قطاعات الدولة، مثلماً حدث في كافة دول العالم، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة من قبل المنظمة الصحة العالمية، موضحًا أن هناك تأثير سلبي واضح في تراجع معدلات نمو اقتصاديات الدول.
وكشف أحدث تقاريرغرفة التجارة الأمريكية فى مصر، أن جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" تمثل تهديدًا للمحركات الرئيسية لنمو الناتج المحلي فى مصر، حيث أن القطاعات التى دفعت النمو فى وقت مبكرمن السنة المالية أصبحت الآن معرضة للخطر، ومن المتوقع أن يتراجع معدلات نمو الناتج المحلى الإجمالى بشكل كبير فى الربع الرابع خلال السنة المالية 2019 /2020 ، مشيرًا إلى أنه عند استمرار هذا الوباء طوال 2020، فقد تصل مستويات الاستثمار الأجنبى المباشر العالمى إلى أدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008ــ2009، ويمكن أن يؤدى هذا إلى انخفاض بنسبة تصل إلى 35٪، مقارنة بالنمو المتوقع بنسبة 5٪ خلال 2020ــ2021 قبل الوباء.
وأوضح رئيس جمعية مستثمري العاشر، أن الجمعية تتشاور مع أصحاب المصانع في الفترة الحالية ، بهدف بحث ألية تنظيم العمل داخل المناطق الصناعية المختلفة، بالتزامن مع توجه الحكومة نحو التعايش كافة المؤسسات الدولة مع الأزمة الراهنة، موضحًا أن الجمعية بدأت بتنفيذ أكبر حملات التطهير والتعقيم لـ12 منطقة صناعية بالمدينة من أجل السيطرة على جائحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأشار «عارف»، إلى روشتة التعايش داخل المنشأت الصناعية، والتي تستهدف عودة شريان الحياة لقطاع الصناعي مجددًا في ظل وجود فيروس كورونا، وتكمن في إتباع إجراءات السلامة والصحة المهنية، من خلال التعقيم الدوري لصالات الإنتاج والماكينات والأتوبيسات التي تنقل العاملين، مؤكدًا على ضرورة استخدام الكمامات والجوانتات داخل المصنع للحد من انتشار هذا الوباء، مشيرًا إلى أهمية دفع عجلة الانتاج مع الحفاظ على صحة وسلامة العاملين.