منذ بداية تفشي فيروس كورونا في العالم وظهوره أول مرة في مدينة "ووهان" الصينية، بدأ تبادل الاتهامات بين الصين وامريكا، حيث أتهمت الأخيرة بكين بإخفاء الحقائق حول الوباء وتصنيعه في أحد مختبراتها، ولكن الصين كانت تنكر في كل مرة يتم اتهامها من أي دولة، ومنذ يومين نشرت السلطات الصينية تقريراً ردت فيه على إتهامات الولايات المتحدة الأمريكية ، وزعمت فيه براءتها من الاتهامات الموجهة إليها، ننشر الاتهامات و أصلها و رد الصين عليها
تقرير وزارة الخارجية الصينية بالتفصيل
أصدرت الخارجية الصينية مقالا مطولاً من 11 ألف كلمة فندت فيه ما وصفته باتهامات مزعمة من قبل أمريكا وغير منطقية، وأشارت الوزارة إلى أن "بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة لفقوا حديثا مزاعم وأكاذيب، بشكل أو آخر، من أجل إلقاء اللوم على الصين للتغطية على استجابة بلادهم غير المناسبة لمرض فيروس كورونا.
بدأ تقرير وزارة الخارجية الصينية بالاستشهاد بأبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي في القرن التاسع عشر، والذي قال: "يمكنك خداع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، ولكن لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت".
تقرير وزارة الخارجية الصينية
وفي السطور التالية سنرصد الاتهامات التي وجهت للصين ورد بكين في تقرير وزارة الخارجية على ذلك... والحقيقة التي كشفها العالم والتي تكذب رد الصين:
الاتهام الأول
إن الفيروس التاجي الجديد هو فيروس صيني الأصل.
رد الصين على هذا الاتهام
نصحت إرشادات منظمة الصحة العالمية بعدم إعطاء أسماء الأمراض المعدية التي تربطها بدول ومناطق محددة، كما أن المنظمة لم تؤكد أن الفيروس منشأة الصين.
أصل أتهام الصين بأنه منشأ الفيروس
أجرى باحثون في جامعة لندن كوليدج وجامعة جزيرة ريونيون دراسة مشتركة حللت أكثر من 7000 مجموعة تسلسل جينوم تم جمعها من جميع أنحاء العالم منذ ينايرالماضي.
وقالت صحيفة "اكسبريس" البريطانية أن نتيجة لفحص الطفرات في الفيروس من هذه العينات، يعتقد العلماء الآن فيروس كورونا قفز من مضيفه الأولي إلى البشر في وقت ما بين 6 أكتوبر و 11 ديسمبر، في الصين.
وبدأ خبراء يتشككون في أمر انتقال فيروس كورونا بين البشر بالفعل قبل هذا التوقيت الذي أعلنته الصين، على خلفية شهادة أدلت بها إحدى البطلات الرياضيات الفرنسيات.
إذ مرضت بطلة الخماسي الحائزة على الميدالية الفضية إيلودي كلوفيل، وصديقها، بعد المشاركة في دورة الألعاب العسكرية العالمية التي انعقدت في مقاطعة ووهان، خلال الفترة بين 18 أكتوبر و27 من الشهر نفسه، وقد حضرها أكثر من 9000 رياضي ورياضية من 109 دول من أنحاء العالم.
واكدت الدراسة بعض المتسابقين الذين شاركوا في الدورة الرياضية أصيبوا بعدوى الفيروس، نقلوا المرض إلى أنحاء العالم عند عودتهم إلى بلدانهم، دون معرفتهم بذلك.
الاتهام الثاني
قالت الصين في تقريرها أن أمريكا زعمت صناعة فيروس كورونا داخل مختبر ووهان الصيني.
رد الصين
فيروس كورونا طبيعي وليس مصنع.
أصل الاتهام بأن فيروس كورونا تمت صناعته في مختبر صيني
على الرغم من أنه حتى الآن لم يتوصل العلماء بشكل قطعي إلى معرفة أصل الفيروس، فإن ترجيحات تشير إلى تسربه من سوق لبيع الحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية، والتي مثلت البؤرة الأولى في العالم لانتشار الفيروس.
زاد من الاتهامات والضغوط على الصين ما ذكرته تقارير وسائل إعلام غربية، ومن بينها صحيفة "واشنطن بوست"، عندما تحدثت عن تحذيرات من مسؤولين أمريكيين زاروا مختبراً لعلم الفيروسات في ووهان، وحذروا منذ العام 2018 من إمكانية تسربه بسبب عدم مراعاة ظروف الأمان في العمل داخل المختبر.
ولكن مجلة Nature الروسية نشرت تقرير بتاريخ 12 نوفمبر 2015 يحتوي على تسريبات من داخل أحد مختبرات "ووهان" الصينية، ثناء تجربة في أحد مختبرات ووهان الصينية، تم إنشاء نسخة هجينة من فيروس الخفافيش التاجي، وكانت في البداية تجربة على مرض السارس الذي يسبب الالتهاب الرئوي، حيث قام العلماء بالتحقيق في فيروس SHC014 ، الموجود في إحدى الأنواع الفرعية للخفافيش في الصين.
تقرير الصحيفة الروسية بشأن صناعة الفيروس
واستنادا إلى ذلك، قاموا بإنشاء فيروس هجين يتكون من البروتين السطحي لـSHC014 وفيروس السارس، ووفقًا للعلماء هناك أدلة على الاشتباه في أن فيروسات الخفافيش التاجية يمكن أن تصيب البشر مباشرة، بدلاً من أن تتطور في حيوان مضيف.
وبالعودة إلى التجربة يقول التقرير أن الاختبارات تسببت في حدوث تفاعل غامض بين السارس والفيروس الآخر المنقول من الخفاش لينتج عنه هذا الفيروس القاتل "كوفيد19"، وهناك أدلة اخرى لن نتطرق إليها الآن.
ويمكنك أيضاً الإطلاع على اللينك التالي لكشف أصل اتهام الصين بشأن صناعته في معمل صيني في ووهان:
الاتهام الثالث
الصين أخفت تاريخ تفشي فيروس كورونا لديها وقتلت أحد أطباء العيون "لي وين ليانج" الذي خرج وكشف عن ذلك في ديسمبر الماضي.
رد الصين
لم تقتل بكين ذلك الطبيب ولكن كان ليده أعراض "هلوسة" بسبب حمى فيروس السارس الذي اكتشف في 2017 في الصين وهو يشبه فيروس كورونا في أعراضه، ثم توفى.
أصل اتهام الصين بإخفاء التاريخ الحقيقي لتفشي فيروس كورونا
بشأن الطبيب المحذر للفيروس التاجي "لي وين ليانج" فقد كذبت الصين في هذا الشأن حيث خرج طبيب العيون، في يوم 30 ديسمبر، حاول وينليانج تحذير زملائه من تفشي فيروس خطير في المستشفى، ليأخذوا الاحتياطات اللازمة، وذلك عبر وسيلة للتواصل الاجتماعي في الصين، وفقاً لصحيفة "بارافا" الصينية
وبعدها مباشرة، زاره مسؤولون في الشرطة وأخبروه بأن عليه أن يصمت، ولم يكد يمضي شهر حتى بات هذا الطبيب بطلا، بعد أن نشر قصته على الإنترنت من سريره في المستشفى بعد إصابته بالفيروس.
تقرير الطبيب لي وين الذي أكد وجود الفيروس في ديسمبر
وكان وينليانج يعمل في مركز تفشي الفيروس في ديسمبر عندما لاحظ إصابة سبع حالات ظنها للوهلة الأولى مصابة بفيروس "سارس" - الذي تفشى كوباء عالمي عام 2003.
وفي الثلاثين من ديسمبر، بعث وينليانج رسالة إلى زملائه خلال دردشة جماعية على إحدى وسائل التواصل الصينية، محذرا إياهم من تفشي الفيروس، وناصحا لهم بارتداء ألبسة واقية لتفادي العدوى.
بعد أربعة أيام زاره مسؤولون من مكتب الأمن العام وطالبوه بالتوقيع على خطاب نص على اتهامه "بالإدلاء بتعليقات غير صحيحة" ترتب عليها "إخلالا جسيما بالنظام العام"، ومن ثم قالت السلطات أنه أصيب بفيروس كورونا وتوفى بسببه.
الاتهام الرابع
الصين أخفت معلومات بشأن فيروس كورونا وبداية ظهوره وأعداد المصابين في بدايته.
رد الصين
مراجعة البيانات هي ممارسة دولية شائعة، والتي توافق بالفعل على أن الصين منفتحة وشفافة ومسؤولة في الإبلاغ عن البيانات، كما أن الصين تنشرت الصين بيانات فيروس كورونا بطريقة مفتوحة وشفافة، لكن بعض السياسيين الأمريكيين والعلماء المناهضين للصين لطخوا الصين، و إن الصين ضحية التضليل.
اصل اتهام الصين بإخفاء أعداد المصابين والتواطئ مع منظمة الصحة العالمية
وفق مجلة "دير شبيجل" الإلمانية، فإن الرئيس الصيني شي جين بينج اتصل شخصيًا برئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في 21 يناير الماضي، ليطلب منه حجب المعلومات عن انتقال العدوى من شخص لآخر، وتأخير التحذير من جائحة، بحسب ما نقلت عن مصادر في جهاز المخابرات الألماني (BND).
لم تصنف منظمة الصحة العالمية، وباء فيروس كورونا جائحة حتى 11 مارس، وفي ذلك الوقت، كان هناك أكثر من 120 ألف حالة إصابة مؤكدة وحوالي 4400 حالة وفاة.
وقالت "دير شبيجل"، إن وكالة التنمية الوطنية البريطانية تقدر أن سياسة الصين في حجب المعلومات كلفت العالم ما بين أربعة وستة أسابيع حيوية في المعركة ضد الوباء.
الاتهام الخامس
طرد الصحفيين الأمريكيين وإخفاء صحفيين آخريين كشفوا حقيقة من يحدث في ووهان الصينية
رد الصين
إن طرد الصين للصحفيين الأمريكيين هو إجراء مضاد متبادل ضد الولايات المتحدة لقمعها طويل الأمد لوكالات الإعلام الصينية في الولايات المتحدة ، ولا سيما طرد 60 صحفيًا صينيًا مؤخرًا، تنشر الصين المعلومات في الوقت المناسب وبطريقة مفتوحة وشفافة ومسؤولة.
اصل اتهام الصين بقتل وإخفاء صحفيين
لم تطرد الصين فقط الصحفيين الأمريكيين بل أيضاً أخفت صحفيين صينيين أكتشفوا حقائق حول الفيروس في مدينة ووهان الموبوءة في ديسمبر الماضي ، نشر صحفيان مقاطع فيديو عبر الإنترنت ، وشاركوا الصور وقصصًا درامية من داخل المدينة المعزولة التي تم عزلها فعليًا عن بقية البلاد ووهان في بداية تفشي الفيروس بها، ثم اختفوا بشكل مريب وفي ظروف غامضة.
حيث كان "فانج بن" و"تشن تشيوشي" كلاهما مصممين على مشاركة ما في وسعهما بشأن الأزمة، وإعداد التقارير من ووهان ، عاصمة مقاطعة هوبي، وإرسال ما اكتشفوه إلى العالم.
الصحفي فانج ين
"فانج بن" حمل أول مقطع فيديو له في 25 يناير على "اليوتيوب"، وهو محظور في الصين ولكن يمكن الوصول إليه عبر الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)،حققت مقاطع الفيديو القليلة الأولى - التي كان يظهر فيها غالبًا وهو يقود سيارته حول المدينة ويظهر الوضع في أماكن مختلفة - أكثر من 1000 مشاهدة.
ثم في 1 فبراير قام بتصوير مقطع فيديو يظهر ثماني جثث مكدسة في حافلة صغيرة خارج مستشفى في ووهان، بعد ذلك علم أصدقاء مقربون من "فانج" أن الشرطة اقتحمت منزله ومن وقتها اختفى ولم يظهر حتى الآن.
تشي تشويس
أما "تشين تشيوشي" فهو محام سابق لحقوق الإنسان تخصص في صحافة الفيديو تم حذف حساباته من السوشيال الميديا بعد استدعاء السلطات الصينية له، بعد أن نشر فيديو حقق أكثر من 2 مليون مشاهدة داخل مستشفى ووهان المركزي وطريقة تعامل المرضى بشكل سئ، وتم حذ الفيديو من "اليوتيوب" لاحقاً.
الاتهام السادس
منعت الصين تايوان من الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية وتعرض صحة التايوانيين للخطر
رد الصين
تايوان ، كجزء من الصين، ليس لها الحق في المشاركة في منظمة الصحة العالمية التي لا تستطيع الانضمام إليها إلا الدول ذات السيادة، قنوات التعاون التقني بين تايوان الصينية ومنظمة الصحة العالمية مفتوحة دائما.
اصل اتهام الصين بأنها منعت تايوان من الانضمام لمنظمة الصحة العالمية
قالت منظمة الصحة العالمية إن موضوع عضوية تايوان ليس من اختصاص موظفيها، "بل هو من اختصاص وصلاحية الدول الأعضاء في المنظمة".
كما قالت المنظمة إنها تتعاون مع خبراء الصحة التايوانيين والسلطات الصحية التايوانية لضمان انسياب المعلومات بشكل سلس وسريع وتبادل الخبرات.
وكانت رئيسة تايوان، تساي إنج وين، قد ردت على تصريح منظمة الصحة العالمية بالقول "كنت آمل أن تتفهم كل الدول بعد أن واجهت هذه الأزمة قدرات تايوان والمجالات التي بإمكانها المساهمة بها، وأن تفكر جديا في موضوع إشراك تايوان في الرد العالمي على الوباء".
لكن وزير الخارجية التايواني، جوزف وو، كان أقل دبلوماسية، إذ أعاد نشر المقابلة مع مساعد الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، بروس أيلوارد قائلا "عجبا، لا يمكن حتى ذكر (تايوان) في منظمة الصحة العالمية؟".
ولم تعلق الصين رسميا على الموضوع، ولكن رد أيلوارد قوبل بالكثير من التأييد من جانب المشاركين في منصة "ويبو" للتواصل الاجتماعي في الصين.
وقد سجلت تايوان، ذات الـ 24 مليون نسمة، أكثر من 300 حالة إصابة بالفيروس حتى 30 مارس، أغلبها حالات واردة من الخارج. ولم تشهد الجزيرة إلا 5 حالات وفاة.
الاتهام السابع
إذا ثبتت مسؤولية الصين عن نشر فيروس كورونا في العالم أو إخفاء معلومات عنه يجب التحقيق مع الصين ومقاضاتها للتعويض.
رد الصين
لا يوجد أساس قانوني لتحميل الصين المسؤولية عن الوباء وطلب التعويض. مثل هذه الادعاءات هي مجرد حيل يستخدمها بعض السياسيين الأمريكيين لإلقاء اللوم على مكاسبهم السياسية.
اصل اتهام الصين بأنه يمكن مقاضاتها دولياً بسبب الإضرار بمصالح الدول ونشر الوباء
قال الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية في جامعة عين شمس في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن احد بنود القانون الدولي الانساني يحق للدول الأكثر تضرراً التقدم إلي القضاء الدولى لطلب تعويضات من الصين ومن دول أخرى يتم التشكيك فيها.
وأضاف أنه يوجد حالات سابقة يمكن الاستعانة بها لدول قدمت مثل تلك الدعاوي بسبب أوبئة ظهرت قديماً، للعودة لها كمرجعية في هذا الإطار، والتعويض يمكن أن يأخذ شكل آخر وهو المساعدات التي تقدمها الصين للدول الأكثر تضرراً من الوباء على رأسهم إيطاليا، وهو ما تباهى به الرئيس الصيني شخصياُ في هذا الاطار مؤكداً أن بطبيعة الحال لا توجد مشكلة في معاونة الدول الأكثر تضرراً، وكأن الصين سابقت بما أشرتم إليه للحيلولة بين لجوء بعض الدول للقضاء الدولى، وبعض القضايا التي تمت الإشارة إليها رفعها أشخصا بعينهم وليس لهم أي صفة من الدولة ولم توكلهم الدولة ككل وفي هذا الإطار يقوم القضاء الدولى بإخطار الدولة محط رفع الدعوى من شخص لديها وإذا وافقت الدولة على توكيله يتم اتخاذ الإجراءات التي أشرنا لها سابقاً.
وتابع قائلاً أن :"البديل لعدم رفع دعوى قضائية أن الصين تقوم بقديم مساعدات وليست مساعدات عينية كما حدث بل تعويضات مادية، وهذا سيخرج الصين من أزمة رفع دعوى ضدها لأن الأمم المتحدة عاجزة وفاشلة عن اقرار مثل تلك التعويضات إذا ما رفعت دولة بالفعل ذلك الأمر للقضاء الدولى لذا وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحل في اتهام الصين بشكل مباشر تمهيداً لرفع عقوبات عليها مرة أخرى".
اكتسبت كل هذه التوقعات زخماً عندما لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى معاقبة الصين بسبب مسؤوليتها عن انتشار الفيروس، وبعدما بدأت الاستخبارات الأمريكية بالفعل التحقيق فيما إذا كان فيروس كورونا قد تم تسريبه من مختبر ووهان، بينما تنفي الصين ذلك.