قال فضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن عظمة الإسلام تكمن في تطبيق مبدأ العدل والإنصاف حتى مع الكارهين للإسلام، وأن تطبيق هذا المبدأ لا مفر منه لاستقرار المجتمعات؛ بل هو أساس لشعور الناس بالهدوء والطمأنينة.
وأضاف الطيب أن المسلم وغير المسلم سواء في دين الإسلام الذي هو دين العدل والإنصاف والمساواة بين بني آدم.
وخلال الحلقة الثامنة عشر في برنامجه "الإمام الطيب" أوضح شيخ الأزهر أن الله أنزل على نبيه"صلى الله عليه وسلم" في قرآنه الكريم تسع آيات بينات في سورة النساء، في تبرئة يهودي مظلوم وإدانة مسلم ظالم، وتعتب على النبي "صلى الله عليه وسلم" ميله لتصديق المسلم وتكذيب اليهودي، وكل ذلك في جو كان فيه أغلبية اليهود تناصب الإسلام والمسلمين العداء، وتتربص بهم وتعين عليهم أهل الشرك والوثنية من قريش.
وذكر فضيلة الإمام الأكبر سبب نزول قوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا" إلى قوله تعالى: "وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا" من سورة النساء، أن صحابيا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، أسمه "طُعمة بن ابيرق" سرق درعًا من جار له أسمه "قتادة" وكان الدرع في جراب دقيق به ثقب، فأخذ الدقيق يتناثر على الطريق، وخشي طعمة أن يفتضح أمره إن ذهب به إلى منزله، وتفتقت حيلته عن التوجه لصديق له يهودي أسمه "زيد بن السمين"، وقال له ضع هذا أمانة عندك، ولما تنبه قتادة وقومه للدرع المسروقة ذهبوا إلى طُعمة - ويبدوا أنه كان معروفا بالسرقة، فحلف لهم أنه ما أخذها وما له بها من علم
وتابع الطيب: فتتبعوا أثر الدقيق حتى إذا ما أنتهى بهم إلى بيت زيد اليهودي، دخلوا عليه وقالوا له أنت سرقت الدرع فأقسم بالله ما سرق وأن طُعمة هو الذي جاء به وقال ضعه أمانة عندك فرجعوا إلى طعمة مرة أخرى وسألوه فأقسم لهم أني ما سرقت وأن من سرقكم هو زيد اليهودي.