رمضان في سويسرا 2020، لقد غيّر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من عادات مسلمي هذا البلد الأوروبي حاله كحال كافة البلدان حول العالم، فقد أُغلقت المساجد ومُنعت صلاة الجماعة والجُمع والتراويح بها، وحُظر على المسلمين في هذا البلد كذلك تنظيم موائد الإفطار الجماعي وتبادل الزيارات والنزهات الليلية والاجتماعات مع الأصدقاء في المقاهي والمطاعم وغيرها من أشكال التجمع، ولكن ورغم أن التدابير الصحية التي تم اتخاذها لمواجهة هذا المرض، قد أثرت على الطقوس والمظاهر التي ألفتها الجالية المسلمة في سويسرا خلال شهر رمضان، إلا أن الحجر الصحي كان فرصة للعودة إلى الذات وللتفكر والتأمل.
رمضان في سويسرا (أرشيفية)
ووصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بكورونا في سويسرا إلى 30 ألف و305 حالة حتى الساعة السابعة والنصف صباحا بتوقيت زيورخ (0530 بتوقيت جرينتش) اليوم الاثنين، وفقا لبيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرج للأنباء. فيما بلغ عدد الوفيات جراء الفيروس التاجي 1833 حالة، بينما تماثل للشفاء 26 ألف و600 شخص.
رمضان في سويسرا (أرشيفية)
وشكلت القراءة عبر المكتبات الرقمية المتوفرة على شبكة الإنترنت، وقنوات موقع الفيديوهات الشهير YouTube، وصفحات موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم Facebook، ووسائط البودكاست وغيرها، زادا كبيرا لمن رغب في استشعار واستحضار روحانيات الشهر الكريم في ظل العزل والحجر الصحي. فيما تضاعفت المبادرات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتطلب من المسلمين استغلال هذه الفترة في ما يرضي الله وفي الرجوع إليه، وتوفير بدائل لما اعتاد عليه المسلمون خارج فترة الحجر الصحي.
رمضان في سويسرا (أرشيفية)
فما يُقدم من دروس ومحاضرات دينية والإجابة عن الاستفسارات عبر الإنترنت يسمح للعديد من الأئمة بتوفير تعليم ديني عن بعد، وقبل كل شيء الوصول إلى العديد من الشباب المسلمين.
رمضان في سويسرا (أرشيفية)
وهكذا، تم نشر التوصيات من قبل اتحاد المنظمات الإسلامية في سويسرا (TIMES) بحيث يقضي مسلمو سويسرا الشهر الكريم وهم ممتثلين امتثالا صارما للقواعد الصحية.
هذا ويرى Pascal Gemperli، رئيس إحدى المؤسسات الإسلامية في سويسرا، أن شهر رمضان الكريم وما يقتضيه من التقرب إلى الله يتوافق مع الحجر الصحي الذي يمكن أن يكون مفيدا روحيا، مع العلم أن صلاة التراويح أو صلاة الجمعة، أو إلقاء الدروس الدينية للأطفال والبالغين، أو حتى صلاة عيد الفطر، يمكن أن تُؤدى في المنزل، في رحاب العائلة. و هو أمر لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع التعاليم الإسلامية.
وتتمركز الجالية المسلمة التي تتكون من جنسيات مختلفة يصل عددها إلى 115 جنسية، في المدن الرئيسة. وتعتبر الجالية التركية التي يقدر تعدادها بـ 120 ألف مسلم من أكثر الأقليات المسلمة عددا في سويسرا، وتعيش في مدينة بازل التي تسكنها أيضًا الجالية اليوغسلافية والتي يصل عددها إلى 100 ألف مسلم، أما الجالية العربية من جميع الجنسيات فتتمركز في برن وجنيف ومدينة زيورخ .
وفي سويسرا ما يقرب من 68 مؤسسة ومسجدًا ومركزًا إسلاميًا. أما المؤسسات الإسلامية الرسمية الكبرى فأربع، وهي المؤسسة الإسلامية في جنيف والمركز الإسلامي في برن والمركز الإسلامي بزيورخ ومؤسسة رابطة مسلمي سويسرا.
وهذه المؤسسات لها دور فعال يتمثل في عقد ندوات ومحاضرات دينية ولقاءات وأمسيات وحوارات تعارف بين أفراد الجالية الإسلامية كما تهتم ببناء المساجد لأداء الشعائر وتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم والاحتفال بالمناسبات الإسلامية ومحاولة الاندماج في المجتمع السويسري .