الإفتاء: تعاطي المخدرات حرام شرعا ويهدد حياة الأفراد والمجتمع

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

أوضحت دار الإفتاء أن تناول المخدرات وتعاطيها بجميع أشكالها، بالإضافة إلى الاتجار بها، يُعتبر محرمًا شرعًا نظرًا للأضرار الكبيرة التي تسببها، موضحة أن كل الشرائع تهدف إلى حماية العقل والحفاظ عليه، وما ينتج عن تعاطي المخدرات من تدمير للإنسان وإهدار لحياته.بناءً على ذلك، فرض القانون عقوبات صارمة على هذه الأفعال.

«الإفتاء»: يَحْرُم شرعًا تناول المخدرات وتعاطيها بجميع أنواعها

وأضافت 'الإفتاء': لقد كرم الإسلام الإنسان وجعل الحفاظ على النفس والعقل من الأهداف الأساسية في الدين، والتي تشمل الدين، النفس، النسل، العقل، والمال، وذلك لتمكين الإنسان من أن يكون خليفة لله في الأرض ويساهم في إعمارها، لذا، حرم الإسلام كل ما يضر بالنفس والعقل، ومن بين هذه الأمور المحرمة: المخدرات بجميع أنواعها، سواء كانت طبيعية أو كيميائية، بغض النظر عن طرق تعاطيها، سواء كانت عن طريق الشرب أو الشم أو الحقن. فهذه المواد تؤدي إلى أضرار جسيمة ومفاسد عديدة، حيث تفسد العقل وتضر بالجسد، بالإضافة إلى ما يترتب عليها من مضار أخرى.

حكم تعاطي المخدرات في الإسلام

واستشهدت بقول الله تعالى: كما قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ حيث تشير الآية إلى النهي عن إلقاء النفس في المهالك، ومن الواضح أن تعاطي المخدرات يمثل هلاكًا واضحًا وإلقاءً بالنفس في المخاطر، موضحا أن ومن الأدلة على تحريمها أيضًا ما رواه الإمام أحمد في 'مسنده' وأبو داود في 'سننه' عن أم سلمة رضي الله عنها، حيث قالت: 'نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كل مسكر ومفتر'.

أسباب تحريم تعاطي المخدرات

وبينت أن هذا الحديث يعد نصًا صريحًا في تحريم كل ما يؤدي إلى فقدان الوعي لدى الإنسان، ويجعله يفقد الحس والحركة، وتدخل المخدرات بجميع أنواعها في هذا التحريم، لأنها تؤثر على العقل وتغير من الحالة الطبيعية للإنسان في الخلق والخلق، والقاعدة عند الأصوليين، كما ورد في 'حاشية ابن الشاط على الفروق.

وأشار العلماء إلى تحريم تناول المخدرات، حيث نقل الإمام البدر العيني في كتابه 'البناية' إجماع العلماء على حرمتها، قائلاً: 'لأن الحشيش ليس قاتلاً، ولكنه مُخدِّر، ومُفْتِر، ومُكاسِل، ويتميز بصفات مذمومة؛ لذا اتفق المتأخرون رحمهم الله على تحريمه'، وأن القواعد الشرعية تدل على حرمة المخدرات، إذ ثبت أن إدمانها يسبب ضرراً حسياً ومعنوياً، وما يسبب الضرر يُعتبر حراماً، كما ورد في الحديث: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ»، الذي رواه الإمام أحمد في 'المسند'، وابن ماجه، والحاكم وصحَّحه، بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول المخدرات يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى حماية العقل والنفس والمال، وهي من الضروريات الخمس.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات