كعادة أبناء مصر لا يتخاذلون ولا يتخلفون عن تلبية نداء الواجب، سواء كانت المعركة على الجبهة، أو حربا مع الإرهاب، أو داخل مستشفيات العزل الصحي،
وفي محافظة الغربية، قدم اثنان من أبنائها روحيهما فداء للوطن، من العاملين بالأطقم الطبية، لتضاف أسماؤهم لقائمة شرف شهداء الجيش الأبيض، في الحرب بمواجهة كورونا.
لم يعلم الممرض "السيد المحسناوى"، ذو السبعة والأربعين عاما، أن اختياره ممرضا بمستشفى النجيلة لعزل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد"كوفيد 19"، سيكون سبب انتهاء مسيرته المهنية، وحياته بالكامل، ويقول "رأفت مهنى" أحد أصدقاء المحسناوي: كنا زملاء تخته واحده بالمدرسة، ولم نفترق حتى وصلنا للمرحلة الثانوية، إلا أنى أكملت دراستي الجامعية، ودخل هو معهد فنى صحى، ليتخرج منه ويعمل بالتمريض، وكان رحيم القلب مرهفا لا يسمع صوته، حيث ربته والدته على التراحم بالجيران والناس.
وأضاف "مهنى": لم يتأخر يوما عن مساعدة المرضى، وفى أحيان كثيرة، رفض تقاضى أجر الرعاية والعناية ببعض الحالات بمنازلهم، وعند اختياره للسفر لمطروح، ظل يصلى يومين كاملين ويدعوا الله أن يحفظ أبناءه، وترك الأمانة في رقبة إخوته وزوجته، وسافر حتى أصيب أثناء عمله، وظل يصارع المرض حتى توفى داخل مستشفى النجيلة.
وكان الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية ، قد كرم اسم الشهيد السيد محمد المحسناوي، بوضع اسمه على مكتب الصحة التابع لسكنه، تخليداً لذكراه، وأشاد به الدكتور عبد الناصر حميدة وكيل وزارة الصحة مثمنًا دور وجهود جيش مصر الأبيض من أطباء وتمريض وفنيين، وجميع العاملين بمنظومة الصحة.
بطل آخر من أبناء مدينة طنطا، لم يتأخر عن تأدية رسالته وظل داخل صيدليته يقدم الدواء والرعاية لكل من يطلبها، مقدما روحه فداء لأبناء محافظته حتى جاءهم النبأ المؤلم، بوفاة الصيدلي "مدحت ريشة" أحد أبطال الجيش الأبيض بالمحافظة، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، وذلك داخل العزل الصحي بمستشفى كفر الزيات العام.
وكان"ريشة" من أول حالات الإصابة بالمحافظة، حيث أصيب أثناء عمله بالصيدلية، وتم عزله لتقديم الرعاية الصحية لكن تدهورت حالته، وتوفى بعد صراع مع المرض.
يذكر أن مديرية الصحة بالغربية، بقيادة الدكتور عبد الناصر حميدة وجميع العاملين، تقدمت بخالص العزاء لأسرة الشهيد ولجميع صيادلة الغربية وصيادلة مصر.