قال الدكتور "أ.أ"، طبيب بمستشفى الساحل التعليمي، أنه أصيب بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ضمن إصابات الطاقم الطبي بالمستشفى، والذي يصل إلى حوالي 20 إصابة تتوزع بين 17 تمريض و3 أطباء، وخرج منذ يومين من مستشفى قها للعزل بعد تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، موضحًا أنه تعرض في البداية لدور برد وانتهى، وبعد ذلك شك في الأمر نتيجة مخالطته لزميل له مصاب بكورونا.
وأضاف طبيب مستشفى الساحل التعليمي في حديثه لـ"أهل مصر"، أنه شك في إمكانية إصابته بفيروس كورونا عندما ظهرت نتيجة تحليل طبيب من زملائه بالمستشفى، وكانت التحاليل إيجابية لفيروس كورونا حيث كان مخالطًا له، موضحًا أن سبب نقل العدوى لزميله الطبيب، أن ابنه طيب امتياز بقصر العيني وهم دائمًا ما يخالطون مرضى كثيرين، فالشاب تعرض للتعب وارتفاع درجة الحرارة وأجرى التحليل والذي ظهر إيجابي لفيروس كورونا، فقام والده طبيب مستشفى الساحل التعليمي بإجراء تحليل معه والذي جاء إيجابي أيضًا لفيروس كورونا، قائلاً "لما عرفت عزلت نفسي فورًا وكلمت المستشفى طلبت إجراء تحليل لأني مخالط لزميلي الإيجابي وظهر تحليلي إيجابي أيضًا"، مؤكدًا أنه خاف كثيرًا على أهله وزملائه الأخرين بالمستشفى وعلى صحة المرضى من إمكانية أن يكون سببًا دون أن يعرف في نقل عدوى فيروس كورونا المستجد لهم دون أن يدري، ومن هنا طلب عمل مسحة وتحليل كورونا للتأكد رغم انتهاء نزلة البرد وشفائه منها.
وعن سبب نقل فيروس كورونا بين الطاقم الطبي داخل مستشفى الساحل التعليمي، أوضح أنه كان هناك مريض في الرعاية المركزة مصاب بفيروس كورونا، وبالتالي يمكن أن يكون تسبب في نقل العدوى، أو تم نقل العدوى من الخارج فلا أحد يعرف تحديدًا الحالة صفر التي تسببت في نقل عدوى كورونا بين الطاقم الطبي، فلا يمكن تحديد ذلك فهناك طبيب نٌقلت له العدوى من ابنه بالإضافة إلى وجود مريض مصاب، كما أن المستشفى يدخلها مرضى كثيرين والطاقم الطبي نفسه يختلط بالأخرين خارج المستشفى حيث يمكن الاختلاط بشخص مصاب دون أن يعرف الشخص ولم يظهر عليه أي أعراض، لافتًا إلى أن مرض كوفيد 19 أعراضه كنزلات البرد والأنفلونزا، وتضمنت أعراض كورونا التي شعر بها، مغص وإسهال وهمدان في الجسم وتأثير واضح على حاسة الشم والتذوق، وأكثر شيء شعر به هو همدان الجسم ولم يحدث له ارتفاع في درجة الحرارة كما ظهر عند الكثيرين.
ولفت طبيب مستشفى الساحل التعليمي، إلى أن الكثيرون عندما يتعرضون خلال هذه الفترة لدور برد يخافون من إجراء التحليل، وعدم إخبار الأخرين حولهم شعورهم بأي أعراض للمرض، وهو أمر سيء يمكن أن يتسبب في نقل العدوى، وبالتالي "لا يمكن أن أجزم أن إصابتي كانت بسبب مخالطتي بزميلي الطبيب الذي تم نقل العدوى اليه من ابنه طبيب الامتياز بقصر العيني، ولكن أكثر ما أثار قلقي خوفي على والدتي لأن المرض يؤثر بشكل كبير على كبار السن ويتسبب في حدوث مضاعفات لهم وعلى الفور قمت بعزل أهل منزلي".
وعن تأكيد الأطباء على أهمية عمل صورة الدم لتوضيح إصابة كورونا أم لا قبل عمل تحليل كورونا، قال طبيب مستشفى الساحل التعليمي "روحت عملت صورة دم أثناء نزلة البرد طلعت جيدة"، مؤكدة أنها لا تدل أبدا عن الإصابة بكورونا أم لا لأنه أجراها مرتين وظهرت نتيجتها جيدة، ولكن عندما أجرى التحليل كشف أنه مصاب بالمرض، وقام بعزل أهل منزله فورًا بعيدًا عنه حتى تم نقله إلى مستشفى قها للعزل، مؤكدًا كونه مستشفى ممتاز ظل فيه 5 أيام وتم عمل مسحة ظهرت إيجابية، وبعد 48 ساعة ظهرت النتيجة سلبية ومن ثم بعد مرور 48 ساعة أخرى، تم إجراء مسحة وظهرت سلبية أيضًا وخرج من العزل بعد تماثله للشفاء، لافتًا إلى أن معظم إصابات كورونا في مستشفى الساحل التعليمي بين التمريض بشكل أكبر من الأطباء.
وفي النهاية ناشد طبيب مستشفى الساحل التعليمي، المواطنين بأهمية إتباع الاجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعي، ومن يشعر بدور برد أو أنفلونزا يعزل نفسه على الفور في المنزل ولا يختلط بالأخرين "البلد مش هتستحمل كل المصابين يدخلوا مستشفيات وإجراء مسحات لهم"، خاصة مع تقليل ساعات الحظر فالناس ينزلون الشوارع كما كان من قبل، محذرًا من زيادة الإصابات خلال الفترة المقبلة بسبب عدم وعي المواطنين".
وكانت مستشفى الساحل التعليمي في شبرا بالقاهرة، أعلنت أول أمس الأحد 10 مايو الجاري، إغلاق أقسام الرعايات المركزة والعمليات لمدة أسبوعين وذلك للقيام بأعمال التعقيم والتطهير لمواجهة فيروس كورونا المستجد، موضحة أنه تقرر اقتصار العمل بالعيادات الخارجية على صرف العلاج الشهري لمرضى قرارات العلاج على نفقة الدولة فقط، واقتصار العمل بقسم الاستقبال والطوارئ فقط لا غير.