رمضان أستراليا في ظل كورونا.. الطلاب الوافدين هم الأكثر افتقادًا لروح الشهر الكريم.. وتحديات خاصة لمعتنقي الإسلام حديثًا (صور)

رمضان في أستراليا (أرشيفية)
رمضان في أستراليا (أرشيفية)

رمضان في أستراليا 2020، يحل الشهر الكريم هذا العام على مسلمي البلد القارة الواقعة أقصى جنوب شرق العالم، مغايرا تماما عن رمضان الأعوام السابقة بسبب تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، ما انعكس بشكل سلبي خاصة على حياة الطلاب الوافدين من دول عدة للدراسة بالجامعات الأسترالية الذين يجدون في اللقاءات الرمضانية من صلاة تراويح وتقاسم وجبات الإفطار على الموائد الجماعية فرصة لاستشعار الأجواء العائلية المفقودة، وكذلك على هؤلاء الذين هم حديثي عهد بالإسلام وبحاجة للاختلاط أكثر مع إخوانهم من المسلمين، ولكن على الرغم من القيود الاجتماعية، يعتقد الكثيرون أن جوهر شهر الصيام لا يزال كما هو؛ حيث وجد العديد من المسلمين في أستراليا طرقًا للحفاظ على روح الجماعة خلال الشهر الكريم. وذلك وفقا لموقع "ABC News" الأسترالي.

مسجد في أستراليا

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

وأضاف الموقع أن "المسلمين في أستراليا يتوقعون رمضانا "حزينًا وهادئًا" هذا العام؛ فالمساجد مهجورة، والتجمعات محظورة، وتنظيم موائد الإفطار ممنوع، ولكن من المتوقع الآن أن تكون المنازل بمثابة مراكز روحية، خاصة مع إمكانية مشاهدة الخطب والدروس الإسلامية التي تُبث عبر تقنية مكالمات الفيديو التي توفرها تطبيقات التواصل الاجتماعي".

مسجد في أستراليا

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

وسجلت أستراليا 6980 حالة إصابة مؤكدة بكورونا، فيما بلغت حصيلة الوفيات 98 وفاة، بينما تعافت 6291 حالة من المرض، وفقا لأحدث إحصائية رسمية صادرة حول الوضع الوبائي في البلاد.

ووفقا لمكتب الإحصاءات الأسترالي، يشكل المسلمون 2.6 في المائة من السكان الأستراليين. وهذا يعني أن هناك ما يقرب من 600 ألف مسلم في أستراليا، يعيش معظمهم في المدن الكبرى. فالمجتمعات المسلمة في المناطق الإقليمية أصغر بكثير من نظيراتها الحضرية، وهذا هو سبب أهمية الشعور القوي بروح الجماعة بالنسبة لهم.

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

يعقوب فيليبس، مدرس موسيقى بمدرسة ثانوية يعيش في بلدة على بعد ساعة من مدينة تاونسفيل في شمال مقاطعة كوينزلاند، يقول، وفقا لـ "ABC News": "بالنسبة لي، كان الانتقال إلى شمال كوينزلاند هو أكبر تحد في رحلتي الإيمانية حيث لم أنتقل إلا قبل عام قبل أن أقبل الوظيفة في الشمال".

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

وخلال شهر رمضان، كان يسافر عادة إلى تاونسفيل- أقرب مسجد- لأداء صلاة التراويح، التي هي فرصة للمسلمين للقاء بعضهم البعض، وطلبْ نصائح حول الصيام والشعور بالوحدة.

ولكن مع إغلاق المساجد، يعد هذا أحد التحديات التي تواجه "فيليبس" في رمضان هذا العام؛ حيث يقول: "أحاول أداء صلاة التراويح في المسجد في تاونسفيل كل ليلة، وبالنسبة لي هذا هو أحد أكبر الأشياء التي سأفتقدها هذا العام بسبب العزلة الاجتماعية و COVID-19".

رمضان في أستراليا

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

ويضيف فيليبس: "إن رفيقي في المنزل كاثوليكي، مما يعني أنني أستيقظ في وقت مبكر من تناول وجبة السحور وحدي ثم أتناول وجبة الإفطار في كثير من الأحيان بمفردي أيضا".

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

ومع ذلك، فإن العديد من المساجد في جميع أنحاء أستراليا وبقية العالم دروسًا إسلامية عبر الإنترنت، لذلك يمكن لـ فيليبس الاستفادة من ذلك أينما كان. وقال "الآن بعد أن أصبحت تلك الدروس تبث عبر الإنترنت، فهذا في الواقع أمر إيجابي. وهذا يعني أن الأشخاص الآخرين من جميع أنحاء أستراليا وحول العالم يمكنهم الاستفادة من ذلك".

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

رمضان في أستراليا

خلال شهر رمضان، كانت العديد من جمعيات الطلاب الإسلامية في الجامعات تقدم وجبات الإفطار بعد أداء الصلاة جماعة؛ حيث تساعد هذه الأجواء الطلاب المسلمين القادمين من دول مختلفة في أستراليا على عدم الشعور بالوحدة خلال الشهر الكريم. لكن، وفي ظل القيود الحالية على التجمعات الكبيرة في أستراليا، لم تستمر هذه التجمعات هذا العام.

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

رمضان في أستراليا

تقضي إنيسا عارف رمضان في أستراليا منذ انتقالها من الهند في عام 2016؛ حيث جاءت "عارف" إلى بريزبن من ولاية كيرالا، الهند، كطالبة جامعية وهي الآن حاصلة على درجة الماجستير في التكنولوجيا الحيوية في جامعة كوينزلاند في أستراليا.

رمضان في أستراليا (أرشيفية)

رمضان في أستراليا

وفي الوقت الذي تعيش والدتها وشقيقتها في الهند ويعمل والدها في دبي، فإن العلاقة الأسرية الوحيدة التي تربطها هي خالتها وعمها في بريسبان. كانت تزورهم كل أسبوع، ولكن مع القيود الحالية، قلت هذه الزيارات.

رمضان في أستراليا

وبصفتها المسلمة الوحيدة في بيتها وتتلقى دروسها الآن عبر الإنترنت، ستصوم وتحتفل في المنزل وحدها. وقالت "أخطط لإعداد أطباق تعدها أمي في المنزل خلال شهر رمضان"، مضيفة أنها ستتصل بوالديها كل مساء. وهي أيضًا قريبة من زميلتها في المنزل، وعادة ما تقضيان وقتًا معًا بعد الإفطار، مما يساعد على الحفاظ على الشعور بالحياة الطبيعية.

وبالنسبة إلى زهرة فيلدنج، التي اعتنقت الإسلام في فبراير الماضي، ستكون هذه السنة هي السنة الأولى التي تصوم فيها شهر رمضان. قالت إنها تعرفت على الإسلام من خلال تطبيق على الإنترنت يوفر ميزة الدردشة، حيث كان المشاركون من جميع أنحاء العالم قادرين على التواصل مع بعضهم البعض.

ومن خلال هذه المنصة، اقتربت من فتاة مسلمة ماليزية و اغتنمت الفرصة لسؤالها عن الإسلام وعن حجابها. وقالت "اعتقدت دائما أن الحجاب علامة على الاضطهاد". ولكنها عندما تواصلت مع المزيد من المسلمين من خلال التطبيق وداخل أستراليا، تعلمت المزيد عن الدين وشعرت بالارتياح حياله.

لا تشعر "فيلدنج" بخيبة أمل كبيرة بشأن قضاء شهرها الأول في عزلة مع قطتها؛ وقالت لـ ABC: "اشتريت مذكرات رمضانية لمتابعة صيامي وأفعالي". تخطط زهرة أيضًا لتقاسم وجبة الإفطار مع صديقاتها المسلمات للمساعدة في الشعور بالانتماء.

هذا وقد دخل الإسلام إلى أستراليا عبر الهجرة، ثم التجارة من مسلمي إندونيسيا الذين تعاملوا قديما مع تجار أستراليا، إضافة لهجرة أبناء الشرق الأوسط والبلقان ودول أسيا وأفريقيا، وقد دخلها الإسلام منذ القرن التاسع عشر مع هجرة الأساطيل التي تحمل التجار من إندونيسيا إلى أستراليا ثم هجرة التجار الأفغان الذين رحلوا لاستراليا أيضا لاستيراد الجمال من صحرائها عام 1860.

وما إن دخل القرن العشرين تقلصت الهجرة لاستراليا واقتصرت على الدول الأوروبية رغبة في استقبال الجنس الأبيض بدافع العنصرية مما أدي إلي هجرة الكثير من مسلمي ألبانيا والبوسنة الذين بنو المساجد في شيبارتون، وفيكتوريا عام 1960، ثم أول مسجد في ملبورن 1963، وكذلك أسس البوسنيون مع الألبان الجمعية الإسلامية المتعددة الأعراق في فيكتوريا 1961، والجمعية الإسلامية في كارلتون ولهذا فقد أثرا معا في زيادة تعداد المسلمين في أستراليا.

وبعد الحرب العالمية الثانية كانت أستراليا في حاجة ماسة إلي المهاجرين من أجل التنمية فبدأت الهجرة من البوسنة والهرسك، ومن الأتراك، وبعد عام 1975 والحرب الأهلية في لبنان بدأت هجرة اللبنانيين الذين استقروا في سيدني وشكلوا أكبر مجموعة عرقية للمسلمين في أستراليا، وبدأت الهجرة للمسلمين بعد عام 1971 من دول كلبنان وماليزيا وإندونيسيا وأفغانستان وبنجلادش وباكستان والفلبين ومن مصر والسودان والصومال ثم منطقة البلقان مما شجع على وجود جالية مسلمة كبيرة متعددة الأعراق والجنسيات تشكل من جيلها الأول الجيل الثاني والثالث الآن لتصبح الأعياد والمناسبات الدينية فرصة ثمينة لغرس الجذور الثقافية والدينية الأصيلة في عقول الأبناء الذين ينتمون للثقافة الأسترالية.

وتنتشر الكثير من المدارس والجامعات والمراكز الإسلامية في الولايات والمدن الأسترالية، كما تنتشر المساجد التي يبلغ عددها 100 مسجد إضافة لما تيسره الحكومة الأسترالية للعمال المسلمين من غرف وأماكن عبادة بالمؤسسات الخدمية. ومن أهم المساجد مسجد لاكمبا سيدني، ومسجد مورينا في فيكتوريا، ومسجد تشو لوزا غيرنا في سيدني، ومسجد بوركين هيل، ومسجد بيت الهدي في سيدني، ومسجد الطائفة الأحمدية في ملبورن.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مجموعة متوازنة للأهلي وصعبة لبيراميدز.. قرعة دوري أبطال إفريقيا