رمضان بلجيكا في ظل كورونا.. محاولات للتكيف مع الواقع الجديد وتغيير العادات الرمضانية (صور)

ملك بلجيكا على مائدة إفطار في رمضان (أرشيفية)
ملك بلجيكا على مائدة إفطار في رمضان (أرشيفية)
كتب : وكالات

رمضان في بلجيكا 2020.. يجد مسلمو البلد الأوربي أنفسهم في وضع غير مسبوق، هذه السنة، فيما يتعلق بممارسة طقوس ومظاهر الشهر الكريم، وذلك بسبب تدابير الحجر الصحي التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية المتعلقة بـ وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ولكن الأقلية المسلمة في بلجيكا حاولت التأقلم مع هذا الظرف الصعب من خلال الاستفادة مما تقدمه المراكز الإسلامية وإدارات المساجد الكبرى من كبسولات دينية ونصائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من خلال أداء الصلوات وتناول وجبة الإفطار بالبيت ومع الأسرة مما يعزز الروابط العائلية ويقويها.

مسجد في بلجيكا

رمضان في بلجيكا (أرشيفية)

وفي هذا السياق الاستثنائي، ليس بوسع مسلمي بلجيكا سوى التحلي بالصبر كأفضل وسيلة تمكنهم من تمضية هذا الشهر الفضيل في الحجر الصحي، وسط جو من الهدوء والسكينة.

رمضان في بلجيكا (أرشيفية)

مسجد في بلجيكا

ووفقا لبيان رسمي، صدر في وقت سابق اليوم الجمعة 15 مايو 2020، ونشر على الموقع الإلكتروني للهيئة الاتحادية للصحة العامة وسلامة الأغذية والبيئة في بلجيكا، فقد توفي اليوم 56 شخصا نتيجة للإصابة بالفيروس ما يرفع إجمالي الوفيات إلى 8959، في حين ارتفع إجمالي عدد الإصابات المؤكدة ليبلغ 54 ألف و644 حالة.

رمضان في بلجيكا (أرشيفية)

ملك بلجيكا يتناول الإفطار مع بعض مسلمي البلاد (أرشيفية)

وفي هذه الأوقات العصيبة، أصدرت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، سلسلة من الإرشادات والتوصيات لمساعدة المؤمنين على قضاء شهر رمضان تحت شعار "الحكمة والصبر والتضامن".

رمضان في بلجيكا (أرشيفية)

ملك بلجيكا على مائدة إفطار في رمضان (أرشيفية)

وبما أن المساجد ستظل مغلقة أمام المصلين، فإن الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا تؤكد أن صلاة التراويح لا يمكن تأديتها سوى في المنازل، مع أفراد الأسرة الذين يعيشون تحت سقف واحد.

مسجد في بلجيكا

رمضان في بلجيكا (أرشيفية)

وسيكون على مسلمي بلجيكا تناول وجبة الإفطار في المنزل مع أفراد الأسرة الذين يعيشون مع بعضهم البعض، بينما يحظر توجيه الدعوة للأقارب والأصدقاء والجيران، وكذا تجمعات ما بعد الإفطار.

رمضان في بلجيكا (أرشيفية)

ويحاول مسلمو بلجيكا، الذين يقابلون هذا الحظ السيئ برحابة الصدر، التأقلم مع هذا الظرف الصعب من أجل تمضية هذا الشهر المبارك في أفضل الظروف الممكنة.

وحسب جمال هباشيش، إمام مسجد ببروكسيل، فإن مسلمي بلجيكا تغلبوا على خيبة الأمل والإحباط ليروا في هذه الفترة الصعبة فرصة فريدة للرجوع إلى الوراء، وإعادة التركيز على أولوياتهم والاقتراب من الله عز وجل.

وأوضح السيد هباشيش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه، وحتى إذا كانوا مجبرين على تغيير مجموعة من العادات بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، وحظر التجمعات وإغلاق المساجد، فلا شيء يمنعهم من التزود الروحي، وتأدية صلواتهم وطقوسهم الدينية.

وأضاف أن مسلمي بلجيكا يستغلون هذه الفترة من الحجر الصحي للتركيز بشكل أكبر على جوهر هذا الشهر، المتمثل في التفكر والعبادة والتقوى وتعزيز الروابط الأسرية، مشيرا إلى أنه ومن أجل مصاحبة المؤمنين، يقوم المسجد الذي يتولى فيه الإمامة ببث كبسولات فيديو يومية بصفحته على موقع "فيسبوك"، لتمكين المؤمنين من النصائح الدينية وتزويدهم بالدعم الكفيل بجعلهم يعيشون روحانيتهم على الوجه الأكمل.

وأبرز السيد هباشيش، وهو أيضا المدير السابق لاتحاد مساجد بروكسيل، أن التكنولوجيات الجديدة جاءت كمنقذة عبر تمكينها مسلمي بلجيكا من البقاء على اتصال مع أحبائهم والسماح لهم بالخروج من العزلة والوحدة.

وأشار إلى أنه بفضل التبرعات والمبادرات الخيرية التي تعكس روح التماسك الخاصة بهذا الشهر المبارك، يتم توزيع الوجبات و الرزم الغذائية كل يوم على الناس الأكثر عوزا والأشخاص بدون مأوى.

وبالنسبة له، على الرغم من تدابير التباعد الاجتماعي والقيود المفروضة بغية الحد من انتشار الفيروس، إلا أن هذه الأزمة الصحية عززت قيم التضامن والمساعدة المتبادلة وعززت روابط الأقلية المسلمة في بلجيكا مع بعضهم البعض.

لذا، فإن أبناء الدين الواحد من المسلمين في هذا البلد يحاولون التكيف مع هذا الواقع الجديد وتغيير عاداتهم الرمضانية، لكن من دون الاستغناء، بطبيعة الحال، عن تقاليد المطبخ والأطباق الشهية في بلدانهم الأصلية التي تمنح خصوصية هذا الشهر المقدس.

وحتى مع اقتصارهم على الدائرة الأسرية المحدودة، فإن مسلمي بلجيكا يسعون جاهدين إلى استعادة أجواء رمضان في بلدهم الأم، من أجل كسر الرتابة وتناسي الشعور بالحنين إلى الوطن، ولو للحظات. ولهذه الغاية، فإنهم يجدون متنفسا لهم في العديد من المحلات التجارية المملوكة لأفراد الجالية المسلمة، حيث يمكنهم الحصول على جميع المنتجات التي يحتاجونها لتحضير الأطباق الرمضانية الشهيرة.

ومن أجل تجنب أي مخاطر صحية خلال هذه الفترة بالذات، تدعو الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، مع ذلك، إلى أن يتخذ الصائمون احتياطاتهم أثناء التنقل قصد اقتناء حاجياتهم، مع حثهم على احترام مسافة التباعد الاجتماعي، وتجنب البقاء حتى نهاية اليوم للقيام بالتسوق قصد تجنب الطوابير الطويلة أمام المحلات التجارية.

وفي هذا السياق بالذات، ظهرت العديد من المبادرات الرامية إلى تمكين مسلمي بلجيكا من التسوق بكل أمان، وبما يتفق مع الضوابط الصحية. وهكذا، أطلقت شركات متخصصة في الحلول المتنقلة "Click & Collect"، مواقع للقيام بالطلبيات عبر الإنترنت دون اتصال مباشر، وذلك بمناسبة شهر رمضان. ومن خلال البحث في كل مدينة، يمكنهم بسهولة العثور على جميع المحلات التجارية الكبرى ومحلات الجزارة والخبازة والحلويات، فضلا عن المتاجر الموجودة بالقرب من منازلهم.

وإذا كانت أزمة فيروس كورونا المستجد قد بعثرت العادات الرمضانية لمسلمي بلجيكا، فإن ميزتها تتمثل في تمكينهم من استيعاب المعنى العميق للصوم والغاية الحقيقية من هذا الشهر الفضيل، بعيدا عن التجاوزات التي تتعارض مع القيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات