اعلان

في ذكرى وفاته الـ 37.. محطات في حياة أمير شعراء الرفض "أمل دنقل".. وعائلته: نطالب بحفر اسمه على إحدى ميادين قنا (فيديو وصور)

مرت 37 عامًا على وفاة شاعر الفصحى "أمل دُنقل"، والملقب بأمير شعراء الرفض والذي ما زال أن يُذكر اسمه حتى تتردد على المسامع سطور من شعره المرتبط بوجدان ملايين القراء العرب، ممن عاشوا أزمات متلاحقة هزت كيانهم، والذي كان معروفًا بشاعر الحرية وظهر ذلك في "لا تصالح" و"أوراق الغرفة 8"، فما زال اسمه محفورًا في الأدب العربي، وتمكن خلال فترة قصيرة أن يترك إرثًا أدبيًا عظيمًا، كما قال شقيقه أنس دُنقل والذي أوضح أن الشاعر أمل دنقل عام 1962، حصل على جائزة أفضل شاعر شاب وهو في عمره الـ 22 في مهرجان الشعر الرابع بالإسكندرية، وقام حمدي عاشور محافظ الإسكندرية حينها، ويوسف السباعي بتسليمه جائزة أفضل شاعر.

الشاعر أمل دُنقل ابن قنا أثناء تسليمه جائزة أفضل شاعر

وقد استعادت "أهل مصر" في ذكرى وفاة أمير شعراء الرفض "أمل دنقل"، محطات الشاعر من قبل عائلته التي أعربت عن حزنها ورثائها لإهمال الدولة في إعطاء الشاعر أمل دنقل حقه حتى الآن، ذلك الشاعر الذي أحبه الجميع من قبل أعماله، وزيارة قبره ومنزله وديوانه.

قبر الشاعر أمل دنقل في قرية القلعة بقنا

ديوان عائلة الشاعر أمل دنقل في قرية القلعة بقنا

منزل الشاعر أمل دنقل في قرية القلعة بقنا

سبب تسمية الشاعر بـ "أمل دُنقل"

قال ممدوح دنقل ابن عم أمير شعراء الرفض، إن الشاعر أمل دنقل وُلد في 23 يوليو عام 1940م، في قرية القلعة مركز قفط، جنوب محافظة قنا، وفي فترة ميلاده نال والده الشيخ أبو القاسم على شهادة العالمية من الأزهر الشريف، وهي ما تعادل الدكتوراه في الوقت الحالي، ففرحة بشهادته وقدوم أول مولود له فقام بتسميته محمد، وأضاف له لقب أمل نظرًة من الوالد لمستقبل طفله أن يكون فيه الخير والأمل، فأصبح اسمه "محمد أمل أبو القاسم محارب دنقل" وشهرته "أمل دُنقل".

الشيخ أبو القاسم والد الشاعر أمل دنقل ابن قنا

الشاعر أمل دنقل في طفولته

سبب اتجاه أمل دُنقل للشعر

وأضاف ممدوح دنقل، أن سبب اتجاه أمل دنقل للشعر هو أنه تربى في أسرة مثقفة أدبيًا وفكريًا حيث كان والده يُلقي الشعر بالفصحى، وكان يمنعه دائمًا من اللعب مع أصدقائه ونصيحته للقراءة هي الأفضل، فكان يقضي معظم وقته رغم أنه طفل صغير في مكتبة والده، وأوضح ابن عمه أن أمل دُنقل كان شاعر مطبوع وغير متكلف كان ما يشعر به يكتبه شيء نابع من داخله.

صورة نادرة للشاعر أمل دنقل ابن قنا

_محطات في حياة "أمل دُنقل"

وأوضح الشاعر ممدوح أن أمل دُنقل تربى في مدرسة اليتم المبكر بعد وفاة والده عام 1950، وهو يبلغ من العمر 10 أعوام، فأصبح مسئولًا عن أسرته وهو ما زال طفلًا، وكان في حياة والده قد التحق بمدرسة القبة الابتدائية ثم الإعدادية، ثم حصل على الثانوية العامة في مدينة قنا، وبعدها رحل إلى القاهرة وفيها التحق بكلية الآداب، ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول فجأة، وعاد إلى قريته وعمل موظفًا بمحكمة قنا، ثم عمل في جمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفًا في منظمة التضامن الأفرو آسيوي، ثم انقطع عن عمله وسافر إلى القاهرة وهناك تفرغ لحياته الأدبية وبدأ ينشر أشعاره في الصحف والمجلات.

الشاعر أمل دنقل ابن قرية القلعة في قنا

_زواجه من الصحفية عبلة الرويني

قال ممدوح دُنقل أن أمير شعراء الرفض كان الزواج بالنسبة له لا يوجد في أجندة اهتماماته، ولكن إذا أراد الله شيئًا فأتمه، فقد تزوج من عبلة الرويني كانت صحفية بأخبار اليوم، بعد لقائها الأول به في مقهى أبوالريش في القاهرة أثناء جلوسه مع بعض الأدباء، وطلبت منه عمل لقاء صحفي معه وهنا كانت بداية تعارفهما وتزوجا بعد ذلك رغم أنه يوجد فارق سن كبير بينهما، كما وضح ابن عمه أن الشاعر لم يُنجب أطفالًا ولكن عائلته والعالم أجمع يرى دواوينه هي أطفاله التي سوف تبقى لأمد الدهر.

الشاعر أمل دنقل مع زوجته عبلة الرويني

الشاعر أمل دنقل ابن قنا مع زوجته الصحفية عبلة الرويني

أشهر ما لُقب به الشاعر أمل دُنقل

وتابع ابن عمه حديثه قائلًا: أمل دُنقل له ألقاب عديدة ولكن أشهرهم أمير شعراء الرفض، ولُقب به لأن شعره كان دائم الرفض للأوضاع التي أصابت مصر، وذلك ظهر أكثر بعد معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل، وكان أمل دُنقل أول من جهر بشعره لرفضه التام المعاهدة وذلك في قصيدته الشهيرة الخالدة «لا تصالح»، والتي صارت أشبه بمنشور شعري سياسي يتداوله الرافضون للصلح مع إسرائيل، ومازالت تُردد حتى اليوم في المدارس والمحافل.

كما لُقب أيضًا بآخر شعراء الجاهلية لأنه استوحى في شعره من التراث الجاهلي ما قبل الإسلام، وظهر ذلك في 'البكاء بين يدي "زرقاء اليمامة"، وغيرها من القصائد التي كان بها رموز من التراث الجاهلي.

_دواوين الشاعر أمل دُنقل

صدرت له ست دواوين شعرية هي :

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة عام 1969 ومن أهم قصائد هذا الديوان هي "كلمات سبارتاكوس الأخيرة، البكاء بين يدي زرقاء اليمامة، ظمأ ظمأ، الحزن لا يعرف القراءة، والعشاء الأخير، من مذكرات المتنبي في مصر"

وتعليق على ما حدث عام 1971 ومن أهم قصائد هذا الديوان "تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات، ورباب، والموت في الفراش، والهجرة إلى الداخل".

ولا وقت للبكاء، وحكاية المدينة الفضية، وثالث ديوان له مقتل القمر عام 1974 ومن أهم قصائده "مقتل القمر، وشيء يحترق، وأوتوجراف، والعينان الخضراوان".

وديوان العهد الآتي عام 1975، وديوان أقوال جديدة عن حرب بسوس عام 1983، ومن أشهر قصائد هذا الديوان القصيدة الشهيرة لا تصالح وهي الوصايا العشر، و أقوال اليمامة، ومراثي.

والديوان الأخير أوراق الغرفة "8" 1983 خلال فترة مرضه في المستشفى، ومن أشهر قصائده "الورقة الأخيرة الجنوبي"، وهي آخر قصيدة كتبها الشاعر والخيول، ومقابلة خاصة مع ابن نوح، وخطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين، وبكائية لصقر قريش"

أمل دُنقل وصداقته مع الأبنودي

كان الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي ابن محافظة قنا، الرفيق الأول لأمير شعراء الرفض أمل دُنقل، فكان رفيقه في الدراسة بثانوية قنا ورفيقه في العمل بمحكمة قنا، كانا متفقان ومتشابهان في مختلف مسارتهما، ولم ينقطع الأبنودي عن زيارة قبر صديقه أمل دنقل سوى بعد وفاته فكان دائما حريص على زيارة عائلة أمل دُنقل والسؤال عنهم، ولم ينقطع سوى بعد مرضه ثم رحيله عن عالمنا.

وفاة أمل دُنقل

رحل الشاعر العالمي أمل دُنقل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 21 مايو من عام 1983 بعد إصابته بمرض السرطان بعد زواجه بـ 9 أشهر والذي عانى وعانى منه لمدة 3 أعوام، وتتضح هذه المعاناة في مجموعته "أوراق الغرفة 8"، وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، فتُوفي الشاعر وأعماله ما زالت قائمة والتي من خلالها أحبه الجميع.

حزن عائلته لتجاهل الدولة للشاعر أمل دُنقل

قال العمدة عبدالناصر دنقل أنه لم يتم تكريم الشاعر أمل دُنقل في محافظة قنا، كما أن الدولة لم تطلق اسم الشاعر حتى الآن على إحدى شوارع محافظته تخليدًا لذكراه وأعماله الأدبية والشعرية، لذلك عائلة الشاعر أمل دنقل تشعر بالحزن وإرثاء لأن تجاهل المسئولين، على الرغم من أن أعماله ترجمت بمختلف لغات العالم إلا أنه لم يكرم طيلة حياته، ووسط كل ذلك التجاهل محبين الشاعر يأتون من مختلف الدول العربية والأوروبية لزيارة منزله وقبره في قرية القلعة.

وأوضح أبناء عم الشاعر أن التجاهل لم يكن في التكريم فقط بل منزله أيضًا الذي نشأ فيه الشاعر في طفولته والذي أصبح مهجورًا، بعد وعود الثقافة منذ سنوات طويلة بإعادة ترميمه وتحويله لمتحف لمخطوطاته الأدبية.

منزل الشاعر أمل دنقل المهجور في قنا

صور الشاعر أمل دنقل في ديوان العائله في قنا

كما قد أعلن قصر ثقافة قنا في بيان رسمي، عن إقامة أمسية أدبية في ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل عبر تقنية "الأون لاين" على مواقع التواصل الاجتماعي لفرع ثقافة قنا، تنفيذًا لتعليمات الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وأضاف البيان أن الأمسية سيشارك فيها عدد كبير من الأدباء والنقاد ومعاصرو الشاعر الراحل أمل دنقل، وستتناول الأمسية دراسة التعريف بالشاعر و أبرز خصائص إنتاجه الأدبي والبلاغي، والأحداث التاريخية والسياسية التي تناولها الشاعر في دواوينه.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً