تحدت إحدى الكنائس في ألمانيا إجراءات الحظر التي فرضتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا، حيث منعت الصلاة في المساجد وبعض الكنائس الرئيسية، لكن "كنيسة "مارتا" الإنجيلية التي تقع على بعد ميل من مسجد السلام الموجود في حي "نيوكولن" بالعاصمة الالمانية برلين، فتحت أبوابها أمام المسلمين لقيام شعائر الجمعة الأخيرة اليوم في رمضان، وبعد انتشار فيروس كورونا الذي حصد أرواح أكثر من ربع مليون شخص وأصاب 5 مليون على الأقل فرضت جميع الدول تلك القيود على المواطنين.
كنيسة "مارتا" تفتح أبوابها للمسلمين بسبب كورونا
تحت إحدى كنائس برلين بألمانيا أبوابها لمصلين مسلمين، من أجل إقامة صلاة الجمعة خلال شهر رمضان، بعد أن تعذّر عليهم إيجاد مكان في أحد المساجد القريبة، بسبب القيود التي فرضتها السلطات على التجمعات من أجل مكافحة انتشار فيروس كورونا، فالسلطات الألمانية فرضت حظراً على تجمعات الأشخاص في أماكن العبادة، خلال شهر مارس، للتخفيف من حدة انتشار الفيروس، قبل أن تسمح بها فيما بعد، لكن بحد أقصى 50 شخصاً في المرة الواحدة.ووفق تقرير لصحيفة النيوزويك، اليوم فإن مسجد دار السلام الواقع في حي نيوكولن بالعاصمة الألمانية، عادة ما يستضيف قرابة الألف شخص خلال صلوات الجمع العادية، لكن مع الإجراءات الجديدة لن يتمكن سوى جزء صغير من المصلين من حضور صلاة الجمعة في المسجد، قبل أن تتدخل كنيسة "مارتا" الإنجيلية التي تقع على بعد ميل تقريباً لتقديم المساعدة.
شعائر الجمعة داخل كنيسة مارتا الالمانية
وتقام صلاتا جمعة حالياً في الكنيسة، إحداهما بالألمانية وأخرى باللغة العربية، ويرتدي المصلون أقنعة واقية، محافظين على مسافة التباعد الجسدي بينهم أثناء الصلاة.
وقالت خوانيتا فيلامور، المتحدثة باسم مسجد السلام "إنها بادرة تضامن عظيمة، نحن في غاية الامتنان، إنها فرصة سانحة لتعزيز الحوار بين الأديان، ومن الرائع أن تقوم الكنيسة بتلك الخطة، مثل هذا الأمر مساعدة كبيرة لنا، لأن لدينا الآن خطبتي جمعة، واحدة في المسجد وأخرى في الكنيسة، ومن ثم يمكن الوصول إلى عدد أكبر من الناس،ولولا بادرة الكنيسة، لما تمكن كثير من الناس من حضور صلاة الجمعة، إنه أمر لطيف منهم حقاً، مؤكدة أن الحوار بين الأديان جيد جداً في نيوكولن، ولدينا علاقات حسنة جداً".
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة.. فيروس كورونا ينتشر في المطاعم والمكاتب بشكل أكبر
شهر رمضان وعلاقته بكنيسة مارتا
في نفس السياق، أشارت مونيكا ماتياس، وهي كاهنة في كنيسة مارتا، إلى السبب وراء تلك البادرة، قائلة لوكالة Deutsche Welle الألمانية: "نحن نرى أن شهر رمضان مناسبة قيمة للغاية، ونعتقد أن الصلاة والانفتاح على بعضنا وعلى الرب، كلها أمور تساعد على تعزيز المشاعر الإنسانية والسلام بيننا".
من جهته، أشاد إمام مسجد دار السلام، الشيخ محمد طه صبري، ببادرة "التضامن" التي أبدتها الكنيسة، وقال للقناة الألمانية: "إنها مبادرة عظيمة ونحن نشكرهم على ما قدموه لنا".
وحذر "صبري" من أن عديداً من المساجد تواجه خطر الإفلاس، بسبب إجراءات الإغلاق المفروضة لمكافحة فيروس كورونا، خاصة خلال شهر رمضان، الذي يعد مناسبة ذات أهمية كبيرة فيما يخص التبرعات، وتمر المساجد تمر بأزمة كبيرة، أعتقد أن بعض المساجد ستضطر إلى إعلان إفلاسها، خاصة تلك التي يتعين عليها دفع إيجار".
اقرأ أيضاً: الموجة الثانية لفيروس كورونا "أشرس".. خريطة العالم تتغير بسبب الوباء العالمي
وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز، فقد وصل عدد الحالات المصابة بفيروس "كوفيد 19" في ألمانيا إلى 178 ألف حالة، وأكثر من 8 آلاف حالة وفاة، حتى الخميس 21 مايو.
في وقت سابق من شهر مايو، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تخفيف القيود المفروضة في عموم الولايات الفيدرالية الـ16 في البلاد، ويتضمن ذلك إعادة فتح المتاجر والمدارس تدريجياً.