هل يحوز ترك تغسيل الميت بسبب كورونا ؟ كيف نخرج من هذا الحرج الشرعي ؟

 إنقاذ مسنة من الموت دفنها ابنها العاق ليتخلص منها
إنقاذ مسنة من الموت دفنها ابنها العاق ليتخلص منها

تتزايد حياة الوفاة بسبب كورونا، ويقع كثيرمن المسلمين في حرج بسبب ضرورة تغسيل الميت بسبب كورونا ، فهل يجوز دفن الميت بسبب كورونا بدون غسل الميت المتعارف عليه ؟ وكيف يغسل الميت بسبب كورونا ؟ وما هو الحكم الشرعي في مثل هذه الحالة ؟ حول هذه الأسئلة ذهب جمهور من الفقهاء للقول بأن الظروف التي تتعلق بتغسيل الميت المسلم بسبب كوورنا قد تختلف في ظروف غير طبيعية واستثنائية كلما ترتب على ممارسة الفعل ضرر أو أذى أو مفسدة أثبته أهل الاختصاص.

واستند جمهور الفقهاء في ذلك إلى قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (سورة البقرة: 286)، وقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [سورة الطلاق 7]، وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن: 16]، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" (صحيح البخاري باب الاقتداء، ح7288)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ"

وفي ضوء تأكيد الشريعة تحقيق المقاصد الضرورية، وهي هنا مقصد حماية أنفس القائمين بالفرض الكفائي، وهي حق للجماعة في الوقت نفسه، وتقديمها على غيرها من المقاصد الحاجية والتحسينية كالمقصد المتعلق بمصلحة تغسيل الميت وكفنه وتشييعه ونحو ذلك. وعليه فإن الفتوى التي يعمل بها في مثل هذه الحالات هى تغسيل الميت المصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بالتنسيق مع الجهات المعنية والمسؤولة عن الاحتراز والحماية من هذا الوباء، فإذا أمكن تغسيله بما لا ينقل العدوى فقد وجب غسله، وإن تعذر ذلك فيلجأ حينئذ للتيمم بدلا من الغسل، فإن تعذر التيمم أيضا تُرك غسله وسقطت المطالبة به شرعا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً