تاريخ صناعة الكولونيا المطهر الأول لفيروس كورونا.. ماء الملوك كانت بـ1400 دولار

تاريخ صناعة الكولونيا
تاريخ صناعة الكولونيا
كتب : سها صلاح

أصبحت الكولونيا شيئاً أساسياً في حقيبة كل أمرأة وجيب كل رجل الآن بعد تفشي فيروس كورونا لتوافر نسبة 70% كحول بها، والذي يساعد في مواجهة فيروس كورونا ويستخدم كمعقم لليدين والملابس أثناء الخروج في الشوارع للضرورة القصوى، ولم يأخذ ذلك المنتج حقه سوى مؤخراً حيث ضغت عليه العطور الأخرى، وشهد ركوداً كبيراً في بيعه خلال سنوات، ومع ظهور فيروس كورونا رسمياً في العالم في يناير الماضي منذ خروجه من بؤرة تفشي الفيروس في مدينة ووهان الصينية، عاد إلى الانتعاش مرة أخرى، ولكن كيف بدأت صناعة الكولونيا ولماذا؟

اقرأ أيضاً: "الكمامة" القطن الحل الأمثل لمواجهة فيروس كورونا.. خطوات تعقيمها في المنزل بطريقة سهلة

تاريخ أول زجاجة كولونيا

تم إنشاء الزجاجة الأولى من ماء كولونيا من قبل "جيوفاني ماريا فارينا"، المغتربة الإيطالية التي تعيش في مدينة كولونيا شرق ألمانيا،في 13 يوليو 1709،حيث افتتحت "فارينا" متجرًا للسلع الفاخرة وبيع العطر.

وكتبت "فارينا" في رسالة إلى شقيقها مؤرخة عام 1709: قائلة "اكتشفت رائحة تذكرني بصباح الربيع الإيطالي، ونرجس أزهار البرتقال بعد المط"، وعقب بيعها في متجرها أطلق عليها اسم كولونيا اقتضاء بالمدينة التي تعيش فيها.

على مدار القرون الثلاثة الماضية ، لم يكن سوى 30 شخصًا مطلعين على الوصفة السرية - بما في ذلك يوهان ماريا فارينا ، سليل العطار والمدير الإداري الحالي للشركة.

اقرأ أيضاً: بعد غلقها بسبب فيروس كورونا.. تعرف على تاريخ المطاعم منذ 600 عام

حيث تركت فارينا الوصفة السرية وكتبت في وصيتها: "من المهم أن تكون رائحة العطر الأصلي هي نفسها دائمًا،مثل الشمبانيا المصنوع من أنواع نبيذ مختلفة وله طعم أو رائحة معينة."

ويختلف ماء كولونيا عن ما يسمى ماء تواليت في أنه يحتوي على تركيز أصغر من الزيوت العطرية ، مما يمنح الحل رائحته.

وصية مخترع الكولونيا

عند ابتكار مزيج من الماء والكحول منخفض التركيز (5%)، بنسبة 70 إلى 90% مع مزيج الزيوت الأساسية من الحمضيات العطرية قرر العطار يوهان أن يطلق عليه أو دي كولونيا (FARINA EAU DE COLOGNE) تكريماً لوطنه الجديد كولونيا، رغم أنه في وصفه لرائحتها كان يذكره بصباح يوم ربيعي جميل في بلده إيطاليا.

تاريخ وصول الكولونيا مصر

كان "نابليون بونابرت" قائد الحملة الفرنسية على مصر يستخدم قارورة واحدة من السائل الثمين كل يوم تكلف القارورة أجر أسبوع للحرفي الرئيسي - أو أكثر من 1000 يورو (1400 دولار) من أموال اليوم - مما يجعل العطر في متناول الأغنياء فقط، ومن هنا دخلت مصر،لكن الثمن الباهظ لم يكن يعني دائمًا أرباحًا كبيرة للشركة.

كولونيا 4711

نجاح فكرة صناعة الكولونيا شجَّعت على التوسع في صناعة العطور، ففي عام 1972 ظهرت شركة "كولونيا 4711″، وهي شركة شهيرة مازالت تصنع الكولونيا حتى الآن -رغم بيع أسهم الشركة أكثر من مرة- أما بالنسبة لاسمها فيعود لأول مكان اخترعت فيه، وهو رقم المنزل الذي كان أول مقر للشركة (بالمناسبة ترقيم المنازل عادة فرنسية عرفها الألمان بعد الاحتلال الفرنسي)، وقد حققت نجاحاً كبيراً وأصبحت موزعاً معتمداً للكولونيا في 75 دولة حول العالم.

في عام 1994، باعت عائلة Muehlens شركتها إلى شركة Wella الألمانية، تم الحصول عليها بعد ذلك من قبل شركة بروكتر وجامبل في عام 2003 وعادت إلى أيدي الألمان في عام 2007، عندما تم شراء الشركة من قبل Maeurer und Wirtz ، والمعروفة بعلامتها التجارية للعطور Tabac Original.

يتم تسويقه في 75 دولة اليوم وهو يحظى بشعبية خاصة لدى الجيل الأكبر من الألمان، كما يُباع العطر جيدًا في اليابان ، حيث يقوم الرجال بتطهير شعرهم به.

يعود تاريخ المدينة إلى العصر الروماني، وتشتهر بكاتدرائية كولونيا التي يعود تاريخها لألف عام، وجامعة كولونيا التي تعد إحدى أكبر وأقدم جامعات أوروبا، ومطار كولونيا، وهو سابع أكبر مطار ألماني، كما تشتهر بمهرجانات سنوية مثل الشوكولاتة والتنكر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً