شهدت مدن أمريكية، اليوم حظر تجول فرضته السلطات في محاولة منها لوقف الاحتجاجات الرافضة لعنف الشرطة مع المواطن ذي البشرة السمراء، جورج فلويد، الذي تسبب في مقتله، وما رافق تلك الاحتجاجات من أعمال عنف، أجبرت السلطات على الاستعانة بالآلاف من عناصر الحرس الوطني، ويبدو أن المسؤولين ووسائل الإعلام الحكومية يستمتعون في مشاهد الاضطرابات الأمريكية ، ويقارنون الاحتجاجات هناك بحركة هونج كونج المؤيدة للديمقراطية.
اقرأ أيضاً: شاهد وحشية الشرطة الأمريكية فى القبض على المتظاهرين.. أين هيومن رايتس؟
شماتة صينية في أمريكا
نشرت هوا تشونيينج، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية على تويتر، عبارة "لا يمكنني التنفس" – كلمات فلويد الأخيرة قبل موته- وأرفقتها بلقطة شاشة لانتقاد نظيرتها الأمريكية لحملة الصين القمعية على هونج كونج، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
تناولت أيضاً وسائل الإعلام الرسمية مشاهد الاضطرابات التي تشهدها الولايات المتحدة، وكتب "هو شي جين"، رئيس تحرير صحيفة Global Times الوطنية : "وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ذات مرة الاحتجاجات العنيفة في هونج كونج بأنها مشهد جميل يمتع النظر، بإمكان الساسة الأمريكيين الآن الاستمتاع بهذا المشهد الجميل من نوافذهم".
تعليقات الصين على مقتل رجل أسود في امريكا
اتهم "هو جين" وجريدته الولايات المتحدة بالنفاق في سلسلة من التغريدات والمقالات الافتتاحية خلال مطلع هذا الأسبوع، إذ قال هو: "سيدي الرئيس، لا تختبئ وراء الاستخبارات السرية،اذهب وتحدث مع المتظاهرين بجدية، وتفاوض معهم، مثلما دعوت بكين إلى التحدث مع مثيري الشغب في هونج كونج".
أضاف في تغريدة أخرى أن الاحتجاجات في كلا البلدين انتهكت القانون وأفسدت النظام ونشرت الدمار، إلا أن الولايات المتحدة رأت أن احتجاجات هونج كونج مبررة، لكنها اعتبرت مثيلتها في الولايات المتحدة باطلة.
تعليقات الصين على مقتل رجل أسود في امريكا
كذلك نشر حساب تويتر الخاص بصحيفة Global Times مقاطع من الاحتجاجات الأمريكية، تصور إحداها سيارة شرطة وهي تندفع نحو المتظاهرين في مدينة نيويورك، وأرفقه بتعليق جاء فيه: "جنود حفظ سلام أم قتلة عشوائيون؟".
اقرأ أيضاً: مواجهات عنيفة بين محتجين والشرطة الأمريكية خلال تظاهرة في مينيسوتا (فيديو)
لماذا حدثت الاحتجاجات في أمريكا؟
يُشار إلى أن الاحتجاجات المُندلعة في أمريكا منذ مطلع الأسبوع الماضي جاءت بعد وفاة فلويد بسبب طريقة اعتقاله العنيفة من الشرطة، وتصاعدت الاحتجاجات بعد رد الشرطة بالغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وغيرها من المقذوفات، واستخدامها السيارات في بعض الحالات لصد المتظاهرين.كما شهدت بعض المدن أعمال حرق ونهب، وواجهت الشرطة انتقادات في كافة أنحاء البلاد لاستخدامها القوة المفرطة، ومطالب بإيقاف طرق الاعتقال التعسفي للأمريكيين أصحاب البشرة السوداء.
اقرأ أيضاً: أيام أمريكا السوداء .. شرطي أبيض يقتل زنجي خنقا يشغل مظاهرات في مينيسوتا الامريكية
يأتي فرض حظر التجول بعد مواجهات عنيفة اندلعت بين الشرطة والمحتجين لليلة السادسة على التوالي في عدد من الولايات، وتخللها سقوط جرحى من بين الطرفين، كما عمدت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين أمام البيت الأبيض حيث مقر ترامب.
اقرأ أيضاً: إطلاق النار على امرأتين لاختراقهما نقطتي تفتيش قرب منتجع ترامب
رئيس بلدية واشنطن، موريل باوزر، أعلن فرض حظر تجول في العاصمة، "يبدأ من الساعة 23:00 من يوم الأحد حتى الساعة 06:00 من الإثنين"، مضيفاً أنه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة، كما فرضت السلطات حظراً للتجول في مدن أمريكية كبرى، من بينها لوس أنجلوس وهيوستن، وقال موقع Vox الأمريكي إن 39 مدينة ومُقاطعة في 21 ولاية فُرض فيها حظر التجول، مشيراً في ذات الوقت إلى تحذيرات خبراء في علم الجريمة إلى أن حظر التجول قد يأتي بنتائج عكسية.
لماذا تم اللجوء للحرس الوطني؟
بالموازاة مع قرارات حظر التجول لجأت السلطات إلى نشر آلاف الجنود من الحرس الوطني في 15 ولاية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، وفقاً لما ذكره تقرير لشبكة فوكس نيوز الأمريكية.
جاء هذا القرار بعد توصل حكام ولايات أمريكية إلى أنه من الضروري تفعيل آلية مساعدة الحرس الوطني، وذلك بعدما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب عنيفة، ويُضاف إلى الـ5000 جندي من الحرس الوطني، 2000 جندي آخرون مستعدون للانتشار في كاليفورنيا، وجورجيا، وإنديانا.
لا يتوقف الأمر على نشر الـ5000 جندي من الحرس الوطني فقط، بل يستعد 2000 جندي آخرين على أهبة الاستعداد للانتشار في كاليفورنيا وجورجيا وإنديانا وكنتاكي ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوهايو وبنسلفانيا وساوث داكوا وتينيسي وتكساس ويوتا وواشنطن وويسكونسن ومنطقة كولمبيا.
يعد الحرس الوطني قوة عسكرية احتياطية تنقسم إلى جزأين: أحدهما يتبع القوات البرية والآخر القوات الجوية. ويمارس أفرادها مهامّ ووظائف مدنية ولكنْ لهم دور هام في مكافحة التظاهرات والاحتجاجات العنيفة، وكانت بداية تشكيلها على شكل ميليشيات على مستوى المستعمرات في 1607، ولكنها تطورت لشكلها الحالي في 1903، وأصبحت قوة فيدرالية في 1933.
عنف الشرطة في أمريكا
كان مقطع الفيديو الذي صَور طريقة اعتقال فلويد قد أثار صدمة في أمريكا وكان الشرارة لاشتعال ولايات أمريكية بالاحتجاجات، وظهر فيه الشرطي ديريك شوفين وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه.
مقتل رجل أسود في أمريكا
إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته.
يواجه شوفين، الذي تم اعتقاله، تهمة قتل من الدرجة الثالثة، بينما تقول عائلة فلويد إن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات قاسية بحقِّ الشرطي.