عقب إزالة ساعة ميدان الشون، وإعادة تنظيم حارات الطريق، شهد الشارع المحلاوي حالة من السخط والغضب، وذلك بعد هدم آخر معالم ميدان الثورات، ذلك البرج الموضوع بوسط الميدان، على غرار ساعة البيج بن، والتي كان من أهم البصمات المميزة لمدينة المحلة الكبرى، منذ الستينات، حيث كانت تدور المدينة بالكامل في فلكه، حتى أن إدارة المرور وضعت كشك بجواره لمتابعة سير المدينة، وشكل محور مروري رئيسي في وقت من الأوقات.
ميدان الثورات
ويقول "سامى أبو دشيش": فوجئنا بعمال ومعدات حي ثان المحلة الكبرى، يهدمون برج الساعة، وقت الحظر ليلاً، على الرغم من أن ترميمه والذي تكلف أكثر من مليون جنيه، منذ أقل من عام، إلا أنهم هدموا بحجة إعاقة الحركة المرورية، وضمن الإجراءات الاحترازية، إلا أننا لا نفهم ما دخل برج ساعة الشون بكورونا.
ميدان الثورات
وأضاف "أبو دشيش"، بهدم برج الساعة طمست آخر معالم ميدان الثورات، والتي خرج فيها الآلاف المحلاوية، للتنديد بالظلم تارة، وطلب حقوقهم تارة، وللتعبير عن رأيهم تارة أخرى، ليتحول من نقطة تحول في تاريخ شعب، لمجرد شارع لمرور السيارات.
ميدان الثورات
طمس معالم ميدان الثورات وهدم ذكريات الطفولة
وفى ذات السياق، تقول "رحمه خيري" إحدى سكان مدينة المحلة الكبرى، ميدان الشون من أقدم وأعرق ميادين الغربية، بل وأكبرها، حيث مر عليه عدد من التطورات والنكبات خلال الفترة الأخيرة، وأنفق على تجميلة ملايين الجنيهات، فلذلك الميدان مكانة خاصة بقلوب جيل التسعينات، حيث شكل طفولتنا، مثل العيد بالنسبة لنا كأطفال، فاعتاد أهالينا اصطحبنا للتنزه بجوار ساعة الشون والنافورة الحجرية، التي أزيلت هي الأخرى، لتبدأ معالم ميدان الطفولة في الاختفاء.
ميدان الثورات
وأضافت "خيري"، بعد إزالة النافورة وترميم الساعة، بدأت الدولة في بناء كوبري الفريق رضا حافظ، والذي أكل معظم الميدان، وهدم البرج مرة أخرى، حتى تبرع عدد من رجال الأعمال بالمدينة العمالية بتجميل الميادين الرئيسة ومنها ميدان الشون، وبنيت الساعة مرة أخرى، بتكلفة تخطت المليون جنيه، إلا أنها هدمت، لتنتهي أسطورة ميدان الثورات، بعدما كان مكان للتنزه، وسينما مفتوحة بشاشات عرض للأهالي، ومتنزه للأطفال.
وعلى الجانب الأخر كان الدكتور طارق راشد رحمي، أعطى تعليماته إلى الدكتور أحمد عطا نائب محافظ الإقليم، بالتنسيق مع اللواء حاتم زين العابدين، رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، لتنفيذ التدابير والإجراءات الاحترازية للوقاية من أخطار تفشي عدوى وباء"كورونا"، وحظر كافة التكدسات ومنع التزاحم.
وأشار رئيس المدينة العمالية، أنه تم إزالة وهدم المبنى بالكامل من أسفل كوبري الفريق "رضا حافظ "، من خلال الدفع بعدد من اللودرات والجرارات وسيارات نقل للتخلص من من بقايا الهدم لتأمين أرواح وحياة المواطنين.
كما كشف رئيس المدينة، أنه تم التنسيق مع قيادات حي أول و ثان المحلة، ورئيس غرفة عمليات مباحث المرور لتنفيذ أعمال الرصف الجارية بطول شارع البحر مرورًا بميدان الشون ومنطقة سكة طنطا، فيما شدد في تعليماته على الانتهاء من أعمال الرصف بطول شارع نعمان الأعصر بين ميداني "الزراعة – الشون".