تخلت عن حلمها بالالتحاق بكلية الطب للعمل في المشغولات اليدوية.. حكاية "هناء" صانعة الأمل في البحيرة

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات
طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

اعتادت دائمًا أن تنظر إلي نصف الكوب الممتلئ بالمياه، وتعيش حياتها لتطبق المثال الشهير "تصنع من الفسيخ شربات"، فتاة لا تعرف كلمة المستحيل كلما ضاقت عليها الدنيا، وجعلت من هذا الضيق ممر لحياة جديدة مليئة بالأمل، ولا تستطيع ظروف الحياة أن تصنع منها غير إنسانة ناجحة، حتي اشتهرت بين جيرانها ومعارفها وزبائها بـ"صاحبة الأمل".

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

مي بسيوني محمد إبراهيم، فتاة تبلغ من العمل ٣٥ سنة، مقيمة في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، لم تستطيع أن تستكمل دراستها لصعوبة المعيشة بعد وفاة والدها، وترك لها ٣ أشقاء هي أكبرهم، دون معاش أودخل ثابت، لأنه كان من العمالة اليومية، وكان أمامها خيار واحد فقط، وهو أن تتخلي عن حلمها بالالتحاق بكلية الطب، وتعمل باليومية في محلات الملابس الجاهزة والمطاعم، لكي تستطيع أن توفر احتياجات المنزل، وظلت تعمل في مهن مختلفة حتى استقرت علي صنع المشغولات اليدوية من مخالفات الورق والكراتين، ورغم أنها تلقت نقد من الجميع في البداية، ولكنها ظلت تعمل حتي استطاعت أن تحقق هدفها، وأصبحت الآن تملك مصنع منزلي بسيط تصنع منه منتجات من المخالفات وتسوقها خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

تروي هناء تفاصيل قصة نجاحها وتحديتها لصعوبات الحياة بكل أمل في الوصول لغد أفضل قائلة: "والدي توفي وأنا في المرحلة الإعدادية، كنت من أوائل الطلاب في المدرسة، ولكن لظروف المعيشة لم أكمل الدراسة، وذهبت للبحث عن العمل منذ الصغر، عملت في مجلات كتير منها المرهق، ومنها الخطر كوني طفلة لا يتعدي عمرها ١٨ عامًا، وظلت الحياة كما هي تتنقل من مهنة إلى مهنة حتي بدأت في جمع الكراتين من المحلات لبيعها مرة أخري لتجار، وبعد سنة من تجارة الكراتين، وبدأت في استخدامها في المشغولات اليدوية في البداية تلقيت انتقادات كثيرة، ولكن استمرت في التعليم وصنع أدوات ومشغولات مفيدة لربات المنازل سواء ديكورات أومتطلبات تحتاجها في المطبخ".

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

وتابعت: "في البداية كل منتجاتي لم تتلقى إقبال من ربات المنازل، حتي بدأت في التسويق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الذهاب إلي القري وعرض المنتجات على السيدات في الأسواق، بعد مرور سنتين بدأت في الحصول على طلبات بمنتجات متعددة تستخدم في التزين، وفي الديكورات وفي المطابخ، وبدأت في تطور المنتجات الورقية إلي استخدام التطريز، وبفضل الله نجحت في تسويق المنتجات والمبيعات زادت الأضعاف وبدأت في تعليم الجيران والعمل من داخل المنزل والتسويق الإلكتروني".

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

واستكملت: "مقدرتش أحقق حلمي والتحق بكلية الطب ولكن فصل ربنا كبير، وحقق حلمي في شقيقي، والتحق بكلية الطب، ربنا قدرني علي مصاريف الثانوية العامة، كتير كنت أنام بدون أكل فقط لكي استطيع توفير احتياجات إخواتي، والآن كرمني الله بمحل بسيط لعرض المنتجات اليدوية بالإضافة إلى التسويق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

طرق جديدة للمشغولات اليدوية للسيدات

واختممت هناء: "مفيش مستحيل ربنا يساعد كل إنسان يسعى ويجتهد، بعد معاناة أكثر من ١٥ سنة قدرت أكمل مسيرة والدي في تربية اخواتي، بالإضافة إلى تحقق جزء من أحلامي"، وناشدت كل فتاة بعدم اليأس والسعي وراء تحقيق أحلامهم ولا تستسلم أمام صعوبات الحياة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟