ميدالية.. قد تنقذ لاعبة "سيلفي الأولمبياد" من الإعدام بكوريا الشمالية

انتشرت تلك الصورة مثل النار في الهشيم.. تداولها الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كأحد مميزات الرياضة التي يمكنها هزيمة الواقع السياسي والصراعات العسكرية بين الدول، دون أن يدركوا بأن صاحبة الصورة قد ينتظرها مصير مظلم.

كوريا الشمالية، اعتبرت التساؤل حول معاقبة لاعبتها في الأولمبياد هونغ أون – جونغ، ستواجه أي عقوبة بأنه "دعايا سخيفة ضد كوريا الشمالية الشعبية" ، وقالت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إن الحديث عن إرسال هونج أون – جونغ إلى معسكر عمل بسبب صورة السيلفي هراء وأمر مهين للغاية، فـ"كوريا الشمالية لا تعتبر الشعب الكوري الجنوبي عدوًا لها".

في تصريح لـ BBC، قال مايكل مادين محلل شؤون كوريا الشمالية والمشجع الرياضي، إنه يستبعد معاقبة اللاعبية الكورية في أولمبياد ريو 2016، مضيفًا أن كوريا الشمالية تواصل "الدبلوماسية الرياضية" باعتبارها سياسة وطنية منذ ثمانينيات القرن الماضي. فهي إحدى وسائل هذا البلد، الذي يعاني العزلة، في التفاعل مع العالم الخارجي والاستفادة من التواصل الثقافي.

وفي الواقع، واصلت كوريا الشمالية محاولة استغلال الأولمبياد دبلوماسيا لدرجة أنها اقترحت على كوريا الجنوبية التمثيل بوفد مشترك في أولمبياد 2000 و2004 و2008 رغم أن ذلك لم يتحقق أبدا.

وأضاف "مادين" أن الرياضيين الناجحين يتلقون استقبالا عظيمًا لدى عودتهم للوطن، ويذاع خبر وصولهم في كل وسائل الإعلام، وتمنحهم الحكومة الكورية الألقاب، ففي عام 2013، نقل الرياضيون "المستحقون" وأسرهم وسط مراسم إلى منازل متميزة، وقالت وسائل الإعلام: "إن كل الرياضيين في البلاد سيسعون لتحقيق المزيد من النجاح في المحافل الدولية يلهمهم حب ورعاية حزب العمال الكوري، وأنتجت أفلام وثائقية وحتى درامية حول الرياضيين الناجحين.

ولكن بعد أن أمنت اللاعبة الكورية العقاب عن صورة الـ"سيلفي" مع لاعبة كوريا الجنوبية، فإن هذا لا يعفيها من إمكانية العقاب في كوريا بشكل تام، فهناك حالة أخرى يمكن للسلطة محاكمتها بها، إن فشلت في تحقيق الفوز في مسابقات الأولمبياد.

الأمر لم يكن بعيدًا، ففي عام 2010 فشل الفريق الكوري الشمالي في الفوز بكأس العالم، وحينها بثت وسائل الإعلام تقارير غير مؤكدة أن الفريق سيرسل إلى معسكر عمل.

وبحسب تقارير BBC، فإن ما حدث بالفعل يكشف كيف تعامل كوريا الشمالية الرياضيين الذين يفشلون في الفوز أو تقديم أداء جيد، فالرياضيون في كوريا الشمالية إما أعضاء في حزب العمال أو مازالوا في فترة الخدمة الإلزامية في الجيش، وبالتالي فإنهم عرضة لإجراءات تأديبية من قبل الحزب أو الجيش.

وربما نتذكر ما حدث مع فريق كرة القدم الذي شارك في كأس العالم عام 2010، حيث عقدت جلسات نقد كجزء من حياة الحزب، فخلال الجلسة تنتقد مجموعة صغيرة من الحزب أداء الفرد، وفي النهاية يوجه الفرد الذي تعرض للنقد نقدا ذاتيًا مقررًا أنه سيعمل بشكل أفضل في المستقبل.

وأحضر فريق كرة القدم من رياضيين ومدربين ومسؤولين لاجتماع تعرضوا فيه لانتقادات شديدة لفشلهم في الفوز، وبعدها أرسل المدرب، مثل أي مسؤول كبير في الحزب، للقيام بأعمال البناء لعدة أشهر قبل عودته لمركز أقل في الاتحاد الكوري الشمالي لكرة القدم.

وقد تمت معاملة المدرب والفريق مثل أي مجموعة من مسؤولي الحزب تفشل في الأداء، ورغم أن هذه الإجراءات صعبة، ولكنها أفضل من السجن أو الإعدام.

إلا أن هناك آراءً أخرى ترى أن ما حدث لفريق كرة القدم يمثل قضية منعزلة، فالواقع أن أسوأ شيئ يحدث للرياضيين الذين يفشلون في الفوز أو تحقيق أداء جيد هو تجاهل وسائل الإعلام في كوريا الشمالية لهم.

يذكر أن وسائل الإعلام، تداولت تقارير عن إمكانية أن يتم معاقبة اللاعبة الكورية الشمالية، بالإعدام أو إرسالها إلى موقع عمل، بعدما التقطت صورة تذكارية مع لاعبة كوريا الجنوبية، في مسابقات الأولمبياد بريو دي جانيرو، على خلفية الخلافات السياسية بين الكوريتين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً