"المرض أهون من الجوع.. لقمة العيش لا تعرف الخوف من الأوبئة".. ذلك لسان حال الباعة الجائلين المتناثرين علي الطرقات في ظل أزمة كورونا، مع محاولات الالتزام بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، حيث يقفون مرتدين الكمامات مؤمنين بمقولة "الحارس الله"، سعيا منهم وراء لقمة العيش وسط أزمة فيروس كورونا المستجد.
دقت ساعات الصباح، واستعد الباعة إلى الرحيل لجلب بضعة جنيهات لسد جوع أطفالهم، حاملين الحقائب المصنوعة من الخوص والبلاستيك والأواني الألمونيوم، جالسين علي جنبات الطرقات، تتعالي أصواتهم منذ الذهاب وحتي الإياب لكي يلتفت إليهم المارة لشراء ما لديهم دون خوف من مرض قد ينهي حياتهم في الحال، ليتحكم بهم هاجس الخوف من الجوع أقوي من المرض.
الباعة في أسواق المنيا: نموت من المرض ولا نموت من الجوع
«قطع الجبن، الخضر، الفاكهة»، ممتلكات الباعة في ظل أزمة كورونا، يحملون ما تمكنوا من شرائه من قبل التجار استعداد للدخول في مزاد الصرخات المتعالية بسوق الحبشي بمدينة المنيا الذي مازال يستمر في حركة البيع رغم انتشار فيروس كورونا بالمحافظة لأكثر من شهرين.
تقول "سنية عوض"، أحد الباعة الجائلين بالمنيا: "أنني أتي إلي سوق الحبشي بشكل مستمر لبيع الجبن، وهناك العديد من الأهالي ينتظرونني لشراء الجبن، وسمعت عن مرض يتسبب في وفاة المواطنين ويجب علي الجميع البقاء في المنزل لكنني من أين أقوم بتوفير لقمة العيش والأفضل لي أن أموت من المرض وليس من الجوع، وإن مت من المرض سوف أجد من يتبرع بدفني لكنني لا يمكنني الموت من الجوع".
الباعة في أسواق المنيا: نموت من المرض ولا نموت من الجوع
من جانبه يقول" محمد طواب":" أخرج كل يوم لبيع عدد قليل من الخضروات بالسوق وأعلم ما يتردد عن الوباء المنتشر لكنني مجبر علي الخروج للبيع وتوفير لقمة العيش لأسرتي فجميع أبنائي صغار ولا يمكن لهم الخروج للعمل بالسوق، لافتا إلي أنني حاولت ارتداء الكمامة لكنني لم اتمكن من شراء كمامة جديدة فالأفضل شراء عشاء لأبنائي أفضل بكثير من شراء كمامة أخري لي".
واخذت محافظة المنيا عدد من الإجراءات الإحترازيه علي مدار الفترة الماضية، ولجأت محافظة المنيا في إتخاذ العديد من القرارات الحاسمة لحماية المواطنين ومنع إنتقال العدوي من وإلي المصابين وذويهم والمحيطين بهم، تصدرتها قرارات من قبل اللواء أسامه القاضي، محافظ الإقليم.
الباعة في أسواق المنيا: نموت من المرض ولا نموت من الجوع
وقرر اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، حظر إقامة أي أسواق او تجمعات لإقامة افراح او احتفالات او مناسبات او سرادق عزاء او اجتماعات او ندوات سواء أقيمت داخل قاعة احتفالات عامة او خاصة او بالشوارع على مستوي الوحدات المحلية لمراكز ومدن وقري المحافظة لحين صدور أي تعليمات اخري، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المحافظة، لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
الباعة في أسواق المنيا: نموت من المرض ولا نموت من الجوع
يأتي ذلك وفقا للكتاب الدوري الصادر عن وزير التنمية المحلية، بشأن متابعة الإجراءات المتخذة للحد انتشار فيروس كورونا المستجد، ولك حفاظا على سلامة وصحة المواطنين، وشدد المحافظ، على تكاتف جميع الأجهزة التنفيذية والجهات الرقابية لإحكام الرقابة على المخالفين مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية مع المخالفين لتلك القرارات، وذلك لضمان تطبيق الإجراءات التي اتخذتها المحافظة كإجراء احترازي ووقائي لمجابهة فيروس كورونا المستجد، وناشد المحافظ، جميع المواطنين بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، والتي أعلنت عنها الحكومة سواء ممثلة في مركز معلومات مجلس الوزراء ووزارة الصحة المصرية أو منظمة الصحة العالمية.
الباعة في أسواق المنيا: نموت من المرض ولا نموت من الجوع
الباعة في أسواق المنيا: نموت من المرض ولا نموت من الجوع
الباعة في أسواق المنيا: نموت من المرض ولا نموت من الجوع