اعلان

معارضة غير متوقعة.. مستوطنون يهود يقفون حجر عثرة أمام خطط نتنياهو لضم أجزاء من الضفة: لن نقبل بدولة فلسطينية (صور)

نتنياهو
نتنياهو

يواجه مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم جزء كبير من الضفة الغربية في الأول من يوليو المقبل معارضة شرسة من مجموعة غير متوقعة، وهم مستوطنون يهود يعيشون في الأراضي المحتلة، وذلك خشية أن يعقب تنفيذ تلك المخططات إقامة دولة فلسطينية على أجزاء من الضفة الغربية.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن قادة المستوطنين أنفسهم الذين من المفترض أن يستفيدوا من الضم- والذين دعموا نتنياهو منذ فترة طويلة- يقولون إنهم يخشون أن يصاحب ذلك تنازلات للفلسطينيين، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية في جزء من الضفة الغربية.

وتواجه خطة نتنياهو عقبات داخلية وخارجية كثيرة، مما يجعل من غير الواضح ما إذا كان سيتمكن من بدء عملية توسيع السيادة الإسرائيلية إلى ما يصل إلى 30 في المائة من الضفة الغربية، بما في ذلك المستوطنات. لم يتم الإعلان عن أي اقتراح رسمي للضم، كما ورد أن لجنة رسم الخرائط من المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين لم تكمل عملها بعد.

منظر من داخل منزل بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، مستوطنة عتنائيل (واشنطن بوست)

وقد تمت إدانة خطط الضم على نطاق واسع، حيث حذر الأردن من أن ذلك سيعني إنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل، ووصف الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة بأنها غير مقبولة، وأعلن الفلسطينيون أنهم سيعلقون جميع الاتفاقات السابقة مع إسرائيل. وحذر محللون أمنيون إسرائيليون من أن الخطوة قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، مما يجبر إسرائيل على استئناف السيطرة المدنية على ما يقرب من 3 ملايين مدني فلسطيني، وربما تؤدي تلك الخطوة أيضا إلى العنف.

لكن موقف المستوطنين الإسرائيليين ربما كان الأكثر إثارة للدهشة؛ حيث قال رئيس المجلس الإقليمي في الجزء الجنوبي من الضفة الغربية يوشاي دامري: "نعتقد أن فرصة تطبيق السيادة على المستوطنات وجعلها في النهاية جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل هي فرصة كبيرة وهبة كبيرة". لكنه يصر على أن الضم لا ينبغي أن يأتي بثمن الدولة الفلسطينية.

مستوطنة عتنائيل في الضفة الغربية

ورافق بعض قادة المستوطنين نتنياهو إلى واشنطن في يناير الماضي للكشف عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والتي نصت على تمديد السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. لقد احتفلوا بترامب كواحد من أعظم حلفاء إسرائيل وأشادوا بالخطة على أنها الأكثر تأييدًا لإسرائيل على الإطلاق.

الآن يخشون من أن إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لهم من أجل تنفيذ خطط الضم سيتوقف على تنفيذ أجزاء أخرى من خطة ترامب، وبشكل رئيسي إنشاء دولة فلسطينية على 70 بالمائة المتبقية من أراضي الضفة الغربية.

ويشير "دامري" وآخرون من الذين يعارضون ضم المستوطنات في هذا الوقت، إلى مقابلات إعلامية الشهر الماضي مع السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي قال إن الضم يجب أن يكون مشروطًا بمفاوضات حسنة النية مع الفلسطينيين لمدة أربع سنوات.

"يوشاي دامري" داخل منزله في مستوطنة عتنائيل بالضفة

دامري، 55 عاما، يعيش في مستوطنة عتنائيل، التي تقع على قمة تل تبعد 30 ميلاً عن القدس. مجتمعه محاط بالمدن والقرى على مشارف الخليل، وهي المدينة الفلسطينية الأكثر اكتظاظا بالسكان.

قال دامري: "إذا تُركنا هنا بهذه الطريقة، فسوف نكون في بحر دولة فلسطينية، دولة معادية". "هذه ليست كندا. كلنا نعلم أن هناك عرب يريدون قتلنا. سيفعلون كل ما بوسعهم لإيذائنا وإجبارنا على مغادرة هذه الأرض".

دامري عضو في مجلس يشع، وهي هيئة تمثل المجالس المحلية والإقليمية الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة. وفي تصويت حديث، قالت أغلبية طفيفة إنها تدعم خطة ترامب لكنها ترفض البنود التي من شأنها تجميد البناء في مجتمعاتهم حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين ويرفضون أي اقتراح لدولة فلسطينية في المستقبل.

برج مراقبة تابع للجيش الإسرائيلي في مستوطنة عتنائيل بالضفة الغربية

وفي اجتماع مع أعضاء المجلس الأسبوع الماضي، حاول نتنياهو تبديد بعض المخاوف وإقناعهم بما قال إنها فرصة تاريخية. وافق بعض أعضاء المجلس، الذين يمثلون مجتمعات أقل عزلة جغرافيًا، على نهج نتنياهو، لكن البعض الآخر لم يقتنعوا به.

وفي مقابلة مع صحيفة صحيفة "هآرتس" اليومية الإسرائيلية عقب ذلك الاجتماع، قال رئيس المجلس، ديفيد الحياني، إن ترامب وجاريد كوشنر، المهندس الرئيسي لخطة ترامب، "أثبتا أنهما ليسا أصدقاء لدولة إسرائيل". وفي مقابلة أخرى وصف الحياني الخطة بأنها تهديد استراتيجي.

دفعت تصريحات "الحياني" وتصريحات قادة المستوطنين الآخرين نتنياهو إلى إصدار بيان وصف ترامب بأنه "صديق عظيم لإسرائيل". ويوم الأحد الماضي، التقى مرة أخرى بقادة المستوطنين، باستثناء أولئك الذين لا يتفقون معه.

في غضون ذلك، احتج الآلاف من اليهود والعرب الإسرائيليين، السبت الماضي،على خطط الضم محذرين من أن ذلك سيقوض كل احتمالات السلام في المستقبل. وأيضا داخل البرلمان الإسرائيلي وحتى داخل الائتلاف الحاكم لنتنياهو، هناك تساؤلات حول ما إذا كان بإمكانه الحصول على الدعم اللازم لتمرير قانون الضم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً