التواضع والتكبر كلمتان مختلفتان ، واحدة ترجع إلى الأخلاق والقيم والأصل الكريم والثانية ترجع إلى النقص والشعور بالعظمة مع أن العظمة لله وحده " من تواضع لله رفعه" . فالتواضع من أهم الأخلاق التى أمرنا بها المولى - عزوجل- أما التكبر فقد حذرنا منه الله جلٌ فى علاه فى العديد من الآيات القرآنية " ولاتمش فى الأرض مرحا إنّ الله لا يحب كل مختال فخور " سورة لقمان .من محاسن التواضع أنه ينشر المحبة بين الناس ويمنح صاحبه الهيبة والوقار لأن الله جعل للمتواضع مكانة عالية ، بشرط أن يكون التواضع غير مشوب بالاستعراض والتكلف . أما الإنسان المتكبر يساهم في نشر البغضاء والكراهية فى القلوب ويخلق فجوة فى المجتمع تزيد من الحقد بسبب غروره واستعلائه . فالله- سبحانه وتعال- حينما خلق الناس ساوى بينهم ولم ينظر إلى صورهم وألوانهم ومناصبهم وجنسهم وأنسابهم وإنما نظر إلى قلوبهم ، فمقياس التوازن بين البشر هو التقوى والخوف من الله والعمل الصالح ومادون ذلك لاينبغى أن يفخر أحد . يقول المصطفى - صل الله عليه وسلم- "لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر " فما بالك إذا كان هذا التكبر ليس ذرة بل الكثير والكثير من الكبر والاستعلاء . المتواضع ثقته بنفسه عالية لأنه لايشعر بنقص وتلذذ بكبريائه . أما المتكبر يتلذذ بتكبره ويشعر بأنه أعظم البشر مع أن العظمة لله وحده وأخيرا أهمس فى إذن أى متكبر بعلمه أو ماله أو أولاده أو منصبه أو قوته . وأقول في كل يوم لــنا ميـت نشـــيعه ... نــرى بمصــرعه آثــــار موتــانا
يا نفس ما لي وللأموال أتــركها ... خلفي وأخرج من دنياي عريانا لن تبقى إلا الذكرى الطيبة ، فالذكرى للإنسان عمر ثانٍ.