"كم من يتيم فقد من يعوله.. ماذا قال قاضي "محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية" قبل الإعدام والمؤبد؟

ماذا قال قاضي "محاولة اغتيال اللواء النمر" قبل الإعدام والمؤبد؟
ماذا قال قاضي "محاولة اغتيال اللواء النمر" قبل الإعدام والمؤبد؟

قبيل نطقه بالحكم بالإعدام والسجن المؤبد للمتهمين في قضية محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر، استهل رئيس المحكمة المستشار محكمة شيرين فهمي، كلمته بتلاوة الآية القرآنية « إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب عظيم »، ونوه القاضي بأن المتهمين ارتكبوا جرائم يعاقب عليها صحيح القانون، جرائم ما كان لهم أن يرتكبوها في حق أوطانهم.

ولفت القاضي إلى ورود رأى مفتي الجمهورية، الذي تضمن أنه ثبت لدار الافتاء من واقع الأوراق أن الجُرم الذي ارتكبه المتهمون التاسع والعاشر والحادى عشر، يجعلهم مفسدين في الأرض.

وأشار رئيس المحكمة خلال كلمته إلى العقيدة الخاطئة التي يتبناها جميع المتهمين، والتنظيم الإرهابي الذي يتبعونه، قائلاً " موازينهم مختلة يرون الإفساد إصلاحا، يتأرجحون مع أوائهم، والمصلحة هى الحاكم لسلوكهم يفضلون مصالحهم الشخصية على مصالح مجتمعهم، كم من دماء سُفكت؟، كم من أب عاش حياة الخوف على أبنائه؟، كم من إنسان روع في أهله؟".

وشرح القاضي قائلاً: " يُروع الجميع بعمليات تفجيرية إجرامية، تخلف من ورائها مقتل أبرياء، يرتكبها نفر، يحملون نفسيات غير متزنة، موازينهم مختلة، روايتهم كاذبة، وحججهم فارغة، يرون الإفساد إصلاحا، والإصلاح إرهابا، يميلون حيث تميل الريح".

وأضاف: "من يدعون للاقتتال غارقون في الأمنية الدينية، يريدون القتل خلسة وغدرا، يعيثون في الأرض فسادا، وترويعا للآمنين، بسبب تطلعهم إلي السلطة بالقوة، عن طريق استقطاب شباب، والتلاعب بعقولهم وشحنهم نفسيا وعاطفيا بأفكار مغلوطة ومضللة لفهم الآيات القرأنية، وغرس الجهاد في نفوسهم بمفهوم خاطيء، وأن الحكم وأعوانهم طواغيت وعدو صائل ينبغي مقاومته وقتله مما حولهم إلي متطرفين، بسبب ما وصل إليهم بالجهل المعرفي والسطحي بحقيقة الإسلام".

وتابع: "لقد شُرعت القوانين وسنة الأحكام من أجل حفظ الحقوق وصيانة الدماء الأعراض والأموال، ونهت عن التعدي والظلم والبغي من الإنسان على أخيه الانسان"، ويعقب: "جاءت الشريعة الاسلامية بأحكامها لتنشر الأمن والأمان بين الناس، فحذرت حتى من مجرد ترويع المسلم وتخويفه، إذ يحذر رسول الله "من أن يشير إليه بالسلاح، حتى لا يكون ذلك سببا في ترويعه وتخويفه، وإقلاق سكينته، أو سببا لسفك دمائه، وتعريضه للخطر، فيقول صلوات الله وسلامه عليه"من أشار على أخيه بالسلاح لعنته الملائكة حتى ينتهي وأن كان أخاه من ابيه وأمه".

وأردف رئيس المحكمة موضحا: "إذا كان التحذير والوعيد من مجرد ترويع المسلم وتخويفه، فكيف من يستحل دم المسلم ويكون سببا في ترويع الناس ونشر الخوف في المجتمع بأفعاله؟، ولقد بلغ من تحريم الإسلام لهذه الجريمة النكراء، أن الله تعالي جعل قتل نفسا واحدة تعادل جريمة قتل الناس جميعا، وذلك لأن حق الحياة ثابت لكل نفس، فقتل واحدة من هذه النفوس يعتبر تعديا على الحياة البشرية كلها.

تسائل القاضي، المستشار محمد شيرين فهمي: "كم من دماء سفكت؟، وكم من أم فجعت في أولادها؟، وكم من أب عاش حياة الخوف على أبنائه، وكم من زوجة سلبت الأمن والراحة خوفا علي زوجها؟، وكم من إنسان روع وخوف في أهله؟، وكم من يتيم فقد من يعوله؟، وكم من مجتمع روع أبنائه بسبب تفجير هنا أو حرب هناك أو قع طريق أو سلب أو نهب أو تعد على الحقوق؟، أو اختطاف في هذا المكان أو ذلك، والله أسأل أن يعيذنا من الفتن وما ظهر منها وما بطن وأن يهدي من ضل من عباده إلي الهدى".

وأكمل " لقد انضم المتهمون إلى جماعة إرهابية تدعو إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة بأعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وهي جماعة الإخوان الإرهابية وحركة حسم المسلحة التابعة لها، والتي توقن أن الحكام وأعوانهم طواغيت، وعدوا صائل ينبغي مقاومته وقتله، وأنه ينبغي تغير نظام الحكم بالقوة من خلال الاعتداء على المؤسسات العامة والأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والقضاء، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تحقيق أغراضها مع علمهم بها، وبوسائلها في تحقيق تلك الأغراض، وأفتوا بأنه لو نالت العملية مدنيين حال مرورهم فهم غير مقصودين، ويبعثون على نيتهم".

وشرح قائلا:" لقد أدى كل منهم الدور المطلوب منه في هذه الجماعة الإرهابية، فمنهم من أمدها بمفرقعات ومركبات ومعلومات، بقصد إستخدامها في جرائم إرهابية، ومنهم من قام برصد المؤسسات العسكرية، التابعة للشرطة والقوات المسلحة، ورصد بعض القادة العسكريين منهم قائد القوات البحرية ومقر إقامته والحراسة المرافقة له تنفيذا لإغتياله، ورصد مبني الكلية الحربية بأبو قير، وقاعدة عسكرية بمنطقة طوسون ومعهد الدفاع الجوي، ونقطة شرطة عسكرية بالمعمورة ومعسكر الأمن المركزي بسيدي بشر، والمنطقة العسكرية الشمالية، ومكتب المخابرات، وقاعدة رأس التين العسكرية، ومديرية الأمن والأمن الوطني بمنطقة سموحة تمهيدا لإستهدافهم، وعقدوا العزم وبيتوا النية على قتل مدير أمن الإسكندرية، وأفراد حرساته وأعدوا لهذا الغرض سيارة ووضعوا بها عبوة مفرقعة تنفيذا لمخططهم الإرهابي".

وأضاف :"إنها حادثة منكرة قام بها بعض الجهلة وإعتدوا على رجال الأمن وقتلوا أثنين منهم وأصابو العديد من المواطنين المسالمين غدرا وظلما ولا شك في أن هذا الإعتداء منكر ومحرم بأدلة شرعية، قتلوهم بنفس وحوش الغابات الكاسرة، رجال الأمن الذين يبذلون الغالي والنفيس في حفظ الأرواح والأموال ويسعون جاهدين لمكافحة الجريمة وإسترداد الأمن، أهكذا يعاملون وهكذا يشكرون، بأي ذنبا يقتل هؤلاء الأبرياء، من أي نبت أنتم أيها القتلة، ومن أي صلب أتيتم ، ومن أي تراب أنتم، قاتلكم الله أيها المجرمون، فنعم حياة بردع هؤلاء الذين يفكرون مجرد تفكير في الإعتداء على النفس، حياة يؤمن فيها كل فردا على نفسه، بأنه يعلم يقينا بأن هناك قصاصا عادلا، ينتظر كل من يتعدى حدود الله، الا وأن من الرحمة بالبشرية ردع هؤلاء وكفهم، وأن الشدة عليهم هي الرحمة التي جاء الإسلام لنشرها ووقف الطغاة في وجهها".

واختتمت كلمة المحكمة بقول القاضي: "إن المجني عليهما ذهبا إلي ربهم وهما يشكيان غدر الغادرين وخيانة الخائنين، فأما أولئك النفر الذين كانوا وراء تلك الأعمال البشعة الغادرة، فحقيق بنا أن نُعلها صريحة مدوية في وجه كل واحد منهم بلا تلجلج ولا مهاربة، أنكم يا غدرا أبعد ما تكونون عن تعاليم الإسلام وإن تمسحتم فيه.

وعاقبت المحكمة قبل قليل، 3 متهمين بالإعدام شنقا، والسجن المؤبد لـ 8 آخرين، بينهم القيادي الإخواني، يحيى موسي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ «محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية»، لإدانتهم بارتكاب جرائم الشروع في قتل مدير أمن الإسكندرية السابق وقتل اثنين من أفراد حراسته، وتخريب أملاك عامة وإتلاف مركبات ووحدات سكنية وتصنيع وحيازة أسلحة تقليدية والتسلل من الحدود الجنوبية للبلاد بطريق غير مشروع وتلقي تدريبات عسكرية في السودان.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً