قررت محكمة جنايات دمنهور، برئاسة المستشار حسن معوض الباهى رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين شريف الحيلة ورامي سعيد محمد، اليوم الثلاثاء، تأجيل النطق بالحكم في قضية اتهام ربة منزل بقتل نجلي زوجها لعدم قدرتها على الحمل والإنجاب بإحدى قرى حوش عيسى إلى 21 يوليو 2020 لمرافعة هيئة الدفاع عن المتهمة.
محكمة المتهمة بقتل نجل زوجها بحوش عيسى
قال مدير نيابة حوش عيسي، خلال المرافعة: " شرفٌ للنيابة العامة أن تُمثِل المجتمع في محراب عدلكم ورحاب قضائكم في جريمة ترفضها الإنسانيّة قبل أن يعاقب عليها القانونجريمة يستنكرها العقل ، والوجدان وتقشعرّ منها الأبدان، جريمة يشيب من هولها الولدان ويهتز لها عرش الرّحمن، كما قال المصطفي صلّي الله عليه وسلّم، " قتل المؤمن أعظم عند اللّه من زوال الدّنيا "، صدق رسول اللّه صلّي الله عليه وسلّم، فما جئت اليوم مدافعا عن حقّ فردي بل جئت مدافعا عن حقّ مجتمع بأكمله، جئت مدافعا عن حقّ الإنسانيّة طالبا القصاص من امرأة بلا قلب، وإن كان هناك شيئا بين جنباتها فهو صخرا أصمّ مجرّد من كلّ رحمة.
محكمة المتهمة بقتل نجل زوجها بحوش عيسى
وأكد مدير النيابة العامة، أن المهتمة اغتالت وهدمت عائلة بأكملها فلم تكتفي بارتكاب جريمة قتل واحدة بل وصلت إليّ درجة من العبث واللّا مبالاة إليّ ارتكاب جريمتي قتل علي ذات النّهج والأسلوب في ارتكاب الفعل الإجرامي وكذا في طريقة دفع الشّكوك من حولها متناسية قوله تعالي "إن ربك لبالمرصاد" فإرادة اللّه أن ينكشف ستر الماثلة إمامكم وأن ينسدل الستار عن جريمتها النكراء، حيث تبدأ واقعات دعوانا في صباح يوم الثامن والعشرين لشهر يوليو لعام 2019 عندما خرج والد المتوفاة إلي رحمة مولاها إلي عمل سعيا للرزق، لتوفير معيشة كريمة لزوجته ونجلته، فإستغلت المتهمة إنفرادها بالمتوفاة إلي رحمة مولاها ولاء أنور عبد الله عبد المولي وخلو المنزل من الرقباء وقامت بالتعدي عليها بالضرب فكالت إليّها عدّة ضربات استقرّت عليّ وجهها فسارعت بطبيعة الحال مثل أي طفله في مثل عمرها بالفرار إليّ غرفتها باكية مولّيه الظّهر مستلقية عليّ المخدع بوجهها فدلفت المتهمة ورائها وعمدت عليّ كتم أنفاسها ولم تتركها حتّي تيقّنت بأنّها قد وآفتها المنية فسارعت بتعديل وضعيّتها وتركتها في الغرفة لإيهام والدها أن وفاتها طبيعية، وحال عودة الأب المكلوم إلي مسكنه أراد أن يمحي عناء يومه بالنظر في وجه فلذة كبده فتسائل عنها فلقد إعتادت المتوفاة إلي رحمة مولاها أن تكون في إستقباله مشرقة المحيا بإبتسامتها الرقيقة وصوت ضحكاتها البريئة التي تعد من أعذب الألحان وأحبها إلي قلبه فأخبرته المتهمة بأنها نائمة فطلب منها إيقاظها ألا أنه فوجئ بصراخها مبلغة إياه أن نجلته لا تلبي النداء فسارع بالدلوف إلي غرفتها ونقلها إلي المستشفى محاولا إغاثتها إلا أن محاولات الأطباء لم تجدي نفعا فتلقي نبأ وفاتها صارخا، أين ولاء؟ أين من في بسمتها الضياء، صارت لا تلبي النداء فاضت روحها إلي بارئها في السماء، بفعل متهمة لا تعرف معني الوفاء. قتلتها ظلما وإفتراء. فكتمت أنفاسها بطريقة شنعاء. والإنسانية من جريمتها النكراء براء ".
وقال مدير نيابة حوش عيسى، إنه بعد أن عرضت علي مسامع حضراتكم وقائع دعوانا الأليمة فحان وقت مطالعة تحقيقات النّيابة العامّة للنّظر في أدلّة ثبوت الاتّهام قبل المتهمة والتي جائت ذاخرة بالأدلّة الّتي لا تقبل الشّكّ أو التّأويل والّتي تنوعت ما بين أدله قوليه وأدله مادية وأخري فنية ونستعرضها في إيجاز عليّ النّحو التّالي:
أوّلا: إقرار المتهمة هناء طايل فرج عوض الوصار والّتي قرّرت بارتكابها واقعتي قتل المجنيّ عليهما فقد اعترفت المتهمة بارتكابها ذلك الجرم بإرادة حرّة، وهو ما استبان جليّا من روايتها التّفصيليّة لكافّة ظروف وملابسات الواقعة وظلّت متمسّكة بهذا الاعتراف طوال فترة تجديد حبسها والّذي جاء مطابقا ومؤيدا لباقي الأدلّة من تقرير الصّفة التشريحية وتحريات وحده المباحث والّتي تضافرت جميعا لتشدد من آزر ذلك الاعتراف والّذي توّج بمعاينة تصويريّة جاءت متطابقة محاكية لظروف وملابسات الواقعة.
ثانيا: ما شهد به الرّائد أحمد هنداوي المراكبي رئيس وحدة مباحث مركز شرطة حوّش عيسي، من أنّ تحرياته السّرّيّة توصّلت إليّ قيام المتهمة بارتكاب تلك الواقعة بأنّ قامت بالتّعدّي عليّ المتوفّاة إليّ رحمه مولاها بالضّرب وألقتها عليّ وجهها فوق السّرير الكائن بغرفة النّوم ثمّ قامت بالضّغط عليّ رأسها كاتمة لأنفاسها ثمّ تركتها عليّ حالتها ظننّا منها عدم اكتشاف جريمتها حال عودة والدها لإيهامه بأنّها نائمة وأن وفاتها طبيعية، وأريد أن أتوقف هنا قليلا، للتنويه في إيجاز شديد عمّا ورد بأقوال الشّاهدين علي واقعة قتل المتوفي إليّ رحمه مولاه عبد اللّه أنور عبد اللّه عبد المولي والتي تم نسخ صورة من الأوراق بشأنها وهما كلا من عطيّة عبد الحميد محمود كوّته، رامي محمّد إبراهيم عبد المطّلب وشهرته فارس بتحقيقات النّيابة العامّة حيث اتّفقت روايتهما عليّ أن المتهمة قد خرجت من مسكنها عقب ارتكابها جريمة قتل المتوفي إليّ رحمه مولاه عبد اللّه أنور عبد اللّه عبد المولي مصطنعة الاستغاثة محتضنة الصّغير كما تحتضن الوحوش فرائسها وحال سؤالها عمّا أصابه قرّرت بأنّه كان نائما وحال محاولتها إيقاظه لم يلبّي النّداء مخادعة إيّاهم كما حاولت خدّاع زوجها للمرّة الثّانية متناسية قوله تعالي ،ولا تحسبنّ الله غافلا عمّا يعمل الظّالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"،وتلك الأدلة القولية مع كفايتها بحد ذاتها إلا أنها قد جاءت معززة بأدلة مادية وفنية أكدت علي صحتها، حيث ثبت بمعاينة النّيابة العامّة التصويرية للواقعة قتل المتوفّاة إليّ رحمه مولاها ولاء أنور عبداللّه عبد المولي أن الأفعال المادية التي قامت بها المتهمة حال تمثيل جريمتها تتّفق اتّفاق جليّا وساطعا يتتطابق مع اعترافها.
وكان المستشار محمد شلبي المحامي العام لنيابات وسط دمنهور الكلية قد احال المتهمة إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد.
وباشرت نيابة حوش عيسى، برئاسة مدير النيابة المستشار أحمد راجح التحقيقات بالقضية حيث أكد التقرير الطبي الخاص لربة المنزل بعدما أمرت النيابة بعرضها على المصلحة النفسية لبيان مدى سلامة قواها العقلية من عدمه، فأكد التقرير الطب الشرعي النفسي أنها سليمة ومدركة لأفعالها.
وترجع أحداث الواقعة حينما تلقي اللواء مجدي القمري مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة حوش عيسى، بورود إشارة من المستشفى المركزي، بوصول طفلة عمرها عام ونصف، جثة هامدة.
وانتقل المقدم حازم عبادة مفتش فرع البحث الجنائي، والنقيب أحمد النوحي معاون المباحث، لمكان الواقعة، وبالفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة "هناء. ط. ف" 26 عامًا، زوجة والد المجني عليها.
وكشفت تحريات ضباط المباحث، قيام المتهمة بقتل شقيق الطفلة البالغ من العمر 4 سنوات، والذي توفي منذ شهر تقريبًا، وذلك لعدم قدرتها على الإنجاب، وتم ضبطها، وتحرير المحضر اللازم والعرض على النيابة العامة.