في أقاصي صعيد مصر توجد فتاة رسمت ضروب أحلامها منذ صغرها، والتزمت بالسير عليها دون أن تنحرف بالخروج يمينًا أو يسارًا كهوايتها، وهي الشعر الذي لم يستطع أحد في الخروج عن الوزن والقافية الموحدة له.
سارة محمود الطيري فتاة تبلغ 19 عامًا، من مركز الطود بجنوب محافظة الأقصر، تلك الفتاة عشقت الشعر منذ نعومة أظافرها، وبدأ بالتبلور معاها حتى عندما وصلت إلى مرحلة التعليم العالي، إلا أن لديها إصرار قوي في موصلة ارتجال الشعر.
سارة الطيري فتاة من مركز الطود في الأقصر تُبدع في ارتجال الشعر
تقول سارة الطيري لـ"أهل مصر" إن بداية تعلقها بهواية الشعر، منذ أن كانت في الصف الخامس الابتدائي، حيث ظلت تشارك في الإذاعة المدرسية في فقرة إلقاء الأبيات الشعرية، موضحة أن تلك الأبيات هي لشعراء آخرين وليس من أفكارها.
سارة الطيري فتاة من مركز الطود في الأقصر تُبدع في ارتجال الشعر
وتضيف سارة الطيري عندما وصلت إلى المرحلة الإعدادية بدأت في كتابة الشعر من أفكارها، لكن طريقة تأليف الشعر ليس بالساهل، إلا أن تأثرها بالظروف و الأحداث المحيطة بها هو سر انطلاقها في ارتجال الشعر.
سارة الطيري فتاة من مركز الطود في الأقصر تُبدع في ارتجال الشعر
الشعر هو روح الحياة، والحياة بدون شعر يعني الموت الأبدي، بتلك الكلمات أكدت "سارة الطيري" أنها لن تفارق يومًا هواية الشعر حتى لو أصبحت من العمر شيبًا، ورغم عادات وتقاليد الصعيد التي تفرض القيود الحديدية على الفتيات، إلا أنها كسرت حواجز الموروثات الخاطئة بحبها لارتجال وإلقاء الشعر.
ولم تمنعها عائلتها من مواصلة هوايتها لفن الشعر، ووالدها هو الدعم الأكبر لديها، حيث شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات التي تقيمها رئاسة مركز ومدينة الطود في الأقصر، ونالت الكثير من شهادات تقدير وذلك كحافزًا لها وإبداعها في فن الشعر.
سارة الطيري فتاة من مركز الطود في الأقصر تُبدع في ارتجال الشعر
كما اختارتها جامعة جنوب الوادي للمشاركة في الحفلات والمؤتمرات التي تقيمها في المناسبات، واعتاد أصدقائها في كلية التجارة معها، على سماع كليماتها التي تقشر لها الأبدان من حلاوة عذوبتها، وذلك قبل دخولهم إلى المحاضرات.
سارة الطيري فتاة من مركز الطود في الأقصر تُبدع في ارتجال الشعر
"سارة الطيري" دشنت صحفة خاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وموقع التدوينات الصغيرة "تويتر" لنشر مقاطع من الشعر الذي ترتجله، مما لاقي إعجاب رواد المنصات الاجتماعية وتخطى متابعينها الآلاف.
وتحلم سارة الطيري أن تصبح شاعرة مشهورة مثل أحمد شوقي و نزار قباني، وغيرهم من الشعراء، وأن وأميرة البيلي، وهشام الجخ، تعتبرهم مثلها الأعلى وقدوة لها.
ومن أشعار سارة الطيري ابنة محافظة الأقصر، "كل اللي ساب اتساب، كل اللي عاب ابتلى، كل اللي شاف الحب نور اتعمى، كل اللي قال إن الصحاب دايمين اتخزل، كل اللي كتب شعر غزل، علشان حبيبته مخدهاش، فبلاش يخوضك العشم في سكة الضي فيها مجاش".
وهناك مقطوعة تقول"مفهوم القصة أن أنا لسه قلبي معاه، وقلبه هو بعيد وكمنه عنيد، في البعد طال، وانا مالي محال، غير أن استنا، يا حلو خد بالك كتر البعد بيقسى وبينسى، بيزرع جفا في القلب هيحصد كرهه مش هين، بلاش قلبك يبين، إنه رايد الأذى لقلبي، أنا ضربى داق، وروحي داقت من التعب ما يكفي، فكفايه بعد".
وأخرى تقول "لسه القلوب بتأن، رغم الفراق بتحن، لسه القلوب بتسلم ولا بتنسى ولا بتقسى، لسه القلوب عاشقة، مهو اللي بينها مش قليل، دا حب سنين، أنا فاكرة أول كلمه قلهالي، ويومها عينيه كانت بتتكلم وكلمه واحدة قالت كل الكلام، أنا مش فاكرة إنه كان مفرحني مخليني فراشة طايرة في البستان، لكن وقعني خلاني من الخزلان بهتانة وضعيفة حتى قدام روحي طاب ليه يا روحي خزلتني".