سحر بولتون في "الغرفة التي جرى فيها هذا الأمر"

إسلام شلبي
إسلام شلبي

لم يعد من المجهول للجميع السياسات الأمريكية التي بُنيت عليها أسسها منذ العام 1783 بعد حرب الاستقلال، ومنذ الوهلة الأولى أخذت الولايات المتحدة الأمريكية على عاتقها تقرير مصير العالم والسيطرة على مقدراته والتدخل في كل صغيرة وكبيرة وبث الرعب فى سماء العالم كله؛ بانية أسسها على مبدأ "فرق تسد".

السياسات الأمريكية المعلنة كانت تقابل من أكثر العرب في تفسيرها بنزعة عقائدية تربوية أكثر من كونها تحليلية علمية، لكنها ورغم التعمق في العلوم السياسية وسياسة المصلحة حديثا؛ فإن التفسيران لم يختلفا كثيرا.

النهج الأمريكي لا يتغير بلون الرئيس أو اسمه أو ديانته أو حتى وعوده، هي سياسات باتت في أغلبها أسس وقواعد بنت الولايات المتحدة عليها نظامها السياسي والاقتصادي والعسكري، فلا أديان ولا أعراف أو قوانين تقف أمام تلك المصلحة حتى ولو راح ضحيتها آلاف البشر.

التجربة المصرية مع السياسات الأمريكية عانت كثيرا، ووضحت أكثر إبان ثورة الـ 25 من يناير من خلال دعمها لجماعة الاخوان المسلمين.. فهنا وقف جل المهتمين بالسياسة والقوى العالمية بسؤال واحد، كيف تدعم أمريكا جماعة دينية وبالأخص مسلمة؟.

ولعل التجربة العربية ليس خافية على الصغير والكبير المهتم وغير المهتم، من خلال الدعم العلني السري والكامل والجزئي الشرعي وغير الشرعي للكيان الصهيوني، وطمس القضية الفلسطينية وقتل الشعب الفلسطيني سياسيا قبل إزهاق الأرواح.

آخر ما ظهر من الدعم الأمريكي لكل ما هو منافٍ للإنسانية، من خلال ما جاء في كتاب "الغرفة التي جرى فيها هذا الأمر" لمستشار الرئيس الأمريكي السابق للأمن جون بولتون، الذي كشف خلاله الدعم والتوصيات الأمريكي على لسان ترامب بقمع المسلمين الإيغور في الصين، وتشجيعه لمراكز الإيواء التي بنتها الصين، فلعل الولايات المتحدة دولة النقائض.

الدعم الأمريكي لكل ما هو شاذ في عالمنا بات واضحا لتفريق الجماعات، وهدم الكيانات والمؤسسات ليبقى العالم كله في قبضة كيان واحد، وتحت رحمة وتصرف يد واحد تبطش وقت شاءت وتمنع وقت أرادت.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً