شهيد بطل ستظل ذكراه خالدة دائما وأبداً، أحد أبناء محافظة الإسماعيلية ومصدر فخر لأبنائها، هو ضابط في الجيش المصري استشهد في سيناء مثل الكثير من أبطال ورجال القوات المسلحة، كان يحمل رتبة رائد وقت استشهاده، ويكفي أنه أول ضابط صاعقة يستشهد في الجيش بسيناء وهو يدافع عن بلده ضد الإرهابيين والتكفيريين، استشهد في انفجار لسيارته المصفحة وهو متوجه لدعم زملائه في إحدى المعارك ضد الإرهابيين.
هو الشهيد البطل الرائد عمرو وهيب، قائد سرية الصاعقة بالكتيبة 83 في رفح، وأحد أبناء محافظة الإسماعيلية، استشهد يوم الاثنين الموافق 23 نوفمبر 2015 وهو نفس اليوم الذى ولد فيه، وحرصت "أهل مصر" على لقاء زوجته دعاء إبراهيم، وكان هذا الحوار.
محررة اهل مصر مع أسرة عمرو وهيب
في البداية حدثينا عن بعض تفاصيل وصفات الشهيد
الشهيد عمرو وهيب كان زوجا وأبا حنونا لأقصى درجة، وكان يحرص على اللعب مع أولاده دائما والعمل على عدم إحساسهم بالخطر الذي يداهمه دائما والمسئوليات الكبيرة التي تقع علي عاتقه.
وكان عمرو شخصا وطنيا يعشق بلده وجيشه وكان دائما يتشرف بخدمته في الجيش المصري وحربه في سيناء ضد الإرهابيين والتكفيريين.
كيف كنت تواجهين مسئولية غيابه المستمر قبل استشهاده؟
أي زوجة ضابط تكون دائما مسئولة عن البيت وتقوم بدور الأب والأم بالنسبة للأبناء، وذلك لمساعدة زوجها الذي دائما ما يكون مشغولا بخدمة بلده وحماية شعبه وأبنائه من الإرهابيين، عمرو كان يغيب لمدة تصل إلى 15 يوما عن البيت وينزل إجازة محدودة جدا، وكان دائما في غيابه وعمله يتصل بي باستمرار ويساعدني في اتخاذ القرارات.
متى بدأ الشهيد البطل عمله في رفح؟
انتقل عمرو وهيب إلى الكتيبة 83 صاعقة في بداية عام 2013 وكان قبلها من المشاركين في فض المظاهرات بداية من 25 يناير، وبعدها شارك في فض اعتصام رابعة، وعندما انتقل للعمل في رفح بدأت أشعر بالقلق والخوف علي حياته.
هل تتذكرين آخر اتصال بينكما قبل استشهاده؟
نعم اتذكر آخر اتصال جمع بيني وبينه، حيث كان صوته مرهقا جدا حينها، وحين قمت بسؤاله عن سبب ذلك قال لي نصا "أنا تعبان شوية، أنا في كتيبة وأستعد للقيام بمداهمة خطيرة"، هذه الجملة خوفتني وكنت قلقة جدا عليه، بعدها طلب مني عمرو التحدث مع ابنته ملك وقال لها نصا "خلى بالك من ماما وأخواتك، واسمعى كلامها وأنا لن أتأخر عليكم وسآتى بسرعة".
متى استشهد البطل عمرو وهيب؟
عمرو استشهد يوم 23 نوفمبر من عام 2015.
حدثينا عن تفاصيل استشهاد البطل
كان دور عمرو في المداهمة الأخيرة هو دعم اقتحام أحد مقرات التكفيريين في منطقة المهدية، وكان عمرو يقف وقتها في كمين مع الجنود ومعه كمية من الذخيرة استعدادا لطلب الدعم، وفور طلبه أسرع بالسيارة المصفحة ولم ينتظر أن يقودها أحد الجنود بل أصر أن يقودها بنفسه خوفا على أصحابه، لكن التكفيريين وضعوا على الطريق 250 طن c4 وهو نوع من المتفجرات شديدة الخطورة، وقبل دقائق من إبلاغه بوجود متفجرات على الطريق كان عمرو قد اخترق اللغم وتفجرت به السيارة، واستشهد الجميع فيما عدا جندي واحد بترت ساقه، وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن الحادث، وقامت بتصوير السيارة المصفحة والتفجير وتم بث الفيديو على اليوتيوب.
محررة اهل مصر مع أسرة عمرو وهيب
كيف استقبلتِ خبر استشهاده؟
شعرت بصدمة كبيرة وكنت غير مصدقة ولا مستوعبة الخبر لفترة طويلة، ولكن شعرت أن جزءا من حقه رجع عندما قامت القوات المسلحة بالقضاء علي التكفيريين الذين زرعوا العبوات الناسفة لتفجير السيارة المصفحة.
هل كان يتوقع استشهاده في يوم من الأيام؟
كان دائما يتحدث عن الشهادة ومنزلة الشهيد في الجنة، وكان يتوقع دائما أنه سينولها قريبا، وفي إحدي المرات قال لي نفسي أكون شهيد فقولتله بعد الشر، قالي الشهادة عمرها ما كانت شر ده شيئ عظيم جدا، مما جعلني أبكي من خوفي عليه فمازحني حينها وقال "هاخدك معايا الجنة، الشهيد بيشفع لسبعين واحد من أهله وانتي هتكوني أول شخص معايا في الجنة".
هل كان هناك تواصل بينه وبين الشهيد منسي؟
بعد استشهاد عمرو جاء الشهيد أحمد منسى والشهيد شبراوى والشهيد خالد مغربى لتقديم العزاء، وكانوا يتواصلون معي دائما للاطمئنان على أطفاله، خاصة أن عمرو كان أول شهيد صاعقة، وعلمت بعد ذلك أن الشهيد منسى عمل عمرة لعمرو صدقة على روحه، وفرحت كثيرا عندما تم عرض
قصيدة بصوت الشهيد المنسي ينعي فيها صديقه عمرو وهيب مع عدد من أبطالنا الشهداء في أواخر حلقات مسلسل الاختيار.
ما رأيك في مسلسل الاختيار؟
كان مسلسلا أكثر من رائع والكل تقريبا تأثر به وعرفوا كم التضحيات التي يقوم بها الضباط في سيناء والخطر الذي يداهمهم في كل دقيقة، فأتمنى أن يتم عمل عدد كبير من هذا النوع من المسلسلات والأفلام حتى يشاهدها الجيل الصاعد ويغرس فيه الوطنية وحب البلد والدفاع عن ترابها ضد أي إرهابي خائن.
ما الذي تتمنين تقديمه للشهيد عمرو وهيب؟
أتمنى عمل مسلسل عن قصة حياته واستشهاده في سيناء، حتى يعرف الجميع مدى تضحيات هؤلاء الأبطال للدفاع عنا وعن بلدهم، فعمرو وهيب كان أول ضابط صاعقة يستشهد في سيناء، فأتمنى عمل ذلك في القريب، فاأبطالنا يستحقون ذلك.