رأى بعض أصدقائه من طلاب الثانوية العامة فى حالة نفسية سيئة للغاية، بالتزامن مع انطلاق مارثوان امتحانات الشهادة الثانوية، ففكر فى دعمهم نفسياً، ورفع روحهم المعنوية، وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم.
عُمر أشرف العشرى، صاحب الـ18 عاماً، أحد أبناء مدينة بيلا، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، والطالب بالصف الثالث الثانوى، حرص على دعم أصدقائه من طلاب الثانوية العامة، لإخراجهم من حالة اليأس والإحباط التى يعيشونها هذه الأيام، بالتزامن مع بدء امتحانات الثانوية العامة فى ظل أجواء فيروس كورونا المُستجد، ورغم الضغوط التى تُحاوطه هو الآخر، إلا أنه قام بتنفيذ عدة اسكتشات مرسومة بالكمبيوتر لأصدقائه، دعماً لهم، لمُواصلة تفوقهم الدراسى، والجد فى المُذاكرة.
«أردت أن أُدخل السرور على قلب أصدقائى، وأن أرفع من معنوياتهم فى ظل الحالة النفسية السيئة التى نمرّ بها جميعاً خلال هذه الفترة بالتزامن مع انطلاق مارثوان امتحانات الشهادة الثانوية، وفى ظل أجواء فيروس كورونا المُستجد، فلم أجد أمامى شيئاً إلا توظيف موهبتى فى الرسم برسم اسكتشات فنية بالكمبيوتر».. بهذه الكلمات بدأ «عُمر»، حديثه لـ«أهل مصر».
وقال «عُمر»: «منذ 5 سنوات تقريباً بدأت فى استخدام ماوس الكمبيوتر، ولم أكُن أعرف أى شيء عن فكرة الرسم بالكمبيوتر، ولكن بالمُمارسة بدأت التعلّم تدريجياً، كما كُنت أُشاهد فيديوهات عبر موقع اليوتيوب خاصة بكيفية تعلم الفوتوشوب، ومع مرور الوقت تعلمت كيفية استخدام برنامج الفوتوشوب».
لم يجد «عُمر» التشجيع فى البداية إلا من شقيقه الأكبر الذى شجعه على الاستمرار وتنمية موهبته الفنية، ويُتابع: «منذ عام تقريباً فكرت فى الرسم، ولكن لم أجد الدعم اللازم ممن حولى، ولم يُشجعنى أحد على التعرف على موهبتى، حيث كُنت أمتلك الموهبة ولكن لم يكتشفنى سوى أخى الأكبر المهندس أحمد العشرى، والذى منحنى الطاقة اللازمة، وشجعنى على مُمارسة موهبتى فى الرسم، وبدأ فى البداية بتوجيهى لعمل ايديت احترافى وتغيير الخلفية لبعض الصور، كونى اديتور فى الأصل، ثم عرضت عليه فكرة رسم اسكتشات فنية عبر جهاز الكمبيوتر وبالفعل وافقنى على ذلك، وبدأت فى الرسم منذ حوالى شهر، وبدأت فى رسم أول رسمة واستمر العمل بها حوالى 4 أيام وبعد عدة تجارب انتهيت منها، لأننى كُنت أقوم بحذف الصورة وإعادة رسمها مرة أخرى حتى خرجت بشكل أعجبنى، وبعد ذلك حرصت على التطوير من أدائى حتى أصبحت أنتهى من رسم الصورة الواحدة فى 4 ساعات فقط، وقُمت حتى الآن برسم حوالى 5 صور شخصية لأصدقائى دعماً لهم، حتى يُواصلوا مُذاكرة دروسهم، وحتى أرفع من روحهم المعنوية مع بدء مارثوان الامتحانات، وكانت رسالتى لهم هى كلمة اطمئنوا».
وأكد «عُمر»: «أقوم باستخدام برنامج الفوتوشوب فى رسم الاسكتشات الفنية، ولكن بالتواصل مع عدد من الفنانيين المتخصصين فى رسم الاسكتشات بواسطة الكمبيوتر نصحونى باستخدام برنامج أدوبى إليستريتور، وكُل من رأى الصور التى قُمت برسمها أكد على امتلاكى لموهبة الرسم، وأشادوا بتعلمى بسرعة، ولكن نظراً لكونى طالب بالصف الثالث الثانوى هذا العام فكُنت أُحاول أن أُنظم وقتى بين الرسم والمُذاكرة والنوم، ووقت فراغى كُنت أقوم باستغلاله فى الرسم، وخُضت من قبل تجربة الرسم على الورق ولكنى لم أجد نفسى غير فى الرسم على الكمبيوتر، ولكن إن أصبحت مُتمكناً فى رسم الفيكتور سأبدأ رسم بالورقة والقلم».
لم يحصل «عُمر»، على أى مُقابل نظير الاسكتشات الفنية التى يقوم برسمها لأصدقائه عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به، يُوضح: «خلال هذه الفترة تلقيت ردود أفعال إيجابية من الأهل والأصدقاء والمعارف، وكثيرون طلبوا منى أن أقوم برسمهم، كما أن أصدقائى الذين قُمت برسمهم كُنت أقوم بإرسال الصورة المرسومة لهم أولاً قبل أن أنتهى منها كى يُبدوا رغبتهم فيها، وإن كان هناك أى تعديل كُنت أقوم بتلبية رغبتهم على الفور، وحتى الآن لم أحصل على أى مُقابل نظير الاسكتشات الفنية التى أقوم برسمها لأصدقائى، ولكن ربُما يتغير الوضع فى المستقبل، وأُفكر فى أخذ مُقابل ولكن شرط أن أكون راضى عن شغلى بنسبة 100%».
وتابع «عُمر»: «متوسط نومى فى اليوم من 5 إلى 6 ساعات، وأستيقظ من النوم مكبراً ثم أقوم بتناول وجبة الإفطار أولاً، ثم أبدأ فى مذاكرة دروسى لمدة ساعتين، وبعد ذلك أقوم بإنهاء رسوماتى الفنية فى ساعة على الأقل وهذا يكون فى فترة الصباح فقط، أما فى فترة المساء فأقوم بمذاكرة دروسى مرة أخرى لمدة ساعتين، وحل واجباتى، وأقوم باستكمال رسوماتى لمدة نصف ساعة فقط، وأبدأ فى تطبيق ما تعلمته فى الصباح، ثم أتوجه إلى النوم، وتتوالى نفس الأحداث بشكل يومى».
يحلُم «عمر»، بالالتحاق بكلية الفنون التطبيقية، لحُبه الشديد للرسم: «لا أنتظر مُقابلا من أى شخص سوى تقدير فنى ورسوماتى التى أتعب فيها كثيراً من أجل أن تخرج بصورة تليق بى وبالشخصية المرسومة من أصدقائى، وأملى الالتحاق فى كلية الفنون الجميلة بإذن الله تعالى، وسأُواصل موهبتى فى الرسم حال التحاقى بأى كلية أخرى».