شهدت الأيام القليلة الماضية أزمة بشأن الليبيين العالقين في مصر الذين تم تسكينهم في عدد من الفنادق بمحافظة الإسكندرية والتي تم التعاقد معها من قِبل القنصلية الليبية بالإسكندرية، وذلك في إطار حرص القنصلية علي رعاية مواطنيها في ظل مواجهة دول العالم لأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).
وفوجئ الليبيون العالقين المقيمين بالفنادق المخصصة لهم بالمحافظة منذ عدة أيام بإنذارهم من قِبل إدارات الفنادق بأنه سيتم إيقاف تسكينهم ما لم يتم تسوية المبالغ المالية المستحقة، ومطالبتهم بضرورة الإخلاء لعدم تعرضهم للمساءلة القانونية، الأمر الذي استدعي تدخل الدكتور صالح خطاب، قنصل عام ليبيا في الإسكندرية، لمحاولة حل تلك الأزمة بمنح القنصلية مزيد من الوقت لتسوية المبالغ المالية المستحقة، وقد تم الاتفاق على أن يتم تسوية جميع المتعلقات المالية للشركة بحد أقصى أسبوع تنتهي يوم الثلاثاء الموافق 23 يونيو 2020، وعليه تم تمديد الإقامة بالفنادق لمدة أسبوع لتنتهي اليوم.
فنادق الإسكندرية تُنذر نزلاءها الليبيين بالإخلاء
وأثار ذلك الأمر تخوّف الليبيين المقيمين بالفنادق المخصصة لهم من عدم تمكّن القنصلية من تسوية المبالغ المالية المستحقة عليها وإلزامهم بالإخلاء ومواجهة مصير مجهول، فيما أثارت الأزمة استياء وغضب الكثيرين من أبناء الجالية الليبية الذين وجههوا انتقادات عدة إلي القنصلية بسبب المعاناة التي يواجهونها، فضلًا عن شكوي البعض من وجود عدد كبير من الليبيين العالقين لم يتم تسكينهم واقتصر الأمر علي فئة محدودة.
وكانت تعاقدت القنصلية الليبية بالإسكندرية مع 3 فنادق فئة 5 نجوم لمواطنيها العالقين في مصر، وذلك في إطار حرص القنصلية علي رعاية مواطنيها من حيث توفير الإقامة اللائقة مع الرعاية الصحية سواء في مدينة الإسكندرية أو مرسى مطروح، في ظل مواجهة دول العالم لأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
فنادق الإسكندرية تُنذر نزلاءها الليبيين بالإخلاء
وتم تسكين العالقين بمصر في الفنادق الثلاث، وهي فندق رومانس، حيث تم تسكين 197 عائلة به، وفندق ايسترن المنتزه، وتم تسكين 145 عائلة به، وكذلك فندق جراند بلازا بسعة 141 عائلة عالقة، ويباشر مندوبي القنصلية المرور اليومي ومتابعة أحوال الليبيين المقيمين بهذه الفنادق، وكذلك الملحق الصحي بالقنصلية لمتابعة الأوضاع الصحية، كما تم توفير جميع الاحتياطات الصحية، والكشف اليومي بخصوص فيروس كورونا، قبل الدخول وأثناء الإقامة بالفندق.
وأعلنت وحدة شؤون الجالية الليبية بالقنصلية، أنه في ظل جائحة كورونا العالمية التي أصابت العالم، تعمل لجان التقصي ليلًا ونهارًا، حيث هناك بعض الحالات تتسلل إلي داخل الوطن دون الالتزام بالضوابط الصحية الوقائية، ويؤكد ذلك أن هناك بعض حالات في ليبيا من هم دخلوا بطريقة عشوائية دون مراقبة صحية دقيقة، لذلك قامت القنصلية الليبية بالإسكندرية بمتابعة العالقين بالفنادق وإجراء حوار ميداني بالفنادق التي تم اختيارها للنزلاء والعالقين قبل عودتهم إلي ليبيا.
فنادق الإسكندرية تُنذر نزلاءها الليبيين بالإخلاء
من جانبها أعلنت القنصلية الليبية بالإسكندرية أنه في ظل الظروف التي يعيشها العالم في الفترة الحالية بسبب انتشار فيروس كورونا، ومع غلق المجالات الجوية والبرية في بلاد العالم أصبح الاّلاف من العالقين الليبيين بالخارج في أزمة نتيجة غلق المطارات والمنفذ البرى للعودة إلى وطنهم.
وأشارت القنصيلة، في بيان لها، أن القنصلية عملت فيما بينها علي حصر عدد العالقين وتسكينهم في أماكن لائقة، وذلك من خلال تشكيل لجنة من أجل مساعدة تسجيل أسماء العالقين والعمل على رجوعهم إلى أرض الوطن، مؤكدة أنه يتم التعامل مع الليبيين العالقين بكل جدية واهتمام وهناك خطة يتم العمل عليها حاليًا لعودة الليبيين العالقين وفور الانتهاء من هذه الترتيبات سيتم الإعلان عن الأمر.
فنادق الإسكندرية تُنذر نزلاءها الليبيين بالإخلاء
وفيما يخص بعض الانتقادات من قِبل بعض النزلاء الليبيين بالفنادق من حيث التسكين، أوضحت القنصلية أنها تتفهم طبيعة وظروف المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم وليبيا، لذلك فإن الصورة مليئة بالتفاصيل وربما لم تصل الصورة كاملة للبعض مما دفعهم لانتقادهم، مؤكدة أن الدولة الليبية والقنصلية بالإسكندرية قدمت في ملف عودة العالقين نموذجًا للدولة التي تراعى أبنائها وتحافظ عليهم في ظل أصعب الظروف وأكثرها تعقيدًا، فعودة العالقين وغيرهم من الشرائح المتعددة تطلب تحضيرات وتجهيزات كبيرة حيث الأمر لا ينتهى بإرسال طائرات لعودة العالقين إنما مرحلة أخرى وهى الحجر الصحي وتتطلب ترتيبات واستعدادات على أعلى المستوى.
وأكدت القنصلية أنه كان هناك حرص على كيفية اختيار الفنادق التي تليق بالمواطن الليبي من خلال الخدمة والغرف أيضًا كالحجم والمساحة، وشكل يناسب الأسر العالقة، متابعة: "نعلم جيدًا أن هناك أُسر تتكون من 3 أشخاص وما فوق ذلك، وقد تم التعاقد مع 3 فنادق هم: رومانس ستلى, وجراند بلازا بسموحة، ويسترن المنتزه، جُلّهم داخل مدينة الإسكندرية"، أما بخصوص التدابير الوقائية والاحترازية، فيتم يوميًا تعقيم الغرف، كما أن المطعم يوجد هناك مسافة مترين بين كل طاولة وأخرى وأيضًا المصاعد كافة التدابير متوفرة بها.