من المتسول الفقير للكاجوال.. وجوه تكشف فن "الشحاتة" وتحويل "الكار" لمهنة

على أحد الأرصفة أو في محطة المترو، يقف بثيابٍ مهلهلة ليجذب تعاطف المارة، وعلى رصيف آخر أو محطة مترو قادمة، يقف زميله في "الكار" ينتظر هو أيضًا شيئًا من المارة لكنه يختلف في الهيئة واللباقة والحديث، يرتدي ثيابًا مرتبة، يبدو بمظهر لائق وصحة جيدة، اختلفا في التفاصيل واتحدا في الهدف، فكلاهما "شحات".

التسول في شوارع مصر، أصبح ظاهرة، تعددت أنواع "الشحاتة"، وتغيرت أوجه "الشحاتين" فأصبح لكل منهم طريقته واختلف أسلوب كل منهم عن الآخر، فبين المتسول التقليدي، صاحب الثياب المهترئة، وبين المتسول "الكاجوال" صاحب الثياب النظيفة والمظهر اللائق إلى حد ما، يبدو عليه يسر الحال، حتى يظهر أنه يطلب العون والمساعدة من الناس، ورغم هذا المظهر لكنه في النهاية انضم إلى مدرسة المتسولين.

ظاهرة التسول، أصبحت "فن" له مهارات معينة ودرجات في التميز، وتعتمد في المرتبة الأولى على موهبة التمثيل، فمن يبدع في إتقانه للدور هو الذي ينجح في تلك المهنة، ويجذب أكبر عدد ممكن من المتعاطفين معه.

الأمر لا يقتصر على مهارات إتقانها، لكن "التسول" أصبح له أقسام وتخصصات، تظهر في انقسام المتسولين إلى أنواع منها الشحات "التقليدي، والمحترف، والرومانسي، والصامت، والمعاق، ومستخدم الأطفال"، وباستعراض تفاصيل عمل كل نوع من هؤلاء المتسولين، يمكن النظر إلى "تكنيك" كل منهم على حدة.

المتسول التقليدي: "شحات موديل قديم"

وهو المتسول المبتدئ، ويلتزم بالتقاليد القديمة، فيرتدي ملابس مهلهلة وقد نبتت لحيته، ونما شعره كي يريك كم هو بائس، ويكتفي بترديد بعض عبارات التسول المترددة على ألسنة من سبقوه.

المتسول المحترف: "صاحب خبرة"

وهو ذلك المتسول الذي تمرس في التسول، يمكنه أن "يبيع الهواء بفلوس"، أصبحت لديه مهارات استعطاف واختيار الأماكن المناسبة والعبارات المناسبة للمكان الذي يتسول فيه، فيكاد يصل إلى مرتبة الأستاذ في مدرسة التسول، ويكون له تلاميذ يبدأ تعليمهم "الكار" حتى التخرج إلى الشارع والميادين العامة ليطبقوا ما تعلموه من أستاذهم.

"الشحات الزومبي"

يوجد هذا النوع أمام المستشفيات الحكومية، فتجد رجلا أنهكه المرض فقرر أن يستغل ضعفه ومرضه، ويستعرض مرضه أمام الجميع، تجده يقترب منك بمشية مترنحة تشبه مشية الزومبي ألا وهي مشية الموتى الأحياء، وتضطر أن تدفع له مبلغًا من المال، إما لأنه استطاع التأثير عليك وكسب تعاطفك، أو أنتك تيد أن تتخلص منه، فتدفع له المال ليبتعد عنك

التسول بالأطفال:

ويتم فيها استغلال الأطفال في التسول، أغلب من يمارسون هذا النوع "سيدات" تجدها تحمل رضيعًا – مشكوك في نسبه إليها في ظاهرة تعد أحد أسباب اختطاف الأطفال في مصر- تستغله لكسب التعاطف، والأمر لا يقف عن هذا الحد، فجريمة التسول لا تضاهي جريمة أخرى وهي أن تعلم ابنها بعد أ، يكبر أن يكون "شحات" هو الآخر.

المتسول "المعاق"

لا يهم غن كانت إعاقته جديدة أم أنها عيب خلق به، لكنه يتسول بـ"إعاقته" إلى الناس، تجده يقترب منك ليريك عاهته، أو يتفنن في إظهارها بأساليب "مؤذية" للمارة، كي يحظى على تعاطف أكبر وربما "مال أكثر"، وللأسف انتشرت تلك الطريقة بشكل ملفت للنظر، ما استدعى للتفكير في حقيقة تلك الغعاقة، خاصة مع ظهور طرق لاستخدام الألوان والحيل في زيادة مأساوية المعاق ومعاناته.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
زلزال بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال أفغانستان