لم يعد الأمر سرًا، ولا يخفى على أحد أن الجيش الإسرائيلي، يسعى لامتلاك أسلحة متطورة، ربما تكون الأكثر تطورًا في العالم، كما لم يعد سرًا أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي أكبر داعم لتسليح الجيش الإسرائيلي، إلا أنه مع تصاعد وتيرة الانتقادات الموجهة للجيش المصري في تسليح صفوفه، يسعى الجيش الإسرائيلي لاقتناء أحدث المعدات العسكرية، وذلك بدعم من البنتاجون الأمريكي.
"لمن يتسلح الجيش الإسرائيلي!"
في الوقت الذي تطلق فيه قيادات من جماعة الإخوان الإرهابية، دعاوى بشن حملات عنف جديدة ضد قوات الشرطة المصرية، وبالتزامن مع العمليات العسكرية التي يقودها الجيش المصري في سيناء ضد تنظيم داعش، أحد تنظيمات الإخوان، يستمر الجيش الإسرائيلي في شراء أسلحة ومعدات حديثة، وبحيث أن إسرائيل تعد العدو الأول لمصر، ويعتبر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني - غير المسلح- هو الصراع الوحيد الذي تخوضه إسرائيل في المنطقة، فإن هذا يطرح تساؤلًا.. "لمن تتسلح إسرائيل!".
التساؤل حول الهدف من تسليح الجيش الإسرائيلي، ليس جديدًا لكن الترويج بأن الجيش المصري ليس بحاجة إلى صفقات عسكرية جديدة، وهو ما أثاره عصام حجي مستشار رئيس الجمهورية السابق، والذي يعمل بوكالة ناسا الدولية، منتقدًا تسليح الجيش المصري، في حين كشفت وثائق لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن ميزانية البنتاجون للسنة المالية 2017، تطلب توفير 145.8 مليون دولار؛ لدعم إسرائيل، بما في ذلك لدعم نظام القبة الحديدية، وبرنامج التعاون الدفاعي، فلماذا تطلب وزارة الدفاع الأمريكية كل هذا الدعم للجيش الإسرائيلي، وضد من ستسغل إسرائيل جيشها!.
"دور أمريكا في تسليح الجيش الإسرائيلي"
وبحسب مصادر إعلامية وتقارير أمنية، شمل طلب وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، لميزانية السنة 2017 المالية توفير 103.8 ملايين دولار، لبرامج التعاون الإسرائيلية انخفاضًا من 267.6 ملايين في 2016، بالإضافة إلى 42 مليونًا للقبة الحديدية انخفاضًا من 55 مليونًا في 2016.
وصممت منظومة القبة الحديدية، لمواجهة الصواريخ والقذائف قصيرة المدى، وستواصل الولايات المتحدة أيضًا المساعدة بتمويل نظام "مقلاع داود" لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، ومن المقرر أن يتم نشره هذا العام، وكذلك نظام آرو، لاعتراض الصواريخ الباليستية، وتهدف الأنظمة إلى تشكيل درع متعدد المستويات يطوره الإسرائيليون بمساعدة واشنطن.
وسلم الرئيس الأمريكي الذي يشرف على مغادرة البيت الأبيض، تقريرًا للحكومة الفيدرالية حول ميزانية 2017، أوضح أن الاقتصاد الأمريكي حقق نموًا يصل إلى2.6 بالمئة، وهي نسبة ضئيلة بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي، كما توقع التقرير زيادة مطردة في عجز الميزانية بعد عدة سنوات من الانخفاض، إلا إذا أقر الكونجرس مجموعة إصلاحات بينها زيادة الضرائب على أثرياء البلاد، لكنه أكد أن "الولايات المتحدة لديها في الوقت الحالي أقوى اقتصاد بالعالم".
وتضمن اقتراح الميزانية زيادة الإنفاق العام المقبل بنسبة خمسة بالمئة، متوقعا عجزًا ماليًا بنسبة تراوح بين 3ر2 و 3ر3 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي خلال 2018، وبعد ذلك يرتفع إلى نسبة خمسة بالمئة بحلول عام 2026 إذا لم يتم تطبيق إصلاحات على الضرائب والإنفاق.
وقال أوباما إن مقترحه لميزانية عام 2017 يهدف إلى تعزيز الحماية للأمريكيين، ويولي أهمية للاستثمار في الأمن الإلكتروني، إضافة إلى مراقبة كيفية إدارة الحكومة الفدرالية واستجابتها للتهديدات الأمنية.
"المعدات الأمريكية تسلح الجيش الإسرائيلي"
في أحدث صفقات السلاح الإسرائيلي المنضمة للجيش الصهيوني، أشارت الإذاعة الصهيونية، إلى أن “إسرائيل” ستكون الدولة الأولى، وربما الوحيدة، في الشرق الأوسط التي تملك المقاتلة “F-35” الأمريكية، وهي الطائرة المتميزة بقدرتها على الاختفاء عن شاشات الرادار وعلى حمل الأسلحة الذكية.
الـF-35 تنتمي إلى الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة، ويعتبر هذا الجيل من الطائرات هو الأحدث على مستوى العالم، ويتميز بنقلة تكنولوجية كبيرة مقارنة بطائرات الأجيال السابقة؛ حيث تتميز طائرات الجيل الخامس بأنها جميعها شبحية، و تستخدم تقنية التخفي لتجنب اكتشافها من قبل الرادارات؛ وذلك بسبب تصميم سطحها الخاص والمواد المستخدمة في صناعتها، بالإضافة إلى هياكل الطائرات عالية الأداء، والأنظمة الإلكترونية المتطورة وأنظمة كومبيوتر قادرة على التواصل مع العناصر الأخرى في ساحة المعركة، وإعطاء صورة متكاملة عن الوضع.
كما أن برنامج طائرات F-35 هو الأغلى في تاريخ البنتاجون، وكان الهدف الرئيسي من برنامجها في العام 2001م، هو تصنيع طائرة مقاتلة قاذفة للقنابل، وتتميز هذه المقاتلات المصنعة من قبل شركة “لوكهيد مارتين”، بإمكانات اختراقية، تمكنها من مواجهة مقاتلات صينية وروسية في المستقبل، ومن اختراق مناطق تعتبر فيها الدفاعات الجوية قوية.
كما تتميز الطائرة بأجهزة الاستشعار المتعددة التي زودت بها هذه الطائرات السماح لها بالتقدم على أي طائرة معادية “سيتم تدميرها حتى قبل معرفة ما إذا كانت مشاركة في معركة”، وبحسب رئيس أركان سلاح الجو مارك ويلش، في تصريحات لقناة “سي بي إس”، كذلك فإن طائرات F-35 مصممة لتكون بمثابة جهاز كمبيوتر طائر، وفي خوذته، وبإمكان قائد الطائرة النظر إلى قدميه ومشاهدة البر، بفضل كاميرات موزعة على أنحاء الطائرة ومتصلة بالخوذة.
كما أنه من شأن طائرات F-35 أن تشكل العمود الفقري للأسطول الأمريكي؛ إذ إنها ستستبدل غالبية المقاتلات القاذفات الموجودة حاليًا، سواءً بالنسبة لسلاح الجو أو للقوات البحرية وقوات مشاة البحرية التي ستحظى بنسخة من هذه الطائرات مجهزة للهبوط عموديًا، ويشارك في بنائها ثمانية بلدان، إضافة إلى الولايات المتحدة، ما له بعض التبعات الصناعية.
كأحد الأسلحة المتطورة التي تمتكلها إسرائيل، والتي تسعى كذلك لامتلاك غيرها، وفي منطقة ليست إسرائيل عدوًا مباشرًا لأحد سوى مصر، خاصة وإن تدخل أمريكا لدعم تسليح الجيش الإسرائيلي بدأ بعد حرب أكتوبر 1973، ما يزال السؤال مطروحًا .. لمن تتسلح إسرائيل!.