يبدو أن التوريث في كرة القدم، لم ينتهي عند حد اللاعب والمدرب والعمل الإداري فقط، بل امتد ليشمل المنظومة الأهم والأخطر وهي منظومة «التحكيم»، وهو الأمر الذي فجر «ثورة الحكام» ضد رئيس االلجنة، معلنين رفضهم للقائمة الدولية، ورافعين راية العصيان ضد رئيسهم.
انفجار الأزمة:
وشهدت الساعات الماضية، أزمة عنيفة بين جمال الغندور رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة، والحكام الدوليين، بسبب القائمة الدولية للحكام، والتي من المفترض إرسالها من جانب الجبلاية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، بنهاية سبتمبر المقبل، وذلك بعد طغيان مبدأ المجاملات بعد اختيار «الغندور» نجل شقيقه ضمن القائمة علي حساب حكام أكثر كفاءة.
وأعلنت لجنة الحكام، إجراء اختبارات التصفية لاختيار الحكام المرشحين للقائمة الدولية يوم الاثنين المقبل، وهو مارفضه الحكام تمامًا.
مطالبة بالتأجيل:
وتوجه عدد من الحكام الدوليين، على رأسهم «محمد الصباحي»، إلى مكتب العميد ثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة والقائم بأعمال رئيس «الجبلاية»، مطالبين إياه بالانتظار لحين انتخاب مجلس جديد، وتعيين لجنة جديدة تختار الحكام المرشحين للقائمة الدولية، حرصًا على مبدأ الشفافية وللبعد عن المجاملات.
وألغى اتحاد الكرة اختبارات الاثنين المقبل، وقرر إجراؤها يوم 20 أغسطس، لكن الحكام تمسكوا بموقفهم ورفضوا ذلك تمامًا، ويبقى اتحاد الكرة، كـ «متفرج» يشاهد الأزمة من بعيد، في الوقت التي تتفاقم فيه القضية، وما زال يجسد دور الشاهد الذي لم يري شئ كعادته.
المقارنة بنموذج مشرف:
وطالب الحكام الدوليين، أن يحتذي «الغندور» مع ترشح نجله للقائمة الدولية بالحكم الدولي الكبير عبدالرءوف عبدالعزيز، عندما كان نجله ياسر عبدالرءوف عضو لجنة الحكام الحالي مرشحًا للقائمة الدولية، حيث تقدم باستقالته وقتها حتى لا يتهمه أحد بمجاملة نجله.
الغندور يتبرأ من المجاملات:
من جانبه، قال جمال الغندور رئيس لجنة الحكام الرئيسيه باتحاد الكرة، أن أزمة «القائمة الدولية» وشكوى بعض الحكام من الأسماء التي تم ترشحيها أزمة مفتعلة يقودها بعض المتربصين.
وأضاف رئيس لجنة الحكام، «أن ترشح إبن أخي أحمد الغندور للقائمة الدولية ليس مجاملة مني أومن اللجنة، ولكنه يترشح منذ ثلاث سنوات للقائمة الدولية بناء على مستواه، وهذا ماحدث في عهد رؤساء لجان الحكام السابقين، وليست هذه المرة الأولى كما يردد البعض، مؤكدًا أن التشكيك في إختيارات لجنة الحكام للقائمة الدولية مرفوض تمامًا وهناك أسس ومعايير يتم الإختيار بها للمرشحين للقائمة الدولية، والإعتراض بشكل غير لائق مرفوض وأعضاء اللجنة محترمين ويعملون من أجل الصالح العام».
أزمات سابقة:
الأزمة الحالية للحكام لم تشتعل من فراغ، ولم يكتشف الحكام الآن هذا العبث في اختيارات القائمة الدولية، وإنما هي حلقة من سلسلة الفساد داخل «الجبلاية»، حيث تفجرت أزمة الحكام في يناير الماضي بسبب الشارة الدولية الخاصة بالحكم المساعد "الدولي" أحمد حسام طه الذي تخطي اختبارات الحكام الدوليين، فيما تخلف عن هذه الاختبارات الحكم المساعد أحمد ساهر لإصابته فى غضروف الظهر، وتم ارسال قائمة الحكام للفيفا ووضع الحكم محمود أبو الرجال إحتياطيا تحسبًا لفشل «ساهر» في اختبارات الإعادة.
وعقب شفاء «ساهر» أجريت اختبار الإعادة للحكم وتخطاها بنجاح ليصبح الحكم رقم 7 والأخير في قائمة المساعدين، ويخرج أبو
الرجال من القائمة.
واختارت لجنة الحكام «حسام طه وأحمد ساهر» بناء على نجاحهما مع إبراهيم نور الدين، للمشاركة ببطولة دورة شمال إفريقيا للشباب.
وكانت المفاجأة تخطي أحمد حسام وإرسال الشارة الدولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» باسم محمود أبو الرجال الذي خرج من القائمة في تلاعب لم يكشف اتحاد الكرة عن مرتكبه حتى الآن.
اتحاد الكرة يحتوي الأزمة:
بعدما تفجرت أزمة التلاعب، وهدد أحمد حسام طه، بشكوي الاتحاد ولجنة الحكام لـ «الفيفا» حاول مجلس «الجبلاية» احتواء الموقف، وطالب اتحاد الكرة خلال خطاب رسمي لـ «الفيفا» تصحيح الخطأ، وارسال الشارة الدولية لأحمد حسام في اعتراف بأحقية الأخير بها.
من ينتصر التوريث أم العصيان:
وتطرح الأزمة الحالية للحكام، سؤالا غاية في الخطورة، وهو: "من ينتصر في صراع الحكام والغندور؟ وهل يسود مبدأ المجاملات وسياسة للتوريث أم ترتفع راية العصيان لتلقي بالغندور خارج أسوار «الجبلاية»؟!.