ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن ضلوع روسيا المزعوم في قرصنة أجهزة الكمبيوتر التابعة للحزب الديمقراطي حسبما يعتقد مسئولو أجهزة الاستخبارات الأمريكية على نطاق واسع، ربما يُطلع واشنطن على أسلوب جديد من تكتيكات الكرملين غير التقليدية التي طالما اتبعها للتأثير على سياسة البلدان الأوروبية المجاورة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني إن روسيا حاولت جاهدة خلال السنوات الأخيرة جر أوروبا في فلكها الخاص من خلال تمويل الاحزاب السياسية المتطرفة في دول القارة والعمل على تأجيج ردود فعل عنيفة ضد المهاجرين واستخدام مواردها الهائلة من الطاقة كأداة ضغط ضد جيرانها.
ويقول المسئولون في ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الكرملين، وبعدما انخرط منذ عامين ونصف العام في أزمة أوكرانيا، ربما يعمل الآن من أجل الانخراط في خدعة مماثلة ولكن داخل الولايات المتحدة من خلال التدخل في الانتخابات الرئاسية لتعزيز فرص مرشحهم الجمهوري المقرب لروسيا دونالد ترامب.
وأضافت "أن الجهود المزعومة لروسيا من شأنها أن تمثل تحديا غير معتاد للنظام السياسي الأمريكي، ولكنه مألوفا بالنسبة لأوروبا؛ حيث يرى المسئولون والمحللون هناك دوما اصابعا روسية على نطاق واسع في المبادرات الرامية إلى تقسيم وحدة الغرب وتشجيع قبول سياسات الكرملين داخل دول القارة.
ويؤكد قادة أوروبيون أن روسيا تدخلت في اعمال مشابهة لما تفعله حاليا داخل الولايات المتحدة مثل استفتاء شهر ابريل الماضي في هولندا الذي رفض اتفاقية للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، بجانب تعزيز الروابط عبر الحدود بين الأحزاب والجهات التي تتشكك في الاتحاد الأوروبي.
وأردفت الصحيفة تقول: "إنه من منطلق زيادة حدة مخاوف العديد من الناخبين الأوروبيين والأمريكيين من قضايا الهجرة والعولمة، تعمل الجهود الروسية على نقاط الضعف الغربية القائمة بل وجدت أيضا اذانا صاغية".
ويقول الكسندر بيختولد عضو البرلمان الهولندي الذي كان داعما للاتفاق مع أوكرانيا "إن الروس يحاولون منذ اعوام عديدة زعزعة استقرار أوروبا" ولكن العديد من الناشطين المناهضين للاتحاد الأوروبي هم من نجحوا في عمل الاستفتاء بزعم انهم يرغبون في وقف التوسع داخل كتلة الاتحاد وتعزيز العلاقات مع روسيا.
وأضاف بيختولد " أن روسيا تحاول على مدى فترة طويلة من الزمن تأجيج الاضطرابات في أوروبا، وهي اضطرابات موجودة بالفعل نظرا لأننا نعيش في فترة حرجة... لذلك فهي تستغل نقاط الضعف لدينا لتزيد من تدهور الاوضاع لصالحها".
وفي أوروبا، ابرزت "واشنطن بوست" أن روسيا تضغط بشدة لدحر العقوبات التي فرضت عليها بعد قيامها بضم شبه جزيرة القرم عام 2014، وهي المهمة التي يمكن أن تنجح فيها بمجرد أن تفوز بدعم دولة واحدة من اصل 28 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي.
وحتى قبل نزاع القرم، يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دوما بناء الدعم لصالح رؤيته الخاصة بشأن مستقبل العالم والتي تتم من خلال تأييد القادة الاستبداديين على حساب نظرائهم المنتخبين ديمقراطيا.
واستطردت الصحيفة تقول نقلا عن قادة ومحللين، إن روسيا لم تخلق، مع ذلك، حالة التشكك التي انتابت الشارع البريطاني تجاه الاتحاد الأوروبي، مما ادى إلى خروج بريطانيا من الكتلة، ولم تخلق الحرب الاهلية في سوريا، التي ساهم لاجئوها في تمزيق وحدة اوروبا، ولكنها استغلت على الاقل هذه الاحداث لصالحها، واستغلت تفاقم نقاط الضعف داخل الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (الناتو) لصالحها.