استطاع أن يسطر اسمه بحروف من "نور" في التاريخ من خلال كلمات قليلة رددها الكبير والصغير من خلفه، وهي "لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا أحرارًا في أوطاننا، كرماءً مع ضيوفنا، الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية، لا حياة مع اليأْس ولا يْأس مع الحياة، إني أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة".
تحل اليوم ذكري ميلاد الزعيم الثائر الذي ضحى بحياته من أجل الوطن، فكان من أكبر المناهضين للاستعمار، ومن أكبر من نادوا بالنهضة وأهمية التعليم، وفضح جرائم الاحتلال والتنديد بها في المحافل الدوليةـ خاصة بعد مذبحة دنشواى، إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر.
تنقل مابين فرنسا ومصر وأوروبا، حتى يستطيع أن يحقق النصر الذي يحبو إليه، وخلال تواجده في فرنسا للدفاع عن القضية المصرية، والتنديد بوحشية الإنجليز بعد حادثة دنشواي، رفض تكريمه من لجنة تأسست في مصر للقيام باكتتاب عام لدعوته إلى حفل كبير وإهدائه هدية تقديرا لدوره في خدمة البلاد، باعتبار أن ما يقوم به من واجب وطني لا يصح أن يكافأ عليه.
لعب دورًا هامًا ميدانيا وخطابيا وصحفيا في الاكتتاب لتأسيس جامعة مصرية "جامعة القاهرة"، بعد أن ذاع صيته، وألف في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس"، التي تعتبر أول مسرحية مصرية.
ودعا بعدها في أوروبا لنصرة القضية المصرية، ودعمته في ذلك دعائيا الصحفية الفرنسية، المعروفة آنذلك "جولييت"، ليصدر في عام 1900 جريدة "اللواء" اليومية.
كما تلقي " كامل " تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس مختلفة، ثم إلتحق بالمدرسة الخديوية، وفيها بدأت رحلته نحو النضال بعد أن أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه.
وحصل الزعيم على الثانوية، والتحق بمدرسة الحقوق في1891 وتنقل بين عدد من الجمعيات الوطنية، ثم التحق في عام 1893 بمدرسة الحقوق الفرنسية، وأكمل دراسته بكلية حقوق "تولوز"، ليحصل منها على شهادة الحقوق.
جدير بالذكر أن "كامل" من مواليد 1874 بمحافظة الغربية، لأب ضابط في الجيش المصري، ورحل عن عمر يناهز 34 عاما في عام 1908.