القاهرة وأنقرة.. هل بدأت الصفحة الجديدة؟

القاهرة وأنقرة

ما زال المشهد المصري التركي يحمل الكثير من الغموض، التي يتجلى كل يوم، طبقا لاختلاف الأحداث، فمنذ أحداث ثورة 30 يونيو شهدت العلاقة بين البلدين توترا شديدا عقب الإطاحة بالمعزول وجماعته من الحكم، إذ قررت تركيا اعتبار الثورة "انقلاب" في حين اتخذت مصر قرارا باعتبار السفير التركي "شخصا غير مرغوب فيه"، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، لترد أنقرة بالمثل.

وفي تصريحات صحفية، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو: "نتمنى تطوير علاقاتنا مع مصر، في الحقيقة لم نتمن في أي وقت أن تسوء العلاقات، إلا أن أحداث 30 يونيو أدت إلى حدوث انقطاع بطبيعة الحال، للأسف فإن كل التحذيرات التي وجهناها حدثت، كنا قد قلنا بأن الانقلاب سيضر باستقرار مصر، وسيضع أمن البلاد في خطر".

واستطرد: "تواجه مصر في الوقت الراهن خطرًا على أمنها، وللأسف فإنها تشهد حاليا أزمة اقتصادية كبيرة، وفي حال أوقفت الدول دعمها ستنهار البلاد في أسبوع، حال مصر هذه لمنفعة من؟ نحن لا نريد أن نرى مصر هكذا، نريد أن نرى مصر عظيمة".

وبين جاويش أوغلو أنه "إذا أرادت مصر أن تتخلى عن الهشاشة الداخلية التي تعيشها، وإنشاء ثقافة مبنية على المصالحة، فنحن مستعدون لمساعدتها في ذلك، العديد من المحكومين سجنوا بدوافع سياسية، هناك أحكام إعدام صادرة، كل ذلك ليس لصالح مستقبل مصر".

ولفت بالقول إنه "إذا أرادت مصر أن تخطو خطوات إيجابية فنحن مستعدون لمساعدتها، حتى في الوضع الراهن فهناك إمكانية لإجراء لقاءات على مستوى الوزراء، نحن نريد لمصر أن تتجاوز هذا المرحلة، وبإمكاننا العودة بعلاقاتنا إلى سابق عهدها".

لكنه شدد على أنه "من غير الممكن في ظل استمرار هذه الإجراءات، تحسين العلاقات بليلة وضحاها، نتمنى أن تحدث تطورات بالمستوى الذي تحدثْتُ عنه، وترجع علاقاتنا مع مصر إلى ما كانت عليها في السابق".

ومن جانبه، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، بأن بلاده ترحب بأي "جهد حقيقي وجاد" للتقارب مع تركيا.

وأضاف أبوزيد، في تصريحات تلفزيوينة لفضائية "سي بي سي": "نرحب بأي جهد حقيقي وجاد للتقارب مع تركيا على أساس القانون الدولي واحترام حسن الجوار والتعاون بين الجانبين".

وأوضح أن "تطوير الوضع الحالي بين مصر وتركيا يجب أن يكون على أسس سليمة أهمها احترام إرادة الشعب المصري"، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية - التركية "تاريخية والوضع الحالي غير طبيعي".

واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية أن ثمة "رغبة في تركيا لفتح صفحات جديدة بالمنطقة لمسنا ذلك في زيارة (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان الأخيرة إلى روسيا، وكذلك تطوير العلاقات مع دول الخليج"، مضيفًا: "في هذا الإطار نفسر أسباب التطور في التصريحات التركية بشأن مصر"، حسب قوله.

وردًا على سؤال حول ما تردد عن تحرك سعودي للتقارب بين مصر وتركيا، قال: "لم نرصد أي محاولات إقليمية أو وساطة في هذا الصدد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً