كان شعار "أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى .. مجرد رقعة جرداء" عنوانا وضعه صندوق النقد الدولي لاجتماعات البنك الدولي والصندوق شارك فيها ممثلو القارة وعقدت بالعاصمة واشنطن مؤخرا، واستمدت هذه النظرة التشاؤمية من حقيقة أن أفريقيا عانت من انخفاض أسعار السلع الأساسية عالميا ما انعكس على اقتصادها سلبا.
بينما أعرب نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي ميتسوهيرو فوروساوا، عن تفاؤله تجاه الوضع الاقتصادي المرتقب بأفريقيا، مستشهدا بأن 13 دولة من أصل 45 حققت قصص نجاح، حيث سجلت نموا أكثر من 3% عام 2015.
وأكد اثنان من محافظي بنك التنمية الأفريقي وزيرا مالية رواندا ونيجيريا كليفر جاتيتي وكيمي أديسون، - خلال الاجتماعات - أن توفير الطاقة والإضاءة اللازمة لأفريقيا والتغذية والتصنيع وإدماج أفريقيا وتحسين نوعية الحياة لشعوبها هى أهم خمس أولويات حالية ومستقبلية لتنمية القارة السمراء وجعلها قارة اقتصادية.
وكان رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي أكينومي أديسينا، قد أفاد - أمام الاجتماع السنوي لبنك التنمية الإفريقي في لوساكا، مايو الماضي - بأن مجموعة بنك التنمية الإفريقي انتهت بالفعل خلال أقل من 6 أشهر من إعداد استراتيجيات لتنفيذ أولويات خمس، وبعد موافقة مجلس إدارة البنك سيتم تنفيذ اثنين هما: إضاءة أفريقيا وتوفير الطاقة لها، وتوفير الوظائف للشباب لتحسين نوعية الحياة، منوها بأن هذه الجهود تحظى بدعم هائل من كل الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية والقطاع الخاص.
جدير بالذكر أن أفريقيا هى المنطقة الوحيدة في العالم التي تعاني من نقص في الكهرباء، وهناك 645 مليون شخص يفتقرون إلى الطاقة الكهربائية، وأكثر من 700 مليون شخص لا تتوفر لهم الطاقة النظيفة لطهي الطعام، ويتعلم الأطفال في الظلام، ويتم تشغيل المشروعات في الظلام، كما يجرى إجراء جراحات طبية في الظلام".
وأكد أديسينا أن أكبر عائق أمام نمو أفريقيا وتنميتها هو نقص الكهرباء، ومن غير المقبول أن يمر أكثر من 138 عاما على اختراع توماس أديسون للمصباح الكهربائي في حين يوجد مئات الملايين من الناس في القارة الأفريقية لا تتوفر لهم الكهرباء من أجل إضاءة مصباح.