3 مشاهد تعجل بنهاية داعش.. ماذا يفعل الغرب إذا تم القضاء على التنظيم!

داعش
داعش

منذ أن ظهر تنظيم داعش، وفرض سيطرته على بقاع مختلفة من العالم العربي، وبعدما شارك في نزاعات سياسية تحولت إلى أحداث دامية، بندول العالم يتحرك بين لحظة ظهور التنظيم مرورًا بتصاعد وتيرة الأعمال الوحشية والإبادة، في انتظار أن تأتي ساعة الخلاص بانتهاء التنظيم أو القضاء عليه – ورغم أن هذا المطلب الذي تنادي به كل الدول والمنظمات يعد حلمًا لم يتم تحقيقه حتى الآن – خاصة في ظل ما يتعرض له التنظيم سواء من تسريب وثائقه أو التقهقر على الأرض، لم يسأل أحد عن مصير وشكل العالم بعد القضاء على داعش.

مؤشرات تعجل بمشهد النهاية

1/ التسريبات المتتالية لوثائق التنظيم:

تزايدت خلال الفترة الماضية التسريبات المتكررة لوثائق التنظيم السرية، أو حتى للمعلومات التي تفسر طبيعة العمل داخل التنظيم، وهو ما يكشف الخلل التنظيمي في التنظيم الذي يعتبر نفسه أحد أعظم التنظيمات، إلا أنه تم اختراقه لأكثر من مرة.

ونشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، اليوم الأربعاء، مجموعة من الوثائق السرية، التي تكشف أن تنظيم “داعش” يسعى لتجنيد العناصر، التي تعرف القليل عن الدين الإسلامي، وهو ما يؤكد معلومات سابقة عن تجنيد داعش لمقاتلين "مرتزقة" يدافعون عن التنظيم بغية المال وليس كما يدعي التنظيم عن "الخلافة الإسلامية".

وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فإن حوالي 70% من مقاتلي داعش لاتتجاوز معرفتهم للإسلام المعارف الأساسية، أي في درجة “واحد” على مقياس المتشددين.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن المقاتلين الجدد يتم إجبارهم على مشاهدة فيديوهات “داعش” عن الإسلام، ثم يعرضون على عدد من الأئمة لترديد الشهادة، ومن ثم يقطعون علاقاتهم بأسرهم، حيث يتم سحب الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم.

ولا تعد هذه التسريبات المرة الأولى، فمنذ ما يقرب من خمسة أشهر، نشرت صحيفة "التايمز" في صفحتها الأولى تقريراْ عن تسريب وثائق سرية من تنظيم داعش فيها بيانات لآلاف المجندين في التنظيم، بينهم بريطانيون. وقالت "التايمز" إن الأجهزة الأمنية تعكف على فحص بيانات مفصلة فيها أسماء وعناوين واتصالات نحو 22 الف مجند في تنظيم داعش، بينهم عشرات البريطانيين.

ويُعتقد أن الرجل الذي سرب الوثائق كان في الجيش السوري الحر، ثم التحق بتنظيم داعش قبل أن يفر، قائلاً "إن التنظيم اصبح تحت سيطرة الجنود السابقين في نظام صدام حسين، وأنه لم يعد يلتزم بتعاليم الإسلام".

2/ مزيدًا من التشكيك حول مصالح التنظيم:

تطال الغرب منذ فترة – ليست بالقليلة – اتهامات بأنها السبب في ازدياد قوة تنظيم داعش، بل تخطى الأمر إلى تأسيس التنظيم، وآخر هذه الاتهامات كان تصريح المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب" حيث قال إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو مؤسس "داعش"، وأن التنظيم يكن لأوباما الاحترام، كما اتهم منافسته في الانتخابات الديمقراطية هيلاري كلينتون قائلًا: السياسة التي انتهجتها كلينتون أثناء توليها منصب وزير الخارجية في 2009-2013، أدت إلى قيام تنظيم "داعش" وترعرعه في الشرق الأوسط.

كل هذه الاتهامات التي تقلل نسبة الشك في صحتها يومًا بعد يوم، تفقد تنظيم داعش تدريجيًا التفاف بعض داعميه حول العالم، ممن يعتقدون أنه يدافع عن الإسلام وعن المذهب السني في العالم .. فكيف يمول الغرب من يدافع عن الإسلام!.

3/ خسائر التنظيم على الأرض:

يتلقى تنظيم داعش خاصة في سوريا والعراق، ضربات من أكثر من جهة، كما يواجه كذلك جبهة قوية في مصر بسبب أعمال الجيش المصري في سيناء، كما تشن قوات التحالف الدولي حملات وغارات على التنظيم في ليبيا، وهو ما أدى لانحسار التنظيم في مناطق معينة، كما يتم تحرير عدة مناطق مؤثرة من سيطرة التنظيم، بخلاف قتل واعتقال قياداته، وهو ما يعطي إشارة لضعف التنظيم، ربما بسبب انخفاض التسليح أو لأسباب أخرى.

ماذا سيفعل الغرب إذا تم القضاء على داعش

الكاتب إيميل سيمبوسن، قال في تحليل لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن المجتمع الغربي يدعم التنظيمات المتشددة مثل “داعش” وعدد آخر من الجماعات العنيفة.

في تقرير لمركز التسليح البريطاني، قال إن داعش يمتلك أسلحة من 21 دولة، صنعت في الفترة بين 1945و 2014، كما أكد المركز أن هناك دول تعد الأكبر في إمداد التنظيم بالسلاح وهي روسيا والصين وأمريكا، وكذلك أسلحة الجيش العراقي، وأسلحة فصائل المعارضة السورية التي أمدت بها دول الخليج سوريا للقضاء على بشار الأسد، وأسلحة أخرى إستولت عليها من قوات الحشد الشيعي المدعومة من إيران، كما أن سيطرته على أهم المواقع العسكرية للجيش السوري، واستيلائه على المعدات والآليات والأسلحة الثقيلة والمتطورة التى تركها الجيش العراقي في مواقعه هارباً من المواجهة أسهموا في قوة داعش العسكرية، وطمس تنظيم داعش الأرقام التسلسلية فى بعض الأسلحة التى استولى عليها أو اشتراها من المهربين، حرصًا على عدم إظهار الدول التى جاءت منها، ولم يكتفي "داعش" في النهاية بهذه القوة التسليحية بل قامت بتصنيع الأسلحة بنفسها سواء كانت بدائية الصنع أو متطورة.

وبهذا التقرير يظهر كيف تتجمع كل الصراعات الدولية في المناطق التي يوجد بها التنظيم – ولأنه لا يمكننا القول بأن داعش نشأ نتيجة الصراعات أم أنه خلق لأجل الصراعات، ويرى المحللون للوضع الحالي، أن سوريا واليمن والعراق وليبيا، أصبحت في ظل وجود داعش محلًا للصراعات الدولية بين الدول الكبرى ومنها أمريكا وإيران وروسيا والسعودية، ما بين تصنيف السنة والشيعة.

سيمبوسن أكد في تحليله أن الحرب على الإرهاب فيما بعد الهجمات الأخيرة لن تكون جزءا من مشروع لإعادة صنع العالم كما يراه الغرب، فماذا سيفعل الغرب حينها، وأين ستذهب أسلحة الدول الكبرى!.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مجلس الوزراء: الحبس وغرامة تصل مليون جنيه عقوبة سرقة التيار الكهربائي