سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على إعلان الجيش الروسي، اليوم الأربعاء، إطلاق جولة ثانية من الضربات الجوية ضد سوريا من قاعدة غرب إيران، وسط رفض مسئولين بارزين لمزاعم الولايات المتحدة بأن هذه الهجمات تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء - أن اليوم الثاني من الضربات الجوية يمدد مرحلة جديدة من حملة موسكو الجوية، مما يشير إلى خطط روسيا بالإبقاء على دعمها القوي للرئيس السوري بشار الأسد.
ومن جهة أخرى، أعربت الولايات المتحدة - التي تريد الإطاحة بالأسد - عن مخاوفها حيال تصعيد التنسيق العسكري بين موسكو وطهران.
وأفادت الصحيفة الأمريكية - نقلا عن وزارة الدفاع الروسية - بأن مجموعة من قاذفات "سو-34" الروسية أقلعت من مطار همدان في إيران لتوجيه غارات جديدة على مواقع لتنظيم "داعش" في منطقة دير الزور السورية، والتي أسفرت عن تدمير مركزي قيادة ومقتل أكثر من 150 مسلحا، مضيفة أنه لم يتم التحقق بشكل مستقل أو فوري حتى الآن من هذه المزاعم.
ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر استخدام روسيا لقاعدة إيرانية بأنه "أمر مؤسف، ولكن غير مفاجئ"، قائلا إن مثل هذه الخطوات قد تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 والذي يحظر توريد وبيع ونقل الطائرات المقاتلة إلى إيران بدون موافقة مسبقة من المجلس.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن هذه التصريحات أشعلت حربا كلامية، حيث نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن شن هجمات من إيران ينتهك القرار، وقال إنه ليس هنالك من داعٍ للظن بأن روسيا تخرق قرار مجلس الأمن حيث إنها لم تزود إيران بطائرات عسكرية روسية أو تنقلها إليها.
من جانبه، رد الجيش الروسي بقوة على انتقادات الولايات المتحدة، قائلا إن وزارة الخارجية الأمريكية أساءت فهم وتفسير القرار الأممي.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن إيران وروسيا لطالما أيدا نظام الأسد، مع توفير مستشارين وجنود مشاة من جانب إيران فيما وفرت روسيا الدعم الجوي، غير أنه ليس من الواضح ما يعنيه تعاون عسكري أوثق بين طهران وموسكو بالنسبة لعملية السلام في سوريا.