مع حلول الذكرى الثالثة لأحداث رابعة العدوية، خرج علينا "تيار" يحمل نفس الأيدولوجية، كانوا حلفاء الأمس، بتصريحات متفرقة، في مشهد لإعادة رسم خرائط العلاقات بين أطراف التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية" في موقفين مختلفين لاثنين أحدهما ينتمي لتنظيم الإخوان والآخر دافع عن الجماعة حتى حسب عليها.
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان، علق على ظهور الإخواني أحمد المغير والشيخ محمد حسان في توقيت واحد، قائلًا إن التوقيت تشابه لكن الدوافع مختلفة بكل تأكيد، فالمغير كان يعول على تحول الجماعة للعنف وخروجه كان غرضه حث جزء من الجماعة، أما الشيخ محمد حسان فكان يتحسب الحالة النفسية للإخوان وأهالي ضحايا رابعة، لكنه أحس إن الوقت حاليًا مواتيًا للحديث عما يعرفه.
وأكد "البان" في تصريحات خاصة، أن المغير ليس له أتباع بين صفوف الجماعة، لكنه كان يدفع في اتجاه تحويل الحالة الإخوانية إلى النموذج السوري، وحديثه في هذا الوقت ربما جاء بعد وجود أنباء بعملية مصالحة بين الإخوان والدولة، وإن كانت تلك العملية تجري بشكل سري، حتى أنه لا يمكن توقع الأسماء التي تقوم بدور الوساطة.
الدكتور ثروت الخرباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، قال إن تصريح الشيخ محمد حسان لم يكن جديدًا، فسبق وأن أدلى به قبل عام أو أكثر عن طريق بيان له نقله عنه أخيه، لكن إعادة الشيخ لتصريحاته يدل على أن التحالفات مع الشركاء في المشروع الإسلامي بدأت تنتهي، خاصة وأن تصريحات "حسان" سبقها تصريحات للشيخ السلفي ياسر البرهامي وذلك قبل 3 شهور، حيث نفضت الجماعة الإسلامية يدها عن الإخوان، بل إن عاصم عبد الماجد في تصريحات له اتهم جماعة الإخوان بقتل الضحايا في رابعة، وهذا التفكك في التحالف يعبر عن حالة الجماعة حاليًا في الواقع، فعندما يكون التحالف قويًا يسانده الحلفاء، وفي حالة أنه يهوي يتنصل منه الحلفاء.
وأضاف الخربوي في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" أن الإخوان يواجهون حاليًا خروج عدد كبير ممن انضموا لها لانها تدافع عن قيم ثابتة ومترسخة خاصة الديني، خاصة بعد تصريحات أحد قيادات الإخوان بأن البيعة الإخوانية بيعة صورية، وأن الإخوان يوافقون على كل حقوق الإنسان حتى وإن كانت تخالف الدين، ذلك بخلاف الخلافات التي تضرب التنظيم من الداخل بين فريقي محمود عزت ومحمد كمال.
وأكد الخرباوي، أن محمود عزت ومحمد كمال يسربون أخبارًا ضد بعضهما داخل الجماعة لا يعلم عنها الرأي العام، منها أن محمد كمال وصف محمود عزت بأنه "بائع الدم" وأنه باع دم شباب الإخوان، في حين رد عليه "عزت" بأنه صنيعة خيرت الشاطر وأنه السبب في وفاة أسماء البلتاجي.
وفيما يتعلق بالمصالحة مع الدولة، قال الخرباوي، إن ملف المصالحة يعول على هزيمة الإخوان نفسيًا، خاصة وأن شباب الإخوان كانوا يرفضون المصالحة قائلين "لماذا نقبل الدنية في ديننا ونحن الأعلون" ، وبعدما تم تسريب الأخبار بأن القيادات باعت دم الإخوان وظهرت حقائق أن الغخوان لم يكونوا أصحاب حق، وأن قصة "دم رابعة" وهم فسيقبلون بالمصالحة.
وأوضح الخرباوي، إن المغير في تصريح لم يكن رافضًا لفكرة وجود السلاح في رابعة بالعكس فهو وجه اللوم لقيادات الإخوان بأنه لولا أنهم أخرجوا السلاح من رابعة لكان الإخوان يحاربون مثل سوريا ، فهو يدعو إلى الاقتتال، أما الشيخ محمد حسان فربما دفعته الدولة للحديث في ذلك الوقت من باب تبرئة الدولة من الدم في رابعة، إلا أن كلام المغير جاء على نفس الخط، ولكن يصعب القول بأنه يخدم الدولة فهو يدفع تجاه العنف معها، حتى وإن تم الاستفادة من تصريحاته بشكل غير مباشر.
يذكر أن الشيخ محمد حسان، صرح بشأن شهادته في أحداث "رابعة" قائلًا أنه التقى المشير عبدالفتاح السيسي - وقتها - واتفق معه على عدم فض الاعتصام بالقوة، وأن قيادات الإخوان رفضوا الاتفاق، مؤكدًا أنه منذ ثلاثة سنوات وهو لا يريد التحدث عن تفاصيل هذه الاجتماعات التي جمعته بقيادات الإخوان والرئيس السيسي، أثناء اعتصام رابعة العدوية.
كما أن عضو جماعة الأخوان المسلمين الهارب أحمد المغير، قال إن اعتصام رابعة كان مسلحًا رغم محاولات الإخوان نفي ذلك، وأن السلاح كان كافيًا لصد القوات الي جاءت لفض الاعتصام، إلا أن قيادات من الإخوان خانت الجماعة وأخرجت السلاح.