بالخرائط.. مشروع برنارد لويس لتقسيم العالم الإسلامي يسير بخطى ثابتة

برنارد لويس

في ظل ما يشهده العالم العربي من موجات عنف وصراعات دموية من جهة، وحروب طائفية قائمة على أسس دينية وعرقية من جهة أخرى، ومع تردد أصوات كثيرة في الآونة الأخيرة لخبراء حول وجود مخططات استعمارية جديدة تحاك خلف الستار تستهدف المنطقة العربية والتي تتضح بصورتها الكاملة الآن، أي بعد 33 عاما من "وثيقة برنارد هنري لويس"، التي تنص علي تقسيم الدول العربية بحدودها الحالية.

وبحسب الوثيقة فإن المشروع المستهدف يرمي إلى تقسيم وتفتيت الدول العربية بتحويلها إلى دويلات صغيرة وممزقة على أساس طائفي ومذهبي، بالمقابل ستظهر فدرالية تقودها إسرائيل باعتبارها الدولة المركزية الوحيدة التي ستحكم المنطقة سعيا منها لتحقيق حلم "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، بعدما تضعف دول الجوار.

تعتبر وثيقة برنارد هنري لويس المستشرق اليهودي التي أقرها الكونغرس الأمريكي سنة 1983 أخطر وثيقة طرحت في القرن العشرين لتفتيت الشرق الأوسط إلى أكثر من 30 دويلة اثنية ومذهبية، كما كان حسب ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” منظرا لسياسة التدخل الأمريكية في المنطقة العربية أثناء إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش وحربه المزعومة ضد الإرهاب، وبحكم علاقته القريبة من الإدارة الأمريكية السابقة فإن مخططه هذا يراه محللون من السياسات المستقبلية التي تنتهجها الولايات المتحدة في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط وهو كذلك يعتبر جزءا من خريطة” الشرق الأوسط الجديد” التي لوحت بها علنا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس خلال العدوان الإسرائلي على لبنان عام 2006.

كما يظهر ذلك أيضا في تعامل الإدارة الأمريكية الحالية مع ما أطلق عليه ”ثورات الربيع العربي"، مخطط برنارد لويس الذي يلعب على إشعال النعرات الإثنية والعرقية والدينية المتواجدة في دول العالم العربي الإسلامي.

وقد نشرته لأول مرة مجلة وزارة الدفاع الأمريكية مرفقا بمجموعة من الخرائط التي توضح تقسيم كل دولة إلى 4 دويلات ودول أخرى قسمت إلى أكثر من 4 دويلات.كما توضح هذه الخرائط لبعض البلدان العربية بعد التقسيم:

تفكيك دول شمال أفريقيا:

دولة البربر

دولة النوبة

دولة البوليساريو

دولة الأمازيج

دولة المغرب

دولة تونس

دولة الجزائر

أما مصر فتقسم إلى:دولة إسلامية سنيةدولة للمسيحييندولة للنوبةدولة للبدو فى سيناءدولة فلسطينية على شمال سيناء بعد ضمها إلى غزةشبه الجزيرة العربية:

إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دول فقط

دولة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين

دولة نجد السنية

دولة الحجاز السنية

تفكيك العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية على النحو التالى:

دولة شيعية في الجنوب حول البصرة

دولة سنية في وسط العراق حول بغداد

دولة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية سابقًا

تم بالفعل تقسيم العراق وتحويله إلى 3 دويلات سنية وشيعية وكردية بناء على ما يسمى بالفيدراليةتقسيم سوريا إلى:

دولة علوية شيعية علي ساحل البحر المتوسط

دولة سنية في منطقة حلب

دولة سنية حول دمشق

دولة الدروز في الجولان

تقسيم لبنان إلى:

دولة سنية

دولة مارونية

دولة سهل البقاع العلوية

تدويل بيروت العاصمة

دولة فلسطينية حول صيدا وحتي نهر الليطاني تتبع منظمة التحرير الفلسطينية

دولة لحزب الكتائب في الجنوب

دولة درزية غير دولة الدروز فى الجولان

تقسيم إيران وباكستان وأفغانستان إلي 10 دول عرقية:

كردستان

أذربيجان

تركستان

عربستان

إيرانستان

بوخونستان

بلونستان.

أفغانستان

باكستان

كشميركان مبرر برنارد لويس لهذا المشروع التفكيكى: إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان.

كما يرى أنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط علي قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها.

إذا درسنا جيدا ما يتم منذ الثمانينيات وحتى اليوم لتأكدنا أن المشروع يسير كما هو موضوع فى الخطة الأمريكية وأن ما أسمته كونداليزا رايس حول الفوضى الخلاقة فى الدول العربية والإسلامية يتحقق بالفعل ويكفى أن ننظر إلى الاضطرابات الشعبية فى جميع البلدان العربية والإسلامية للتأكد أن الخطة تسير بنجاح ويكفى نظرة واحدة إلى الأحداث التى وقعت أثناء حرب غزة والتصريحات التى خرجت من أمريكا وإسرائيل وقيادات حماس حول فتح سيناء لاستقبال الفلسطينيين، وما حدث من اضطرابات وفتن بين المسلمين والمسيحيين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
اتحاد الكرة يعلن رفض الطعون المقدمة ضد هاني أبو ريدة وقائمته