نشرت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إطلاق صواريخ كروز من على سفينة في البحر المتوسط على أهداف قرب حلب بسوريا، في وقت أصدرت منظمة تابعة للأمم المتحدة تحذير من أن الوضع في المدينة "كابوسي".
ووسط احتدام المعارك بين المعارضة والقوات الحكومية المدعومة بميليشيات أجنبية في حلب ومحيطها، لجأت موسكو، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، لأول مرة إلى قصف أهداف بسوريا من أسطولها بالمتوسط.
روسيا التي تدعم الأسد عبر غطاء جوي وصاروخي كانت أقدمت في السابق على إطلاق صواريخ كروز من أسطولها الراسي في بحر قزوين، إلا أنها عمدت في الأيام الماضية إلى توسيع قاعدة أطلاق عملياتها.
وبعج أيام على نجاح قوات المعارضة في كسر الحصار على أحياء حلب الشرقية والتقدم جنوبي المدينة، أعلنت موسكو أن مقاتلاتها بدأت في استخدام قاعدة همدان الجوية في إيران كنقطة انطلاق لمهماتها في سوريا.
وعن الصواريخ التي أطلقت الجمعة، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استهدفت قرب حلب "جبهة فتح الشام"، التي كانت قد تخلت عن اسمها السابق "جبهة النصرة" وأعلنت قطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة المتشدد.
ولكن القصف الصاروخي يأتي في ظل تكثيف الغارات الجوية على الأحياء الشرقية في حلب، وبعد أقل من يومين على نشر فيديو أثار صدمة حول العالم للطفل عمران الذي انتشل حيا من بين أنقاض مبنى دمرته ضربة جوية.
ويأتي ذلك أيضا وسط تصاعد القلق الدولي من احتدام القتال والضربات الجوية على وحول المدينة المقسمة إلى مناطق تخضع لسيطرة القوات الحكومية والميليشيات الموالية في الغرب ومناطق للمعارضة في الشرق.
واحتدمت الأزمة التي يعاني منها المدنيون في المناطق المحاصرة بسبب النقص الحاد في السلع الأساسية، مما دفع برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، إلى التحذير من أن الوضع "غير إنساني ومروع ومقزز وكابوسي".
ولم يقتصر القصف على حلب، فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهليكوبتر التابعة للقوات الحكومية أسقطت "براميل متفجرة" على المستشفى الوحيد بداريا المحاصرة التي تخضع لسيطرة المعارضة بريف دمشق.
يشار إلى أن تصاعد وتيرة القصف الجوي جاء غداة إعلان روسيا تأييدها اقتراحا لوقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعيا في حلب للسماح بإيصال المساعدات، واستعدادها لبدء تنفيذ ذلك اعتبارا من الأسبوع القادم.