"المصلحة" وراء عودة العلاقات "الروسية - التركية"

بعد مرور تسعة أشهر من الجفاء والقطيعة عاشتها العلاقات (التركية – الروسية)، خرج علينا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - في التاسع من أغسطس الجاري، خلال مؤتمر صحفي عقد بـ"سان بطرسبورغ" جمعه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان - ليعلن اعتزام بلاده رفع التدابير والقيود الاقتصادية المفروضة على الشركات التركية، وعودة العلاقات مع أنقرة بشكل تدريجي.

"بوتين" أعاد النبض إلى علاقات بلاده مع أنقرة، مما أثار العديد من التساؤلات، حول المكاسب الروسية والتركية التي تحققها ما وصفها البعض بـ "الصفقة".

وفي هذا الصدد، رأى الخبير في الشؤون التركية نشأت الديهي، خلال تصريحات خص بها "أهل مصر"، أن أنقرة ركعت أمام الأوامر الروسية، في محاولة منها لايقاف تمدد الأكراد الذين يسعون إلى إقامة دولة مستقلة لهم، على الحدود التركية السورية، وهو ما يشكل للأتراك كابوساً يريدون التخلص منه، خاصة بعد أن سيطر الأكراد السوريين على المناطق الحدودية مع تركيا، وأهمها "القامشلي والحسكة وعامودا ورأس العين وعين العرب وصولاً إلى جرابلس وعفرين".

وأضاف الخبير في الشؤون التركية، أن أنقرة قد تكون حصلت على تعهد "روسي" بعدم تقديم أي دعم للأكراد لإقامة مناطق حكم ذاتي.

وأما عن دافع الروس لمعاونة الأتراك من جديد، فقد رجح "الديهي" أن العامل الاقتصادي يعتبر الأساس في موافقة موسكو على إعادة العلاقات، حيث أن روسيا بحاجة لاستكمال بناء خط أنابيب الغاز من جنوبها عبر تركيا بالإضافة إلى أن الحاجة للبضائع التركية منخفضة التكلفة.

وأستكمل، "أما تركيا فتحتاج إلى تسويق منتجاتها كما أنها افتقدت أعدادًا كبيرة من السياح الروس الذين كانوا يضخون أموالًا طائلة للاقتصاد التركي".

أما عن "داعش" ووجوده في الاتفاق (الروسي - التركي)، فقد أعتبر "الديهي"، أن "الأتراك" يدفعون حالياً ثمن تغيير سياستهم العسكرية في سوريا، بعد تخليهم عن دعم بعض الجماعات العسكرية هناك (غير النظامية) التي تصنفها موسكو "إرهابية"، فقد ضرب الإرهاب الأراضي التركية مرات عدة، راح ضحيتها العشرات.

وحول التغيير المفاجئ في السياسة الخارجية لـ"أنقرة"، قال "الديهي"، إن دولة "أردوغان" عادت إلى أحضان موسكو واعتذرت إليها بشكل رسمي بعد توتر العلاقات بين تركيا وواشنطن، بسبب عدم موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على تسليم الداعية الإسلامي "فتح كولن" الذي يتهمه النظام التركي باشتراكه في محاولة الانقاب "الفاشلة" على السلطات المدنية هناك.

يذكر أن العلاقات (التركية - الروسية) تعثرت في نوفمبر الماضي، عندما أسقطت تركيا مقاتلة روسية على الحدود السورية، أدعت أنها اخترقت مجالها الجوي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
نقيب الفلاحين لـ«أهل مصر»: أصحاب مبادرة «من الغيط للبيت» السبب في ارتفاع الأسعار