فتح معرض بكين الدولي للكتاب أبوابه أمام الجماهير اليوم الخميس بعد يوم واحد من افتتاحه الرسمي، وتشارك فيه مصر بجناحين تم تخصيصهما من قبل الجانب الصينى بمناسبة العام الثقافي المصري الصيني 2016.
ويشارك أكثر من 2000 عارض يمثلون 60 دولة في الدورة الثالثة والعشرين للمعرض الذي يعد أحد أكبر أربعة معارض للكتاب فى العالم. ويتمحور معرض هذا العام الذي يمتد حتى يوم الأحد القادم، حول موضوع "التنوع الثقافي" وسيشهد تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والعروض الحية والمعارض المختلفة على هامشه هذا فضلا عن الندوات المتعددة التى تتناول شتى الموضوعات.
وأكد الدكتور حسين إبراهيم، المستشار الثقافى لسفارة مصر لدى بكين ورئيس مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية بالصين -في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الاوسط ببكين- تقديره للهيئة الوطنية الصينية للصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون، وهى الجهة المنظمة للمعرض، لاستجابتها لطلب المكتب الثقافى المصرى بمنح مصر الجناحين مجانا احتفاء بالعام الثقافى بين البلدين، مشيرا إلى أن 60% من الكتب التي تعرضها مصر هذا العام مترجمة من العربية إلى الصينية.
وأوضح أن الكتب تتضمن روايات لكبار الكتاب المصريين مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعى وبعض الادباء المعاصرين، فضلا عن مقدمة ابن خلدون وكتاب عن حياة الرسول بعنوان "حياة محمد" وعدد من الكتب عن الائمة والصحابة، وكذا كتب للترويج السياحى لمصر وكتاب "مصر محور طريق الحرير" والذى قام المكتب الثقافى ببكين بإعداد محتواه حيث يتضمن معلومات وافية عن مصر من ضمنها جغرافية مصر وتاريخها وعادات وثقافة وتقاليد الشعب المصرى واهم المناطق السياحية والتاريخية المصرية.
وقال إبراهيم إن الكتب المعروضة المترجمة للصينية بينها كتب تم إصدارها بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار تروج للاستثمار في مصر وتتحدث عن قوانين الاستثمار والسياسات التفضيلية المصرية الجديدة، وكتاب حول تاريخ التبادلات بين الصين ومصر على مدى الأعوام الستين الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما توجد بالجناح المصري كتب باللغة الإنجليزية من ضمنها كتب تتناول الفولكلور والفن والرقص الشعبى فى مصر وكتاب رائع عن تاريخ السينما المصرية وأهم الافلام التى تركت بصمة على المتفرج المصرى والعربى والعالمى مع شرح مبسط لكل فيلم.
وأضاف أن الكتاب الخاص بتاريخ السينما لقى إقبالا كبيرا بين الشباب ممن زاروا الجناحين المصريين، وطلب عدد منهم قيام المكتب الثقافى بعرض فيلم من الأفلام المصرية فى مقره ببكين مرة كل شهر ثم عقب العرض تقام ندوة لمناقشته.
وتعهد المستشار الثقافي ببدء الترتيبات لتلبية هذا الطلب، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن تلك الأمسيات الثقافية الفنية كل شهر على شبكة التواصل الاجتماعى الصينية "الويتشات" مع نبذة باللغة الصينية عن كل فيلم سيتم عرضه.
وقال إنه تم عقد ندوة على هامش المعرض تم فيها استعراض تاريخ الترجمة بين الصينية والعربية فى مصر والصين حيث تم تناول حركة الترجمة من أوائل العشرينات بالقرن الماضى حتى الوقت الراهن وتم مناقشة المشاكل التى تواجه الترجمة واسباب قلة عدد الكتب المترجمة من العربية الى الصينية، وتطرق الحديث الى اهمية اقامة مشروع قومى بين البلدين وانشاء رابطة أو لجنة عليا مشتركة للترجمة بين مصر والصين تضم شيوخ المترجمين ليقوموا بترجمة 100 كتاب باللغة العربية الى الصينية ومائة اخرين من اللغة الصينية الى العربية، كما تم تناول اهمية العثور على مصادر لتمويل هذا المشروع، سواء كانت مصادر حكومية او غيرها.
وأضاف أن المختلف فى معرض بكين الدولى للكتاب هذا العام هو تحويله إلى مهرجان دولى للكتاب لتمتد انشطة هذا المهرجان الى كل بكين حيث تقام المنتديات المنسوبة للمهرجان داخل المعرض وخارجه، وأن الندوات منحت المعرض شكلا وطابعا مختلفا عن كل عام حيث تم استقطاب فئات مختلفة من الباحثين والمثقفين والاساتذة، كما نوه بفكرة حضور ادباء صينيين للندوات التى تتناول الكتب المترجمة عن اعمالهم.
وأشار إبراهيم إلى أن الجناحين المخصصين لمصر يضمان نحو 75 إصدارا مختلفا، وأن رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب هيثم الحاج ورئيس اتحاد الناشرين المصريين عادل المصرى ود. سهير المصادفة، رئيسة قطاع النشر بوزارة الثقافة والناشر محمد عبد المنعم، صاحب دار سما للنشر والتوزيع، ورئيس تحرير جريدة "القاهرة" التابعة لوزارة الثقافة، قاموا بزيارة المعرض.