دعا قادة دول وسط أوروبا، اليوم الجمعة، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى بناء "جيش مشترك" للاتحاد الأروربي لتعزيز أمن دول الاتحاد في أعقاب استفتاء بريطانيا لصالح الخروج.
وطالب قادة دول مجموعة "فيسيجراد"، التي تضم كل من المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، خلال اجتماعهم مع ميركل - لبحث عدد من القضايا قبيل قمة الاتحاد الأوروبي، الشهر القادم، لمناقشة ترتيبات ما بعد خروج بريطانيا - بتشكيل جيش مشترك لدول الاتحاد، وهو ما يُعد أمرا شائكا في بروكسل.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا إندبندانت" البريطانية: "علينا أن نضع مسألة الأمن على قائمة أولوياتنا، وعلينا أن نبدأ تأسيس جيش أوروبي مشترك".
بدوره، أيد رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا المطلب ذاته قائلا: "علينا أيضا بدء مناقشة حول إنشاء جيش أوروبي مشترك".
وكان زعيم الحزب الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي قد دعا بعد استفتاء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات مؤسسية داخل الاتحاد، بحيث تُشكل كونفدرالية من الدول الأعضاء تحت رئيس يكون مسئولا عن جيش قوي مشترك.
وتعمل دول الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي سويا على مجموعة من الأمور العسكرية، لكن ليس للتكتل قدراته العسكرية المستقلة. ويحتاج الجيش المشترك للاتحاد إلى موافقة بالإجماع من جانب الأعضاء، وهو ما يجعل ذلك الأمر غير محتمل، لا سيما وأن معظم دول الاتحاد - وبينهم دول "فيسيجراد"- أعضاء في حلف الناتو العسكري.
وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون قد أعلن عدم تأييده لفكرة الجيش المشترك للاتحاد الأوروبي، على أساس أنه سيضر بالكفاءات العسكرية للدول الأعضاء، كما أنه سيؤدي إلى تنافس وتدخل مع حلف الناتو، والذي يعتبر حجر الزاوية لأمن بريطانيا وغيرها من الدول الأعضاء بالحلف.
ولم تبد أنجيلا ميركل في اجتماع اليوم تأييدا أو معارضة صريحة لفكرة الجيش المشترك، إلا أنها أبدت تأييدها لفكرة وجود أمن أقوى، لكنها أطلقت تحذيرا بشأن كيفية تحويل الخطط إلى أفعال.